ونحن فى أيام خير وعطاء.. فى أيام فرحة وسعادة.. فى أيام عيد.. كم يسعدنى حقا هذا التكافل الذى أراه بين جميع المسلمين والعرب فى هذا الوقت من العام هو أيام عيد الأضحى المبارك، فالجميع يتسابق فى إخراج الأضحية والفقير يجد حاجته من اللحم الذى يحرم منه أغلب أيام السنة.. السعادة ترتسم على وجوه الجميع خاصة عندما تمتلئ البطون وقتها لا يقلق ذهن الفقير شىء، فالدول المتقدمة تقاس دائما بقدرتها على توفير احتياجات شعوبها من المأكل والمشرب والملبس بل ويفيض عن حاجتها لتصدره للدول التى تستطيع أن تشترى.
ولكى تحافظ الشعوب المتقدمة على اكتفائها الذاتى وقوتها الاقتصادية تحتاج إلى قوة وقدرة على حماية نفسها، من هنا تبدأ الحاجة لوجود سلاح يحمى وجيش يحرس، ويدافع وخطط تحاك فى الظلام حتى تستطيع الحفاظ على ما وصلت إليه هذه الدول من قوة، فهناك أمم وشعوب قامت وقويت بسبب حروب فى بلاد أخرى، وهناك شعوب ودول انهارت ومزقتها الحروب وهناك المتفرجون يصفقون تارة لهؤلاء، ويدعون البكاء ومؤازرة هؤلاء ونطلق على هذه الشريحة المنتفعين أو المطبلاتية.. وهم كثر، كل هذه الأمور نعرفها جيدا وندركها، لكننى الآن أتساءل فى أوقات الأعياد وأثناء الحروب: كيف يتعامل الأعداء؟
وأقصد بالتحديد الدول الإسلامية والعربية التى تقف أمام بعضها مشهرة السلاح فى الأشهر الحرم والتى حرم فيها القتال.. هل يتوقف المتحاربون عن حربهم فى أيام العيد ويستأنفون حربهم وقتلهم لإخوانهم من ذات الدين بعد العيد؟ أليس الله عز وجل من قال فى كتابه الكريم: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا» وكما قال رسولنا الكريم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».
لا أدرى كيف يستطيع المتحاربون إقناع أنفسهم أنهم على صواب وأن الحق معهم وأن من يموت من عندهم فهو شهيد؟ ما يحدث فى سوريا وليبيا واليمن ودول أفريقية كثيرة من تناحرات أهلية وعرقية كلها حرام.. فكيف يعتقد الشيعة فى إيران وسوريا والعراق عندما يقتلون أهل السنة أنهم على حق. وأكثر ما يحزننى حقا أن نكون فى أيام مباركة يلبى فيها الله نداء الداعين، ويحقق للذاكرين نجواهم ويثيب المتفانين فى رضائه أعظم الثواب، بينما يغرق المتناحرون فى بحور دماء لا أول لها ولا آخر ودائما الضحايا آلاف الأبرياء والضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ.. ما ذنب هؤلاء الأبرياء ليكون لهم العيد ما هو إلا وقت للقتل والنحر فبدلا من أن ننحر رقاب ما لذ وطاب من الشاة والبقر والجاموس وتمتلئ البطون الجائعة بما قدره الله لنا يتحول المشهد إلى سفك دماء حرام علينا.
اليوم ونحن فى وقت عيد.. وقت ترابط وتراحم يقتل الأخ أخاه.. ويقنع البعض أن أعداءهم إنما من نفس وطنهم وأتساءل: كيف تقضى داعش أوقاتها فى العيد؟ هل مازالت تذبح المسلمين كالشاة؟ هل مازالت تقيم حدود الله على يد أناس لا يعرفون الله؟ لكِ الله يا سوريا .. لكِ الله يا عراق.. لكِ الله يا ليبيا.. لكِ الله يا يمن.. لكِ الله يا فلسطين.. ماذا تبقى من وطننا العربى بلا حروب؟ فهل يأتى عيد من الأعياد ونحن بخير؟ كل عام وأنتم بخير.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
حروب واعياد
العيد عشان يبقي بخير محتاج عقول نظيفه وقلوب رحيمه وهذا لم يتوفر بعد .. ربنا يهديهم