سليمان شفيق

استفتاء كردستان بداية الانتقال من حروب الأقليات إلى دولنتها

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إصرار مسعود برزانى رئيس إقليم العراق على إجراء الانتخابات رغم الرفض العراقى، والإنذارات الإيرانية والتركية، والتذمر الروسى، والتحذير الأمريكى، إن دل على شىء فهو يدل على ضوء أخضر إسرائيلى أمريكى، وإدراك حقيقى من البرازانى على أن الثمرة الكردية قد آن وقت اقتطافها قبل أن تسقط فى حضن غلاة «سنة الوسط والدواعش»، وربما تكون إيران هى الإسعد بذلك الانفصال، لأنه سوف يؤهلها لالتهام الجنوب تحت مسميات شيعية، وبالتأكيد سوف تستفيد تركيا من الانفصال، لأن شمال العراق سيصبح ملاذا غير مسلح للأكراد الترك، إضافة إلى التحكم فى أنابيب غاز جيهان، كما أن روسيا بإمكانها عقد صفقة مع أمريكا حول انفراد أمريكا بأكراد سوريا مقابل انفراد روسيا بأكراد العراق.
 
من ثم تبدو كل تصريحات أمريكا والغرب مجرد عمل من أعمال «التقية» الدولية.
 
كردستان العراق أو إقليم كردستان العراق هو إقليم عراقى يقع شمال البلاد ويتمتع بحكم ذاتى، تحده إيران من الشرق وتركيا فى الشمال، وسوريا إلى الغرب وبقية مناطق العراق إلى ويتمتع إقليم كردستان العراق بحكم ديمقراطى برلمانى مع حكم برلمان إقليمى يتكون من 111 مقعدًا. والرئيس الحالى هو مسعود البرزانى الذى انتخب فى بداية عام 2005 وأعيد انتخابه فى عام 2009. وتضم المحافظات الثلاث دهوك وأربيل والسليمانية حوالى 40,000 كيلومتر مربع «15,000 ميل مربع»، ويبلغ عدد سكانها حوالى 4 ملايين نسمة.
 
وتنقسم كردستان العراق إلى أربع محافظات دهوك وأربيل والسليمانية وحلبجة تشكل إقليم كردستان، وينقسم كل من هذه المحافظات إلى المناطق مع ما مجموعه 26 مقاطعة. وتنقسم كل منطقة إلى مناطق فرعية، المحافظات لديها العاصمة، بينما المناطق والأحياء الفرعية لها من مراكز المقاطعات، نقاط الخلاف القائمة بين الحكومة العراقية والحكومة الإقليمية الكردية حول بعض الأقاليم خارج كردستان العراق،
الجنوب، العاصمة الإقليمية محافظة أربيل،.
 
يعود إنشاء إقليم كردستان العراق إلى معاهدة الحكم الذاتى فى مارس 1970 عند الاتفاق بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية بعد سنوات من القتال العنيف، ولقد دمرت الحرب بين إيران والعراق خلال الثمانينات، وحملة الإبادة الجماعية «الأنفال» من الجيش العراقى منطقة كردستان العراق، وبعد انتفاضة الشعب العراقى عام 1991 ضد نظام صدام، اضطر الكثير من الأكراد الفرار والنزوح من البلاد ليصبحوا لاجئين فى المناطق الحدودية مع إيران وتركيا، غادرت القوات العراقية منطقة كردستان فى أكتوبر 1991، وأصبحت المنطقة مستقلة ذاتيًا بحكم الواقع، وقاد غزو العراق عام 2003 والتغيرات السياسية اللاحقة للتصديق على دستور جديد للعراق فى عام 2005.
 
وحدد الدستور العراقى الجديد منطقة كردستان العراق ككيان اتحادى ضمن العراق، وجعل اللغة العربية واللغة الكردية لغتين رسميتين مشتركة فى العراق.
 
تجرى الانتخابات الجمعية الوطنية الكردستانية كل أربع سنوات، فقد جرت أخر انتخابات لبرلمان كردستان فى 25 تموز 2009. وكان التحالف السياسى البارز فى القائمة الكردستانية التى تتكون من الحزبين السياسيين الرئيسيين، الاتحاد الوطنى الكردستانى والحزب الديمقراطى الكردستانى، والتى حصدت 59 مقعدا، بينما فازت الحركة الجديدة المنافسة الأقل شعبيه وهى قائمة كوران «غوران» يعنى «التغيير» فى اللغة الكردية التى يرأسها نوشيروان مصطفى على 25 مقعدا بنسبة ربع مقاعد البرلمان، حازت قائمة كوران على نتائج قوية فى مدينة السليمانية ومجلس محافظة السليمانية التى كانت تعتبر فى السابق معقل الاتحاد الوطنى الكردستانى، كما فازت قائمة الإصلاح، وتتألف من 4 أحزاب، على 13 مقعدا، وبالإضافة إلى ذلك فازت الحركة الإسلامية بـ2 مقعد، وخصصت 11 مقعدا للأقلية التركمانية الأطراف «5 مقاعد» والآشوريين «5 مقاعد» والأرمن «1 مقعد».
 
وشكلت الحدود الكردية العراقية الداخلية المتنازع عليها قلقا أساسيا للعرب والأكراد، خاصة بعد الغزو الأمريكى وإعادة الهيكلة السياسية فى عام 2003. الأكراد الأراضى إلى الجنوب من كردستان العراق بعد الغزو الذى قادته الولايات المتحدة عام 2003 لاستعادة الأرض التى تدعى أنها كردية تاريخيا، فبالإضافة إلى المحافظات الثلاث فى العراق كردستان يسيطرالأكراد على أجزاء من نينوى وكركوك وديالى التى تدعى الحكومة العراقية من ناحية أخرى، سيطرة الحكومة العراقية على أجزاء من تلك المحافظات الثلاث.
 
على الرغم من أن البرلمان الكردى الإقليمى قد اعترفت رسميا الأقليات الأخرى مثل الآشوريين والتركمان والعرب والأرمن والمندائيين والشبك واليزيدية، كانت هناك اتهامات متعددة من محاولات «تكريدهم» لهم. الآشوريون وأفادت الكردية المسؤولين ممانعة فى إعادة بناء القرى الآشورية فى منطقتهم، فى حين بناء المزيد من المستوطنات للأكراد المتضررة خلال حملة الأنفال، وبعد زيارته للمنطقة، لاحظ جويل السياسى الهولندى Voordewind أن المناصب المخصصة للأقليات فى وكان البرلمان الكردى، حيث عين من قبل الأكراد والآشوريين على سبيل المثال لا إمكانية لتسمية مرشحيها.
 
بالطبع سوف يراهن الشيعة والإيرانيين على الصراعات الكردية الكردية على النفوذ مابين الحزبين الكبيرين الديمقراطى الكردستانى بقيادة البرازانى والاتحاد الوطنى بقياد طلبانى، وكانت هذه الصراعات قد أدت إلى سقوط الآلاف من الضحايا من قبل.
 
أهمية ما يحدث أنه سيكون مقدمة للانتقال من حروب «الأقليات» إلى «دولنة الأقليات»، فى توجة جديد لتطبيق «إعلان الامم المتحدة لحقوق الأقليات الصادر 1992، الذى يعطى المشروعية الدولية والقانونية لهذة الكيانات «الدينية أو الإثنية أو الثقافية أو المذهبية» فى تحول كونى جديد يؤكد بزوغ عالم «ما بعد الدولة القومية».. فى أوربا الذى بدأ بتفكك الاتحاد السوفيتى،  وتقسيم شرق أوروبا على أساس عرقى مثل تشيكوسلوفاكيا التى انقسمت إلى تشيك وإسلاف، وحرب البلقان وتقسيم يوغسلافيا السابقة على أساس عرقى ودينى وتراجع حضارة ما بعد الحداثة فى أوروبا وترنح الاتحاد الأوروبى بعد خروج بريطانيا، إننا أمام عالم جديد، لابد من أن نشكل رؤية مصرية جديدة على أساس ما طرحه الرئيس السيسى فى الأمم المتحدة على قاعدة الدولة الوطنية الحديثة قبل فوات الأوان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة