عار على العالم أن تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة فى العالم التى تتحدى القانون الدولى وتحتل الأراضى العربية، وتمعن فى إنشاء المستوطنات على الأراضى المحتلة، وعار على العالم أن يظل صامتا لا يحرك ساكنا بينما قادة الدولة العبرية اللقيطة يستبيحون أجواء وأراضى الدول العربية المجاورة، ويعتدون على المدنيين العزل دون رادع، وآخر تلك الاعتداءات القصف البربرى لمحيط مطار دمشق الدولى.
القصف الإسرائيلى الإجرامى لمحيط مطار دمشق تم التصدى له بنجاح من قوات الدفاع الجوى السورية وأمكن تدمير أحد الصاروخين فى الجو، لكن الصمت الدولى المريب على هذا العدوان المتكرر، يشير إلى تواطؤ القوى الكبرى التى لا تريد لسوريا الاستقرار وتحديدا واشنطن التى كشفت عن موقفها العدوانى تجاه دمشق فى كلمة ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لم يكن هذا العدوان الإسرائيلى الغاشم على محيط مطار دمشق الدولى الأول من نوعه فخلال السنوات العشر الماضية كانت الأجواء السورية واللبنانية مستباحة من الطيران الإسرائيلى، واستهدفت تل أبيب إضعاف الدفاعات الجوية السورية بشكل ممنهج وتشتيت قوات الجيش العربى السورى ليسهل على الميليشيات والجماعت المتطرفة المدعومة بالمال والسلاح من الخارج وضع أيديها على مساحات من الأراضى والقواعد العسكرية والمطارات ومخازن السلاح التابعة لقوات الجيش وإطالة أمد الحرب الأهلية، بل وتم ضبط أنواع من الأسلحة الإسرائيلية بحوزة الميليشيات والجماعات المتطرفة.
القصف الإسرائيلى لمحيط دمشق، يأتى فى توقيت تتعافى فيه الدولة السورية من آثار الحرب الأهلية وتكسر شوكة التنظيمات الإرهابية المتطرفة المدعومة من العواصم الغربية وتركيا وتتجاوز فوضى المشروع الصهيو أمريكى لتقسيمها إلى دويلات متعددة لتستعيد ملامح الدولة التى تدافع عن سيادتها واستقلالها وتحتوى أطياف المعارضة المدعومة من الخارج وغير المدعومة.
الرسالة التى تحاول تل أبيب إيصالها من خلال قصف محيط مطار دمشق الدولى بقلب العاصمة السورية أنها قادرة على اجتياح سوريا وكسر حالة الاستقرار التى تسعى الدولة للحفاظ عليها، لأن خروج سوريا الموحدة من حالة الحرب الأهلية، بما اكتسبته من خبرات قتالية وما حازته من أسلحة متقدمة يمثل أكبر هزيمة للحلم الصهيونى بكسر دول المقاومة وإضعافها وتفتيتها، وأظن أن الجيش العربى السورى قد رد على رسالة تل أبيب بقدرته على التصدى لصواريخها واحتفاظه لنفسه بحق الرد.