خلدت ذاكرة الساحرة المستديرة العديد من الأساطير من لاعبين انتزعوا أهات الجماهير بلمساتهم السحرية ومدربين حظوا باحترام كل من حولهم، لكن هناك فئة مظلومة دائما فى عالم كرة القدم وسط هؤلاء، وهم من يعملون وفقًا للنص ولا يخرجون عنه مهما حدث ممن يُطلق عليهم "ملوك التكتيك"، ورغم انضباطهم فى المعسكرات وانتصاراتهم فى الملاعب لا يحظون بالشعبية التى يستحقونها.
كوبرعلى رأس القائمة
فى الملاعب المصرية استحق كثيرون لقب "ملك التكتيك" سواء من فئة اللاعبين أو المدربين عبر عقود مضت، وفى الفترة الحالية لا يُمكن بأى حال تجاهل الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الذى نجح فى قيادة الفراعنة للوصول إلى نهائى كأس الأمم الافريقية بالجابون، بعد غياب عن النهائيات دام لثلاث دورات متتالية، كما يحتل المنتخب صدارة مجموعته فى التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 برصيد 9 نقاط، وتفصله خطوات قليلة عن التأهل بشكل رسمى بعد غياب امتد لـ 27 عاما عن الحدث الكروى الأعظم.
ورغم نتائج كوبر الجيدة إلا الجماهير المصرية دائما ما تُوجه إليه أسهم النقد بسبب طريقة الفراعنة الدفاعية واعتماده على مجموعة بعينها من اللاعبين، وخوفه من المجازفة تحت أى ظرف أو تغيير خطته مهما كانت الأحوال، لذا لا يحظى بالتشجيع الذى يتناسب مع ما حققه.
البدرى.. صائد بطولات ولكن !
على نفس المنوال يسير حسام البدرى المدير الفنى الحالى للأهلى الذى لا يحظى بشعبية كبيرة بين جماهير الأحمر رغم تحقيقه العديد من البطولات مع الفريق فى كل مرة تولى فيها مسئولية الإدارة الفنية، وآخرها حصده ثنائية الدورى المحلى وكأس مصر فى الموسم الماضى.
ويُساهم فى قلة شعبية البدرى بين جماهير الأهلى أو آى مدرب يأتى على رأس الجهاز الفنى للشياطين الحمر هو المقارنة الدائم بين هذا الشخص والمدير الفنى الأسبق البرتغالى مانويل جوزيه والملقب بين الجماهير بـ"الساحر" فى ظل النتائج المبهرة التى حققها مع الجيل الذهبى للأهلى بقيادة محمد أبو تريكة ومحمد بركات وعماد متعب.
الننى.. لا شعبية للعالمى فى وطنه
وعلى صعيد اللاعبين، يمكن وضع محمد الننى، لاعب آرسنال الإنجليزى والمنتخب الوطنى، ضمن تلك القائمة خاصة أنه دائما ما يوجه انتقادات لمستواه مع الفراعنة وأحيانًا ناديه آرسنال الإنجليزى من قبل الجماهير لكن اللاعب يتلقى الإشادة دائمًا سواء من مدربه الفرنسى آرسين فينجر فى ناديه أو الأرجنتينى هيكتور كوبر فى المنتخب لاسيما الأخير الذى يُصر على تواجده فى التشكيلة الأساسية، ويبدى تعجبه من الانتقادات الموجهة له داخل مصر فى ظل أنه أحد اللاعبين المصريين القلائل الذين مثلوا أندية كبرى فى أوروبا، ولديه فكر احترافى عالى، يُميزه عن أى لاعب آخر.
حسام عاشور.. صاحب الأرقام القياسية
ويُصنف أيضًا حسام عاشور قائد الأهلى الحالى ضمن اللاعبين الملتزمين داخل الملعب وخارجه والذين لا يحظوا بالشعبية التى يستحقها رغم انتمائه إلى الجيل الذهبى للأحمر، وليس هذا فحسب إنما حقق 32 لقباً فى 14 موسمًا قضاها بين جدران القلعة الحمراء، لم يغيب فيها عن المشاركة أساسيًا مع الفريق إلا لظروف الإصابة، ورغم هذا التأثير الكبير للاعب الوسط فى تاريخ الأحمر لم يصل إلى المجد الذى وصل إليه محمد أبو تريكة ومحمد بركات ووائل جمعة وحسام غالى وعماد متعب، ولعل قد يرجع السبب فى ذلك قلة مشاركاته مع المنتخب الوطنى فى فترة تولى حسن شحاتة القيادة الفنية للفراعنة.
حمادة طلبة.. الجندى المجهول
من اللاعبين الذين مروا مرور الكرام على الكرة المصرية ولم ينال حقه حمادة طلبة، لاعب الأسيوطى الحالى والزمالك السابق، ورغم أدائه الرجولى والتزامه الكامل بتعليمات المديرين الفنين فى كافة الفرق التى لعب لها لكنه لم ينال حظه من البروباجندا الإعلامية، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان حمادة طلبة سبب رئيسى فى تأهل الفراعنة لأمم إفريقيا 2017 بعد إنقاذه هدف نيجيريا المحقق فى تصفيات الكان الأخيرة، مما دفع كوبر للإصرار على اصطحابه إلى الجابون رغم عدم قيده فى القائمة الإفريقية للفراعنة تقديرًا لقيمته الفنية التى يعلمها المدربين.
