كردستان فوق البركان.. خبراء لـ"اليوم السابع": الاستفتاء خطوة غير مدروسة تؤثر على وحدة التراب العراقى.. ويؤكدون: الأكراد سيعاملون مثل "الدواعش".. والانشقاق يجر العراق لسلسلة من الحركات الانفصالية

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 12:30 م
كردستان فوق البركان.. خبراء لـ"اليوم السابع": الاستفتاء خطوة غير مدروسة تؤثر على وحدة التراب العراقى.. ويؤكدون: الأكراد سيعاملون مثل "الدواعش".. والانشقاق يجر العراق لسلسلة من الحركات الانفصالية الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق
رسالة السليمانية ـ محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من السليمانية قلب العاصمة الثقافية لإقليم كردستان العراق، وقبل أيام من الاستفتاء على انفصال الإقليم عن مركزه فى بغداد، ذهب "اليوم السابع" إلى الأراضى الكردية فى شمالى شرق العراق محملا بعلامات استفهام عبر من أجلها وادى النيل والصحراء، ووضعها على طاولة الخبراء والسياسيين ذوى الصلة بتطورات الحدث، ذلك الذى طفا على سطح السياسية الإقليمية حتى أصبح العنوان الرئيسى فى كل المنتديات ولدى رجل الشارع العادى يتحسس خطاه مترقبا ما سيسفر عنه استفتاء الاثنين الموافق 25 من الشهر الجارى.

 

مخاطر على الأمن الإقليمى

فى البداية قال الدكتور عماد هادى علو الربيعى، مستشار المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب، إن ما يحدث الآن فى إقليم كردستان العراق من حيث الدعوة إلى إجراء الاستفتاء للانفصال عن الدولة المركزية فى بغداد، تحت ذريعة حق تقرير المصير؛ سيؤدى إلى عواقب إقليمية وداخلية تؤثر على وحدة التراب العراقى وتؤثر كذلك على الأمن الإقليمى.

 

ودلل الربيعى على وجهة نظره بالحديث عن أن هناك أقليات كردية فى دول أخرى بالإقليم (العراق ـ سوريا ـ تريكا ـ إيران ـ أرمينيا ـ جورجيا) ومن المؤكد أن هذه الأقليات ستتحفز لإعادة تجربة كردستان العراق، ما سيؤدى إلى مزيد من الصراعات وأعمال العنف، وسيفتح الباب لمزيد من التدخل الخارجى فى منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الذى تشترك فيه القوات العراقية فى حربها ضد الإرهاب وضد تنظيم داعش.

 

وأوضح الربيعى فى حديثه المسجل مع "اليوم السابع" من السليمانية، أن هذا الاستفتاء سيكون من إحدى نتائجه إضعاف الأجهزة الأمنية العراقية التى ستتصدى لمعالجة كل التطورات الأمنية الخطيرة، تلك التى ستنجم حتما عن انفصال الإقليم بعد الاستفتاء المقرر عقده بعد أيام وتحديدا فى 25 من شهر سبتمبر الجارى.

 

الدكتور معاد علو

الدكتور معاد علو
 

من جانبه رأى الدكتور، معتز عبد الحميد، مدير المركز الجمهورى للبحوث الأمنية والاستراتيجية، أن هناك مخاطر داخلية وأخرى خارجية تؤثر بالقطع على وحدة العراق فى حالة انفصال إقليم كردستان العراق عن المركز فى بغداد، مضيفا أن هذا الاستفتاء سوف يؤدى إلى جر العراق لمواجهة سلسلة من الحركات الانفصالية فى باقى أقاليم الجمهورية.

 

وأوضح عبد الحميد أنه إذا استقل إقليم كردستان العراق؛ فإن بعض الأقاليم الأخرى ستنادى أيضا بالانفصال مثلما يتحدث الآن بعض النشطاء فى البصرة (جنوبي العراق) والبعض الآخر فى الأنبار (غربي العراق) وكذلك سوف يؤثر على البلدان المجاورة للعراق لما لها من تأثير فى الإقليم وعلى رأسها تركيا وإيران، فضلا عن البلدان الأخرى التى يوجد بها أقليات كردية.

 

وتابع فى معرض رده على سؤال "اليوم السابع" حول دلالة التوقيت الذى دعا فيه رئيس الإقليم إلى الاستفتاء، قائلا: "إن توقيت الاستفتاء من حيث المبدأ غير مناسب نظرا للظروف الداخلية والخارجية بما فى ذلك الحرب المفروضة على العراق المتمثلة فى الحرب على الإرهاب والموقف الدولى الصلب من العملية برمتها".

 

وأكد من جانبه على أن مجرد الدعوة إلى الاستفتاء خطوة كردية غير مدروسة وغير محسوبة النتائج سيرافقها عدد من المخاطر التى سيستحيل تجنبها، مشككا فى نتيجة التصويت من الأساس؛ بسبب عدم وجود إشراف دولى من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبى أو أى من المنظمات المعنية فى الإقليم وخارجه؛ لأن الاستفتاء مرفوض بالإجماع أساسا من كل هذه القوى.

 

الدكتور معتز عبد الحميد
الدكتور معتز عبد الحميد

 

تداعيات الاستفتاء على الإقليم

وفى السياق أكد الدكتور مناف الموسوى، رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أن الهدف من الاستفتاء هو تكريس ما وصفها بـ"عقلية تصدير الأزمة"، بسبب المشاكل التى يعانى منها الإقليم، موضحا أن أولى هذه المشاكل تتمثل فى رئاسة الإقليم، التى يعترض عليها شركاء العملية السياسية داخل الإقليم.

 

وأشار إلى أن حركة التغيير والاتحاد الوطنى اللذان يرفضان استمرار الرئيس مسعود برزانى فى رئاسة الإقليم، مضيفا أن طرح هذا الموضوع أدى إلى أن يكون اللاعب الأكبر فى العملية هو رئيس الإقليم، وبالتالى فأن المعادلة تشير إلى أنه هو المستفيد الأول والأكبر من المسألة سواء تم الاستفتاء أو لم يتم.

 

ونوه إلى أن الخسائر التى سيتكبدها اقتصاد الإقليم تتمثل فى عدم وجود منفذ للإقليم للتعامل مع العالم الخارجى، مستندا فى تحليله على رفض أنقرة وطهران، مضيفا: "كما سيفقد الإقليم نسبة كبيرة من عوائده المتمثلة فى أنه كان يحصل على ما نسبته 5 بالمئة من مكاسب حركة التجارة التى تمر عبر أراضيه من وإلى تركيا وإيران".

 

وشدد على أن الاستفتاء سيؤى بالضرورة إلى مجموعة من الصراعات والحروب الأهلية، وعلى هذه الرؤية يمكن القول إن العرب سيصبحون مواطنين من الدرجة الثالثة فى حال تفتت العراق إلى مجموعة كبيرة من الجمهوريات القائمة على أساس عرقى.

 

وردا على سؤال "اليوم السابع" حول دلالة تصريحات وزير الخارجية العراقى إبراهيم جعفرى التى نوه فيها إلى استخدام القوة العسكرية إذا أقدم الأكراد على تنفيذ مخرجات الاستفتاء المزمع بالقوة، قال الموسوى: "إن هذه التصريحات تعنى أن الحركة الكردية معناها خروج على القانون وانقلاب على الدستور وسوف يعامل الأكراد فى هذه الحالة كما يعامل الدواعش".

 

ملتقى الديمقراطية وحق تقرير المصير

وشهدت مدينة السليمانية، في الأيام الماضية فعاليات ملتقى الديمقراطية وحق تقرير المصير، ذلك الذى حضره نخبة من الشخصيات السياسية والعلمية من مختلف البلدان العربية، إلى جانب الباحثين والحقوقيين المعنيين بمجال ديمقراطيات وحريات الشعوب.

 

وشهد الملتقى الذى نظمته لجنة الاستفتاء على الدستور هجوما حادا من قبل أغلب المشاركين والمتحدثين الذين رأوا أن توقيت الاستفتاء غير مناسب وأن الفشل هو نتيجته المؤكدة فى ظل الرفض العراقى المركزى والإجماع الإقليمى والغربى على عدم إقامته فى الظرف الراهن.

 
 

 

الدكتور مناف الموسوى
الدكتور مناف الموسوى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة