حصل "اليوم السابع" على تفاصيل الاجتماع الذى جمع قيادة حركة حماس الفلسطينية فى قطاع غزة وباقى الفصائل فى قطاع غزة، مساء أمس الاثنين، والذى تضمن مداخلتين أساسيتين إحداهما لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، والأخرى ليحيى السنوار رئيس حركة حماس فى قطاع غزة.
وبدأ رئيس المكتب السياسى لحماس بدأ إسماعيل هنية حديثه بالترحيب بالحضور الذين لبوا الدعوة، والشكر لكافة النواب وفصائل وشخصيات العمل الوطني التى حضرت اللقاء، مشيدا بحرصهم على القضية الوطنية، وأن اللقاء جاء مصاحباً لتطورات مهمة حدثت على الصعيد الوطنى العام، وكذلك علاقات حماس مع المحيط العربى والإسلامى.
وأوضح "هنية" أن اللقاء جاء لوضع قيادة العمل الوطنى فى صورة ما حدث فى القاهرة في كافة الملفات، والتأكيد على مبدأ الشراكة والتصدى لكل ما يحاك ضد القضية الفلسطينية، واللقاءات التي عقدت والتي ستعقد مع حركة فتح، مشددا على ضرورة الانتقال من مربع التصادم إلى مربع الانصهار فى أطرٍ جامعةٍ، وأكثر عمقاً وتوسعاً لمتطلبات العمل فى هذه المرحلة.
وشرح "هنية" أن هذا اللقاء جاء لوضع الحاضرين في صورة ما جرى فى القاهرة، من أجل تحصين الموقف الوطني، باعتبار أننا أمام ظروفٍ استثنائية، وبحاجةٍ إلى قراراتٍ جريئة، ومبادرات، وإن كانت فى ظاهرها قد "تظلم" بعض المصالح الحزبية، ولكنها في النهاية تصب فى المصلحة العامة.
وأكد "هنية" أن حركة حماس تنطلق من موروثها السياسي، في انضاج العلاقات مع المحيط العربى وتحديداً مصر، والحرص على استعادة مصر لدورها فى الواجهة، وكذلك العلاقة مع مكونات العمل الوطنى الفلسطينى.
وتطرق "هنية" إلى الآلية التى يمكن خلالها تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصرية، وتطبيق الاتفاقيات بدءاً من اتفاق 2005 وحتى اتفاق 2011، مؤكدا ان الثقل السياسي المصري والحاجة إليه والتحرك الذى جرى في اتجاهات متعددة كانت تهدف لخدمة الأهداف الوطنية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع مصر، أشار "هنية" إلى اللقاءات التى تمت مع المسئولين المصريين، جاءت لبحث عدد من الملفات أولها السياسى والوضع الأمنى الذى دار حوله نقاشا مطولاً سابقاً مع المصريين عام 2015، وجرى التأكيد عليه في الشهور الأخيرة مع وفد حركة حماس بقيادة يحيى السنوار، مشيرا إلى أن حركته أكدت للمسئولين المصريين تمسكها بحماية الأمن القومى العربى وتحديداً أمن مصر.
وأكد "هنية" أن حركته طالبت مصر بأن يعقد المجلس الوطنى الفلسطينى على أراضيها، داعية لعقد المجلس الوطنى الفلسطينى للتأسيس لشراكة وطنية أو استعادة المجلس الوطنى لدوره المطلوب.
وأكد "هنية" أن التفاهمات التي جرى التوصل لها فى يونيو الماضي ما تزال قائمة، وتؤدى دوراً مهماً في التخفيف عن الأهل فى غزة، وأن حركة حماس ملتزمة بها، وأن اللقاءات مع التيار الذي يمثله محمد دحلان مستمرة ولم تنقطع، مشيدا بحرص تيار دحلان على انجاز المصالحة الوطنية ودعمهم الكامل لها.
وأشار "هنية" إلى أن التفاهمات بين حركة حماس وتيار الاصلاح الديمقراطى فى حركة فتح استندت إلى الثوابت الوطنية، استهدفت مجموعة من القضايا منها المصالحة المجتمعية، وقد انطلق قطارها بالفعل، والمشروعات الصغيرة ودعم المبادرات، وهو ما تنفذه حالياً لجنة التكافل، وتفعيل المجلس التشريعى، وقد جرى عقد جلسة وسيتم عقد جلسات أخرى.
وكشف رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، عن لقاء مع قيادات فى تيار حركة فتح الإصلاحى سمير المشهراوي، وسليمان أبو مطلق، وجعفر هديب، الذين أبدوا دعمهم للمصالحة الوطنية الشاملة، مؤكدا أنهم لن يكونوا سبباً فى افشال هذه المصالحة الفلسطينية، بل سيكونوا داعمين لها.
وأكد "هنية" التزام حركة حماس بالتفاهمات مع تيار الاصلاح الديمقراطى، الذي يقوده محمد دحلان، معربا عن أمله فى أن تتم المصالحة الداخلية فى فتح، لأن حركة حماس معنية بفتح قوية ومتماسكة وموحدة.
وبيّن "هنية "أن المصريين أكدوا حرصهم على توطيد العلاقة مع حركة حماس، وتوطيد هذه العلاقة من طرف حركة حماس هو قرار جماعى فى المكتب السياسى للحركة، كما أن المصالحة والتفاهمات تمت بعد موافقة المكتب السياسى لحركة حماس، وأن التفاهمات الآن هى قرار جماعى من المكتب السياسى لحماس، وأن اتصاله الهاتفى بالرئيس أبو مازن تم بقرار من المكتب السياسى لحركة حماس.
وأوضح هنية أن هناك قرار استراتيجى بالمصالحة الوطنية، وتذليل كل العقبات التى تعترضها، وشدد على أهمية تمتين العلاقة مع المحيط العربى والاقليم، بما فيه إيران، التي تدعم المقاومة الفلسطينية، وأن حركة حماس عازمة على توطيد العلاقة معها.
رئيس حركة حماس يحيى السنوار
فيما تحدث رئيس حركة حماس يحيى السنوار، عن موضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية، موضحا ان غزة هى الميدان الحقيقى للمصالحة، وبالتأكيد فإن الضفة الغربية ستتأثر بأجواء المصالحة الفلسطينية.
وقال "السنوار"، إن أعضاء المكتب السياسى لحركة حماس ذهبوا إلى القاهرة متسلحين بقرار المكتب السياسى باتجاه المصالحة الوطنية الشاملة، وأكد أنهم من بادروا إلى الطلب من فى مصر ان يبذلوا جهوداً من أجل المصالحة التى فشلت أكثر من مرة.
وأضاف "السنوار"، أن حركة حماس عقدت اجتماعاً لكبار الموظفين الحكوميين (مدراء عامون ووكلاء وزارات)، وعددهم حوالى مائة، وطلبت منهم أن يضعوا أنفسهم بتصرف الحكومة، وأن يُبدوا أعلى درجات التعاون، وأن يزيلوا كل العقبات التى يمكن أن تعرقل عمل الحكومة فى المرحلة القادمة.
وشدد "السنوار"، على أنه لا علاقة بين المصالحة الوطنية والتفاهمات التي جرى التوصل لها مع تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، وأن هذه التفاهمات قائمة وستستمر، وأن اللقاء الأخير مع تيار دحلان أكد على دعمهم للمصالحة ومباركتهم لكل خطوة من شأنها تحقيق الوحدة الوطنية، وبيّن أن حركة حماس ستظل ملتزمة بهذه التفاهمات.