ربما يكون دونالد ترامب الابن، الذى سيدلى خلال أيام بشهادته فى جلسة مغلقة أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ تحقق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، هو الحبل الذى سيشنق والده.. هذا الوالد الذى يخطط لإصدار عفو رئاسى لنفسه حال إدانته فى هذه القضية، رغم ما يثيره المحامون الدستوريون بالولايات المتحدة بأن الرؤساء لا يمكنهم العفو عن أنفسهم، إلا أنه مع ترامب لا يمكن توقع ماذا سيحدث.
شهادة دونالد ترامب جونيور، تتضمن تفاصيل لقائه بالمحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا ذات العلاقات القوية بالكرملين الروسى، التى كانت تشير إلى أنها لديها معلومات تضر بسمعة هيلارى كيلنتون منافسة والده فى الانتخابات، وتم اللقاء فى 9 يونيو 2016 داخل "ترامب تاور".
وشرح حسام الوزيرى، رجل الأعمال الأمريكى من أصل مصرى، كيف تكشفت تفاصيل هذا اللقاء، التى بدأت عندما تلقى ترامب الابن، إيميلا من صديقه روب جولدستون، متعهد رعاية الحفلات فى 3 يونيو 2016، الذى أبلغه أن هناك مغنى روسى اسمه "أجاروف" يريد أن يتواصل معه ولديه معلومات تضر بهيلارى كلينتون.. وبالفعل تواصل ترامب الابن مع هذا المغنى، الذى أبلغه أنه سيرسل إليه محامية روسية لتلتقيه لديها معلومات تهيل القاذورات على هيلارى كلينتون المنافسة لوالده.
فى 9 يونيو 2016، تمت المقابلة بالفعل فى "ترامب تاور" فى منهاتن فى الدور 25 أسفل الطابق الذى يضم مكتب ترامب الأب، بحضور جونيور وجاريد كوشنر كبير مستشارى الرئيس، وبول مانفورت مدير البرنامج الانتخابى لترامب، الذى استقال بعد اكتشاف أنه له علاقات قوية بروسيا وأوكرانيا، وعقدت المقابلة 4 عصرا.
ترامب الابن، اعترف باللقاء فى يوليو 2017، لكنه أخفى التفاصيل، وقال إنها كانت مقابلة خاصة بتبنى الأمريكان للأطفال الروس، لكن نيويورك تايمز كشفت أن لديها أدلة من 3 من البيت الأبيض ومن 2 من خارجه بأن هذه المقابلة خاصة بالهجوم على هيلارى كلينتون، فاعترف بصحة ما نشرته نيويورك تايمز، الذى عندما أعلنت أنها ستنشر الإيميلات المتبادلة سارع وأعلن عن محتويات الإيميلات فى برامج تليفزيونية.
هل كان لدى ترامب علم بلقاء ابنه بمحامية روسية لها علاقات قوية بالكرملين الروسى؟
ما يحقق فيه روبرت مولر هو: "هل كان لدى دونالد ترامب علم بلقاء ابنه بهذه المحامية الروسية"، البيت الأبيض أصدر فى يوليو الماضى بيانات أكد فيها أن ترامب لا علاقة بهذه المقابلات، ولا يعلم أى شىء عنها، لكن هل يتفق ذلك مع المعلومات التى تشير إلى أن محاميى الرئيس الأمريكى كانوا يناقشون تفاصيل هذه الإيميلات وكيفية الرد عليها قبل الكشف عنها فى نيويورك تايمز بأسبوعين على الأقل.
واشنطن بوست قالت إنه كان على علم تام بلقاء ابنه مع المحامية الروسية، وإن هذه النقطة تزعزع موقف ترامب، وتوجه له أصابع الاتهام بشكل كبير.
ويشير حسام وزيرى، إلى أن التحريات الحالية التى تتم يوميا خلف الأبواب المغلقة، المسئول عنها روبرت مولر، وهو معروف عنه بالنزاهة الشديدة والجدية إلى أقصى مدى وعدم التحيز وينال ثقة الجمهوريين – الذين ينتمى إليه ترامب" والديموقراطيين معا، والكل يجمع على ذلك، تثير حالة من الرعب والقلق الشديدين لدى الرئيس الأمريكى.
ولمح ترامب مؤخرا إلى أنه ربما يقيل روبرت مولر، وقال إن ذلك من صلاحياته كرئيس، غير أنه تلقى نصائح بعدم اتخاذ هذا القرار نهائيا لأنه ربما يدينه بشكل كبير، وتتم هذه التحقيقات فى سرية تامة ووصلت إلى مراحل متقدمة، آخرها كان التحقيق السرى للكونجرس مع زوج ابنه وبول مانفورت.