قال شيه شياويان، المبعوث الصينى الخاص إلى سوريا، إن استقلال وسيادة دمشق يجب احترامها، لأنه من المهم أن تستمر سوريا كدولة واحدة ولا يتم تقسيمها.
وأضاف خلال لقاء صحفى عقد اليوم الأحد، فى السفارة الصينية بالقاهرة، أن الجهود التى تمت للحفاظ على وقف إطلاق النار يجب أن تستمر مع جهود مكافحة الإرهاب، لأنه أكبر تهديد على السلام.
وأوضح أن المجتمع الدولى عليه أن يوحد الجهود لتشكيل جبهة فعالة ضد الإرهاب، مشيرًأ إلى ضرورة منع عناصر الإرهاب من إعادة جمع شملهم وتجنيد المزيد من العناصر، موضحًا أن المعركة يجب أن ترتكز على مواجهة أسباب الإرهاب والتشدد حتى يعود السلام مرة أخرى ليس فقط لسوريا ولكن للمنطقة، موضحًا أن الشهر المقبل سيشهد جولة جديدة من مفاوضات جنيف المتعلقة بسوريا، داعيًا إلى استغلال زخم الوضع الحالى لمحاولة التوصل إلى تسوية بين جميع الأطراف.
وتابع قائلا: "التسوية السياسية يقودها الشعب السورى، ويجب أن تضمن حلول تصب فى مصلحة الجميع، وأن يتم التوصل إلى اتفاق ليس فقط على الورق، وإنما قابل للتطبيق، مؤكدًا أن مصر دولة مهمة للغاية فى المنطقة ولها تاثير كبير ولعبت دورًا إيجابيًا فى القضية السورية، ونريد أن نستمر فى التعاون والتنسيق معها من أجل مساعدة جميع الأطراف السورية على التوصل إلى حل ومساعدة اللاجئين السوريين ومواجهة الأزمة الإنسانية.
واضاف، إنه وصل أمس إلى مصر، والتقى مساعد وزير الخارجية وناقش معه المسألة السورية، وأعرب عن رغبته الاستمرار فى هذا التعاون.
وبسؤاله عن سعى بلاده للمساعدة فى إعادة البناء فى سوريا، قال ردًا على سؤال لـ"اليوم السابع"، إن هناك إمكانية أن تتوقف المعارك ويعود السلام، ويجب أن نضع البناء نصب أعيننا، معتبرًا أن عودة السلام والحفاظ عليه شرط ضرورى، لافتًا إلى أن الصين مستعدة للانضمام اإلى المجتمع الدولى والانخراط فى إعادة بناء البينة التحتية والمستشفيات، موضحًا أن إعادة البناء ربما تصل تكلفتها ما بين 200 و300 مليار دولار.
وقال إن السفير السورى فى الصين، حضر اجتماع مع رجال أعمال صينيين، وهذا يعكس اهتمام رجال الأعمال والصين ثانى أكبر اقتصاد بالعالم، ولديها خبرة فى بناء الطرق والمستشفيات والبنية التحتية.
وعن مجالات الاستثمار فى سوريا، أكد أن المرحلة لا تزال مبكرة، والصين دولة قوية، ويجب أن ننظر إلى المشاريع التى سيكون لها تاثير على المواطن السورى، مثل المستشفيات والمدارس والطرق ويمكن أن تتم من خلال القنوات الحكومية أو الفردية وما نقوله أننا سنكون مستعدون عندما يحين الوقت، موضحًا أنه زار موسكو قبل القاهرة وبعدها يزور الرياض.
وتابع قائلًا: "أردت أن أزور مصر لأنها دولة مهمة بالساحة الدولية، وتلعب دورًا مهمًا وإيجابيا، ولدينا معها علاقة شراكة استراتيجية نمت خلال الأعوام الماضية بشكل سريع، مشيرًا إلى أنه زار عشرات الدول فى الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا والتقى بالمعارضة السورية فى عدد من الدول، كما التقى مجموعة المعارضة فى القاهرة، معتبرًا أنه خلال هذه اللقاءات يمكن فهم الموقف بشكل أفضل ما يساعد على وضع خطة للتوصل إلى حل.
وأوضح أن التعاون بين مصر والصين كان ممتازًا ومثمرًا على الساحات الإقليمية والدولية، ولدينا تنسيق مستمر، وبشأن سوريا هذه المرة الثانية التى أزور فيها مصر مما يعنى أننا ملتزمون بالقضية السورية، ونرغب فى التنسيق، مؤكدًا أن إمكانية التعاون بين مصر والصين عظيمة.
وأضاف أن هناك تقدم فى سوريا وتم الحد من الصرعات إلى حد كبير، وهذا مؤشر جيد على أننا على الطريق الصجيح، ولكننا نحتاج إلى وقف إطلاق النار، ومهمتنا لم تنته وعلى جميع الأطراف التوصل إلى تسوية وعليهم التفكير فى تشكيل هيئة انتقالية تساعد على الحفاظ على الزخم الحالى.
وكان مبعوث الحكومة الصينية، أكد أن بلاده مستعدة للمشاركة فى الجولات القادمة من مفاوضات أستانا حول التسوية السورية.
وعن مستقبل الرئيس السورى بشار الأسد، قال إن دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا عدلوا من موقفهم حول بقاء الأسد، حيث قالت باريس إن عدم وجوده ليس شرطًا لعدم التفاوض، حسب تعبيره.
وقال: "دبلوماسيتنا تقضى بعدم التدخل فى الشئون السياسية للدول، نحن لا نفرض أى حلول، والسوريون هم من سيقرورن مستقبلهم وقائدهم ودستورهم، والمجتمع الدولى والدول فى المنطقة يمكنهم تشجيع السوريين مع عدم وضع شروط أو فرض حلول.
وعن وضع اللاجئين والدور الصينى به، قال إن هناك المزيد منهم يعود إلى سوريا مع تحسن الوضع، لافتًا إلى أن 100 ألف لاجئ عادوا لبلادهم، وذلك وفقًا لمسئول أممى، مضيفًا: " لا يوجد مكان أفضل من الوطن، ولكن مع عودتهم يحتاجون منازل وطرق وبنية تحتية، وعلى المجتمع الدولى النظر فى المساعدة"، لافتًا إلى أن بكين قدمت 100 مليون دولار مساعدات صينية تضمن سيولة نقدية وبضائع وأدوية وخدمات ومستلزمات طبية.