أحدثت المراجعات التى شهدتها حركة حماس الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة تغييرات عديدة داخل جماعة الإخوان الإرهابية، دفعت عدد من قياداتها فى الجماعة لتزعم حركة مراجعات للتنظيم تتمثل فى وضع بدائل جديدة للإخوان، على غرار ما حدث فى حماس، وهى التصريحات التى أحدثت زلزالا داخل التنظيم.
أول من تحدث عن تلك المراجعات كان عزام التميمى، القيادى الإخوانى البارز فى لندن، الذى أكد أنه لا يوجد مطلقات فى السياسة، معترفا بأن الجماعة تعيش حالة مرض شديد تكاد تجعل التنظيم منهارا، مؤكدا إن الجماعة انقسمت لجناحين ، قائلا إن الجناح الأول هو الذى يتمسك بالقيادات التاريخية للجماعة، والثانى، هو جناح الشباب الذى يدعو لمظاهرات وإلى تحركات يومية، حيث طلب التميمى تغيير شكل الجماعة.
وفى تصريحات له عبر صحفته الرسمية على "فيس بوك"، دعت قيادات الجناحين لعمل مراجعات، مشيرا إلى أن الأزمة فى الجماعة الآن تتمثل فى ضعف الأداء ، قائلا :"منتسبو ما اسمهم الجناح الثائر من الإخوان لديهم ملاحظات وتحفظات وانتقادات كثيرة، لا تقتصر على فترة ما بعد المحنة الأخيرة التي يؤرخ لها البعض منذ 25 يناير 2011 والبعض الأخر يؤرخ لها منذ 30 يونيو 2013 وعزل محمد مرسى، وسواء كانت تلك الملاحظات والتحفظات والانتقادات معقولة أو مبالغاً فيها، وبعضها من هذا وبعضها من ذاك، ما من شك في أن المحنة تضفي عليها زخماً، وما آلت إليه أوضاع الإخوان بعد المحنة – وخاصة ضعف الأداء وغياب القيادة في الداخل وترهلها وتهافتها وتخبطها في الخارج، وحالة الإحباط واليأس التي نالت من بعض الإخوان – كل ذلك كفيل بأن يحول كل صغيرة إلى كبيرة، ويجعل من اللمم في نظر البعض ذنوباً لا تغتفر".
وتابع التميمى :"لا أرى سبيلاً أمام الجناح الثائر من الإخوان لحل هذه المعضلة سوى واحد من خيارين لا ثالث لهما: إما أن يعودوا إلى الجماعة طائعين لقيادتها في المكره والمنشط، ويسعون لإصلاح ما يحسبونه خللاً من داخلها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وإما أن يعلنوا تشكيل إطار آخر باسم مختلف يسعون من خلاله لتحقيق ما يرون أنه بات مستحيلاً ضمن الجماعة في وضعها الحالي وبقيادتها الحالية التي باتوا يرفضون، وهم على قناعة بأنها لا تصلح لإدارة مدرسة صغيرة ناهيك عن أن تقود جماعة".
واستطرد التميمى: ورغم أن حال الجماعة لا يسر، إلا أن أحداً لم ينجح حتى الآن، رغم كل النقد الذي وجه إليها من داخلها ومن خارجها، في إيجاد بديل لها، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه جناح الشباب من الإخوان، مطالبا إياهم بالانشقاق عن الجماعة، كما فعلت قيادات حزب الوسط فى السابق، قائلا:"لهم فى تجربة حزب الوسط، وفي غيرها من تجارب من انشق عن الجماعة أو استقل عنها سواء في مصر أو في الأردن أو في الجزائر أو في غيرها، الكثير من العبر، فشباب الوسط الذين خرجوا من الجماعة، أو أخرجوا، قبل ما يزيد عن عشرين عاماً لم ينجحوا في تقديم بديل عن الإخوان، وظل حزب الوسط مقتصراً على نفر قليل من المؤسسين وبعض المتعاطفين معهم، وفي إخوان الأردن، كان لجماعة مبادرة زمزم تحفظات وانتقادات، أصابوا في بعضها بلا شك، ولم يصبروا داخل الجماعة على إصلاحها من الداخل، فانتهى بهم الأمر خارج الإخوان دون أن يحققوا شيئاً يذكر، وكان مصير جمعية الإخوان التي تشكلت من قيادات سابقة غاضبة أسوأ من ذلك بكثير، بدليل ما منوا به من إخفاقات، وأما الجزائر، فتشرذم الإخوان فيها شر تشرذم، مما كان له أوخم التبعات على العمل الإسلامي المنظم، وكانت كلها نزاعات على مواقع ومكاسب متوهمة".
وتوقع التميمى، أن يكون هناك مشروع جديد يتجاوز جماعة الإخوان قائلا :"لعلنا نشهد قيام مشروع جديد، يتجاوز الحركة الأم، ويتغلب على المحنة وينجح في تجديد الجماعة بعد ما تلقته من ضربات قاصمة، وما تزال إلا أن من يريد أن يسير في هذا الطريق عليه أن يتيقن من أن لديه وضوحاً في الرؤية".
تصريحات التميمى عن المراجعات وتغيير شكل الجماعة أثارت زلزال داخل التنظيم، حيث هاجم عز الدين دويدار، تصريحات عزام التميمى، قائلا "إنها محاولة لإقصاء الشباب وبقاء قيادات التنظيم كما هى، مشيرا إلى أن هناك حاليا فى الجماعة اختلاف فى الرؤى بين شباب التنظيم وبين قيادات الجماعة".
وقال فى تصريحات له، إن تصريحات عزام التميمى مبنية على معلومات سماعية مغلوطة نقلها له آخرون، ولا يستطيع إخفاء تأثره بعقدة القيادات التاريخية، مضيفا "استغرب كيف لشخص في قامته أن يتصدر لمثل هذا الموضوع ولا يكلف نفسه عناء البحث والتحري عن أبسط المعلومات التي كانت لتنقذه من التورط في هذا المستوى من القصور والتبسيط المخل ، حيث يرى أنه نزاع على القيادة وليس الأفكار أي طفل في الإخوان لو سألته سيجيبك أن كل القيادات التى أرادت تغيير شكل الجماعة اعتذرت عن القيادة، فكيف ينازعون على قيادة !!، وإذا كان النزاع أصلا كان عنوانه مطلب تنفيذ انتخابات شاملة بالتنظيم يشرف عليها محمود عزت - القائم بأعمال مرشد الإخوان- فكيف يتساوق مع هذا أنه نزاع على القيادة !! هل هناك أحد كان يستطيع أن يضمن من سترفعه الانتخابات الداخلية للإخوان!".
وأضاف القيادى الإخوانى :"إذا كان العنوان الرئيسي للنزاع كان الرؤية .. والمفاصلة كانت فردا فردا داخل الصف حول الرؤية واللائحة التي وضع فيهما من تسميه (الفريق الثائر) خلاصة أفكاره ومراجعاته وتمايزاته الفكرية والتنظيمية، فكيف تقول أن النزاع ليس على الأفكار !!، فلا تفسير حسن النية لهذا الخلل في كلامك سيدي إلا أنك تتحدث قاصدا دوائر نزاع أخرى جانبية للإخوان المصريين في الخارج"،
وتابع:" إن ما حدث من انشقاق فى الإخوان الآن يشبه ما يحدث للإخوان فى فلسطين من انشقاق"، فما يحدث للحركة فى فلسطين هو الأقرب لما سيحدث للإخوان مستطردا :" هناك فرق بين الانشقاق وبين الانقسام فالخلاف ليس مع الإخوان، الخلاف مع أشخاص نراهم انحرفوا عن فكر الإخوان والحقيقة أن هذا الانقسام لم يحدث في تاريخ إخوان مصر سابقا ، وليس له كتالوج سابق حدث فى الجزائر شبيه هذا ولم يحل للآن لأنه خارج الكتالوج الذي لا يعرف البعض غيره لكنه حدث أيضا في فلسطين وهذا هو الكتالوج الأقرب لواقعنا في الداخل، والمكتب العام في مصر جزء من جماعة ومدرسة الإخوان العالمية التي تضم مختلف الأجناس وتلك هي الجماعة الأم ولا أحد خرج عليها لتدعوه للعودة"!.
وحول تلك المراجعات التى بدأت تشتعل فى الإخوان، وعلاقاتها بما حدث من مراجعات للحركة الإخوانية فى فلسطين، قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن هناك اختلاف كبير، خاصة أن جماعة الإخوان فى مصر لا تعترف بالوطن فهى جماعة خائنة ووتتبنى شعار "طز فى مصر"، وبالتالى فمراجعاتها بلا قيمة.
وأضاف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع"، إن الشعب المصرى لن يقبل أى مراجعات من الإخوان، لأنهم يعدون خطر على الأمن القومى، وقياداتها لا تعترف بالأوطان، وبالتالى فإن تواجدهم جزء من الحياة السياسية يشكل خطرا كبيرا، وهو ما يؤكد أن تلك المراجعات ليست حقيقية.
فيما قال النائب طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن هناك فرق بين المراجعات التى تزعم الإخوان أنها تقوم بها وبين ما حدث فى فلسطين، مشيرا إلى أن أى مراجعات ستحدث فى الإخوان لا بد أنها ستحدث حال توقف التمويل الخارجى للتنظيم فى مصر.
وأضاف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن الجماعة لا تبدوا أنها تذهب إلى مراجعات حقيقية خاصة أن مسألة التمويل الخارجى لعناصرها ما زالت مستمرة، وبالتالى فإنها لن تتجه إلى إحداث مراجعات وإعلان تغيير فى مواقفها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة