بالصور.. اليابان الصغرى.. سلامون القماش بالدقهلية لا يوجد بها عاطل

الأحد، 17 سبتمبر 2017 10:37 ص
بالصور.. اليابان الصغرى.. سلامون القماش بالدقهلية لا يوجد بها عاطل العمل فى مصانع التريكو
الدقهلية - محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلامون القماش، إحدى النقاط المضيئة فى محافظة الدقهلية، والتى تسمى بـ"اليابان الصغرى"، حيث تخلو تماما من البطالة، ويعمل معظم سكانها وعددهم 50 ألف نسمة فى صناعة الملابس منذ 1937، ومنها إلى تجارة الملابس الجاهزة والتريكو والجوارب، ليصبح اسمها من صناعتها، وكل سكانها عاملين بامتياز.

محافظة الدقهلية، والتى يمتهن نصف سكانها الزراعة، وبالرغم من كونها قرية ريفية، إلا أن سلامون القماش معظم سكانها باعوا أراضيهم منذ سنوات طويلة، حتى يتمكنوا من شراء ماكينات لصناعة التريكو والملابس الجاهزة، ليلحقوا بركب القلعة الصناعية الصغيرة، كانت تتصدر الصادرات المصرية منذ ما يقرب من 10 سنوات.

قرية سلامون القماش بها ما يزيد عن 100 مصنع للتريكو، ومعرضا، يأتيه الزوار من كل مكان قاصدين شراء الملابس الصوف بأسعار زهيدة، فـ "التيشيرت" الذى يبلغ سعره 400 جنيه فى السوق القطاعى، قد يصل ثمنه إلى 80 جنيها فى سوق سلامون القماس، من المصنع للمستهلك مباشرة.

قرية سلامون القماش، تحتل مكانة عالمية وأوروبية بارزة بسبب تصدير منتجاتها جميعها للخارج، وتعمل مصانعها الصغيرة بأحدث الماكينات، وأجهزة الكمبيوتر الحديثة، يعمل بهذه الصناعة ما يزيد عن ألف أسرة.

يقول شعبان سمك، رئيس مجلس إدارة صناع التريكو، وكبير مصنعى التريكون والملابس الصوفية، بالقرية، أن صغار يشكلون الحلقة الأكبر فى الصناعة ويدرون العملة الصعبة إلى البلاد فى التوقيت الذى كانت مصر فيه تعتمد اعتمادا كليا على الاستيراد من الخارج، كانت سلامون تصدر لكل دول العالم ملابس الصوف والتريكو و"البروفلات"، وكانت تكفى حاجة السوق المحلية من ملابس التريكو، دون الحاجة إلى استيراد الملابس".

ويضيف "سمك" يباع التريكو فى مواسم محددة، حيث يعتمد سكان القرية، فى حياتهم طيلة أيام العام على شهور أكتودبر ونوفمبر وديسمبر، وينتهى الموسم فى شهر يناير، حيث تقوم محال بيع القطاعى، ونصف الجملة بشراء ما تقوم بصناعته هذه المصانع طيلة أيام العام، فى هذه الشهور الثلاثة، ولأن إنتاج التريكو يستهلك وقتا كبيرا، فتعمل هذه المصانع خلال أشهر العام دون توقف، فقد يستهلك " التيشرت" الواحد ساعة وربع فى الماكينة حتى يتم الانتهاء منه بشكل يصلح للبيع.

بينما يقول شوقى السيد، مالك مصنع تريكون، يمر "التيشرت" بمراحل كثيرة، أولها اختيار التصميم، ثم اللون، ثم مرحلة تجهيز النصف الأول منه وهو منطقة البطن، ثم الجزء الآخر وهو منطقة الظهر، ثم الأكمام، ثم "الياقة" بجميع أنواعها، ثم يقوم أحد الفنيين بتجميع تلك الأجزاء يدويا، وحياكتها كقميص واحد، ثم مرحلة المكواة، ثم التكييس والتغليف.

يراقب شوقى العمل فى مصنعه الصغير أسفل منزله بقرية سلامون القماش، 12 عاملا، 8 شباب و4 فتيات، وهو العامل رقم 13، بلغ من العمر زهاء 52عاما، ولازال يعمل بيده، مرجعا ذلك بسبب قل الرزق، فيقول "بعد ما الحال وقف، وأصبحنا لا نستطيع المنافسة بالسوق بسبب الملابس المستوردة من الصين، يرسلوا لنا كنسة القماش والشغل، بسعر زهيد جدا جدا، ومهما الدولة تغلى فى الجمارك، المستوردين بيتحايلوا على هذه الرسوم، فلو مثلا فرضت الدولة 100% ضرائب، فمن السهل أن يقوم المستورد بعمل فاتورة من بلد المنشأ الصين بأقل من التكلفة الحقيقة فبدلا من أن يدفع مثلا ألف جنيه ضريبة على بضاعة تكلفتها الحقيقة ألف جنيه، يقوم بعمل فاتورة مزورة تفيد أن البضاعة ثمنها 100جنيه، ويدفع ضرائب بناء على هذا الرقم الوهمى، وتدخل البضاعة السوق بأسعار مخفضة جدا جدا لانستطيع منافستها.

يقول السيد، راتب العامل يبلغ 500جنيه فى الأسبوع، مسكين، كيف سينفق على بيته وأولاده من هذا المبلغ الضئيل، خاصة وهو يعمل عندى وعند غيرى قرابة 12 ساعة فى اليوم، ولا يوجد متسع لعمل آخر، ولكن ما باليد جيلة، لا أستطيع أن أزيد راتبه، لذلك العمالة قلت للغاية، ومنها لله التكاتك هى السبب، العامل دلوقتى بدل ما يشتغل فى مصنع ملابس وصاحب المصنع يقعد يتحكم فيه، بقى بيريح نفسه، ويشترى توك توك ويشتغل عليه، وبيكسب منه أكتر، بالرغم من المعاناة والتحديات اللى بتقابل صناعة التريكو فى سلامون إلا إنها تمر مرور الكرام، ماعدا التوك توك هو الخطر الأكبر والداهم، وفرع المصانع من عمالها.

يعمل السيد، بيديه فى مصنعه، جنبا إلى جنب مع عماله 12، 8 شباب، و4 فتيات، يعتبرهم جميعا أبنائه، فهم رأس ماله الحقيقى، بالإضافة إلى الماكينات، والتى يقوم هو بصيانتها بنفسه، بعد خبرته عشرات السنين مع الماكينات، منذ كان صغيرا، وتوفيرا أيضا لمستحقات فنى الصيانة، متذكرا عام 2000 والذى كان آخر الأعوام الذهبية بالنسبة لصناعته.

ويستنكر "السيد" بعض المعوقات، التى تواجهها الصناعة، حيث أن ملاحقة الضرائب له، وعدد آخر من الجهات تسببت فى خراب بيوت عدد كبير من صغار الصناع ـ على حد وصفه ـ فمطالبات الحكومة لصغار الصناع قد فاقت قدرتهم الإنتاجية وسعة المكسب الذى يحصلون عليه، وقد ضرب مثلا بمصنعه الصغير المكون من مكنتى غزل، فالضرائب تحاسبه على إنتاج 3 ماكينات، بالرغم من إنه لا يملك سوى ماكينتين اثنتين فقط، ولما حاول أن يقنعهم بذلك رسميا، لاقى تعنتا شديدا وتهديدا آثر دفع ضريبة زائدة على الماكينة الوهمية، أفضل من أن يتم تنفيذ هذا الوعيد والتهديد.

قرية سلامون، امتد انتاجها لكل شىء، فالقرية التى يعمل كل سكانها، ولا يعانى أحد بها من البطالة، اشترت على نفقتها الخاصة أعمدة الكهرباء، وقاموا بالمشاركة فى رصف الطرق، وقام أهالى القرية، بعمل خط صرف صحى، على نفقتهم الخاصة، بينما فى ظل الأزمات التى تواجهها الصناعة، يطالب السكان بالقرية، ببناء نقطة إطفاء للحفاظ على مصانعهم، ووحدة إسعاف لإسعاف أى عامل فى أى طارئ، ومستشفى علاج أهل القرية، ووحدة سجل عينى، ووحدة شهر عقارى.

 

ماكينات التريكو بسلامون
ماكينات التريكو بسلامون

 

 أحد مصانع التريكو
أحد مصانع التريكو

 

 العمل فى مصانع التريكو
العمل فى مصانع التريكو

 

 إنتاج التريكو فى سلامون
إنتاج التريكو فى سلامون

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة