فى إطار الجهود التى تقودها الدولة المصرية لتوحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام الداخلى بين حركتى وحماس، وتشجيع الأطراف المتخاصمة على إبرام مصالحة شاملة وتوحيد جهود الحركة الوطنية الوطنية، تستقبل القاهرة، الجمعة المقبل، وفد من حركة فتح لبحث سبل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.
ويضم وفد حركة فتح كلا من عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس كتلتها البرلمانية، وحسين الشيخ، وزير الشئون المدنية بالسلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وروحى فتوح، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية بالحركة.
يذكر أن حركة حماس الذى يزور القاهرة حاليا قد أكد فى بيان صحفى استعداده لعقد جلسات حوار مع حركة فتح فى القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه، مع التأكيد على استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية فورا وتمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطينى بالضفة والقطاع والقدس.
ويأتى وصول وفد حركة فتح إلى القاهرة مع دعوة لمصر أطلقها القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى، خالد البطش، لاستئناف جهودها لإتمام المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة وإزالة الانقسام، مطالبًا الرئيس الفلسطينى محمود عباس بإرسال وفد لقطاع غزة لبحث آليات تطبيق المصالحة وفقاً للاتفاقات التى تمت مؤخرًا فى القاهرة، إضافة لمطالبة حركة فتح وأبو مازن بالعودة عن الإجراءات العقابية ضد أبناء قطاع غزة.
الدعوة التى أطلقها القيادى فى الجهاد الإسلامى خالد البطش جاءت ذلك خلال مسيرة نظمتها حركة الجهاد فى قطاع غزة، حيث ألقى القيادى فى الحركة "خالد البطش" كلمة تناول من خلالها تلك المطالب، مطالبًا حركة حماس بسحب الذرائع وحل اللجنة الإدارية التى تم تشكيلها لإدارة شئون القطاع، والمطالبة بتطبيق اتفاق القاهرة 2011 الذى تم برعاية مصر.
وحذر القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى من عقد المجلس الوطنى لمنظمة التحرير فى رام الله بدون توافق وطنى مسبق.
ودعت الحركة جماهيرها للمشاركة فى مسيرة لرفض الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ 11 عامًا والمطالبة باستعادة الوحدة الوطنية.
وأشار خالد البطش، إلى أن الانقسام الداخلى الذى فاجأ الشعب الفلسطينى قبل سنوات أعاق بشكل كبير من سرعة تحقيق التحرير الكامل، مشددا على أن هذا الانقسامُ البغيضُ والحصارُ الظالم، الذى وصفه بـ"التأم المشؤوم"، يجبُ أن ينتهى.
واستعرض البطش فى كلمته فصول المعاناة الفلسطينية جراء الحصار الظالم من بطالة وفقر وكساد تجارى، وزيادة فى أعداد الوفيات من أصحاب الامراض المزمنة بسبب نقص الدواء. وانقطاع للتيار الكهربائى والتى كان آخرها فرض العقوبات التى تستهدف آلاف الموظفين الذين تقطع أرزاقهم كإجراء عقابى لغزة وأهلها.
وانتقد القيادى فى الجهاد الإسلامى استمرار الانقسام وتعثر تحقيق المصالحة طوال السنوات الماضية الأمر الذى أخل بمنظومة القيم الوطنية حتى باتت القضية الفلسطينية أسيرة للتوجهات والمصالح المقلقة، فيما بات البعض يفكر بالتعايش مع الانقسام كأمر واقع.
ونبه البطش إلى أن استمرار الانقسام سيؤدى لتسهيلِ مهمةِ العدو فى الفصلِ السياسى والجغرافى والاقتصادى والاجتماعى بين مكوناتِ الشعبِ الفلسطينى. محذرًا من أن تبدو قضية النضال الوطنى الفلسطينى وكأنها صراعٌ على السلطة بدلًا من التركيزِ على الصراعِ مع العدوِ الإسرائيلى لتحريرِ الوطن والعودة إلى أرض فلسطينى والعيشُ فيها بحريةٍ وكرامةٍ.
وقال القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى : "لقد آن أوان الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلى وبناء المرجعية الوطنية لتحقيق الشراكة فى القرار الوطني"، مؤكدًا على أن ذلك لا يعنى أبدًا القبول بالتفريط فى الأرض أو المساومة على السلاح أو التنازل عن الكرامة التى دفعنا الأشلاء والدماء للمحافظة عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة