لم يعد الفن هو الرسالة، التى تفرض على الجمهور احترام الفنان، بعدما أصبحت الألفاظ الخارجة تقال على الهواء مباشرة بكل فخر وكأنها نكتة لطيفة، كما لم يعد هناك نموذج الفنان المثقف، الذى يبدى رأيًا رصينًا فى القضايا المهمة، لا ألمح فقط إلى ممثلين شابين تعمدا الاستظراف فى أحد المهرجانات الفنية، فتلفظ أحدهم بلفظ لا يليق إلا بالشارع، والثانى سخر من زملائه ربما من أجل الغيرة، أو لمجرد إضحاك الجمهور، لكنى أيضًا أخشى أن يبرر البعض إعلان مطرب فرقة شبابية لبنانية شهيرة، إنه مثلى الجنسية، واحتفاءه برفع علم المثليين فى حفله بمصر، بأنها حرية شخصية وجنون ملازم للإبداع، وهذه كذبة كبيرة، فنحن مع حرية الفرد حتى لو أراد وضع نفسه تحت عجلات قطار مكهرب، لكن ليس مسموحًا لفرقة تخاطب فئة الشباب حديثى التكوين ، أن تفرض فكرها ومذهبها الاجتماعى أو الجنسى على الجمهور وتروج له تحت سقف الإبداع، بينما الحقيقة تقول إن الإبداع يقف بعيدًا على الناحية الأخرى.