أكرم القصاص

يأكل لحم الجن ولانشون العفريت.. ويحبس ببول الإبل

الأحد، 24 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بما أننا فى زمن العجائب والغرائب، ربما لا يكون مثيرا للصدمة، أن يخرج علينا داعية ليفتى بتحليل أكل لحم الجن، ويقسم أن الإبل مخلوقة من الشيطان، وهو لا يقول هذا الكلام فى مستشفى العباسية، أو مطعم للطواجن والمشويات، لكنه يقول هذا الكلام أمام آلاف المشاهدين، والكاميرات فى قناة من قنوات بيع الخرافات.
 
وقد ابتلانا الله بعدد من مدعى الدعوة و«مزعومى العلم»، يتاجرون فى الخرافات ويطلقون فتاوى تجعلنا نشعر أننا خرجنا من العالم ودخلنا فى مدن سحراوية تحكمها طوائف من الدجالين وتجار الصنف، يزعمون التبحر فى الدين.
 
لم ننته من فتوى جماع الزوجة الميتة، والصاحية، وجماع الحيوانات والطيور، حتى خرج علينا زغبى من زغابيب الفراغ ليفتى بأن أكل لحم الجن حلال. وقد تصور بعض المشاهدين أن هناك من يفترى على الزغبوب، لكن الرجل خرج ليعلن تمسكه بأن أكل لحم الجن حلال.
 
ولا يتصور أحد أن هذا الكائن مجنون أو يتعاطى بول الإبل على الريق، لكن الحقيقة أن مذيعا فى قناة جزارة الجن، يرتدى البدلة ويجلس على كرسى وهناك كاميرات تتابعه، انجعص المذيع ليسأل الزغبوب المدعى: ياشيخنا هل الإبل خلقت من الجن. فيرد الشيخ المدعى: أى نعم والحديث صحيح. وينجعص المدعى مبلنطحا ليؤكد: نحن نومن بماصح من المنقول. طبعا هذا الشويخ يتعاطى المنزول أو المعضوض. ومعه المذيع والقناة التى تبيع المكذوب وتتربح من المضروب، وترويج بول الإبل ولحم الجن.
 
المشكلة أن هؤلاء الفلاحسة لا يتحدثون لأنفسهم وحلقاتهم الضيقة، لكنهم ينشرون فتاواهم الهبلة وأمراضهم العقلية بين مئات الآلاف من المشاهدين، وهناك من يصدقهم والدليل أن هناك عشرات المراكز تزعم العلاج ببول الإبل وعين العفريت. وهناك من خرج للأسواق ليسأل عن شراء لحم الجن من السوبرماركت.
 
الشيخ المدعى لم يلتفت إلى أى مشكلة ويصر على أن يفرض على الناس نظريته، قال لا فض عقله إن الإبل خلقت من الشياطين، وطبعا يردد أحاديث ومنقولات ومنزولات، منقولة من كتب الأزمنة البدائية وتنتمى إلى عالم آخر، وهو وغيره يصدرون صورة أن السلف لم يكن لديهم سوى التناسل والبحث عن لحوم الجن ولحمة رأس العفريت.
 
ويضيف الداعية المدعى أن الإبل خلقت من الشياطين، ومع هذا فقد حلل أكلها، وبالتالى فالإنسان عندما يتناول لحم جملى فهو يأكل فى الحقيقة لحم شياطينى، ولم يقل ما إذا كان هناك لحم شيطان بتلو، وآخر كندوز وكفتة وطرب، وهل الفراخ تمثل لحم جن أبيض خالية من الكوليسترول العفاريتى وما هو وضع السمك بالنسبة للجن المائى.
 
وبالطبع فإن من يعالجون ببول الإبل يمكن أن يشربوا بول الشيطان. حسب كلام الكائن المزعوم فى قناة دينية، بناء على سؤال من مذيع يحمل ورقة يسأل منها ما إذا كانت الإبل من الشياطين وأنه من حقنا أن نأكل لحومها، ولانعرف ما إذا كان المذيع الداعية وضيفه الشيخ الذى يحلل أكل لحم الجن فى سبيلها لافتتاح مزارع لحم جن يمكن أن تمثل استثمارات هائلة.
 
وما كان الواحد يهتم لو كان أمثال هؤلاء يمارسون الدخل وتحضير الأرواح فى بيوتهم وليس على شاشات أمام آلاف يوجد من بينهم من يقتنع بلحم الجن وسجق الشيطان ويحبس ببول الإبل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة