انتقلت "علياء" من مصر إلى السعودية مع طفلتها "صوفى" قبل ستة أشهر لتلحق بزوجها الذى يعمل هناك ويجتمع شمل أسرتها الصغيرة إلا إنها منذ وصلت الرياض لم تتمكن من إلحاق الصغيرة بحضانة الأطفال، لأن المسافة بينها وبين أقرب حضانة مناسبة طويلة ربما تلتهم نصف الميزانية إن قررت الاستعانة بخدمات حجز السيارات عبر الهاتف الذكى لتوصيلها من وإلى الحضانة يوميًا، وهو الأمر الذى جعلها ترحب جدًا بالأمر الملكى الذى يسمح للمرأة فى السعودية بالحصول على رخصة قيادة للسيارات.
وقالت "علياء أحمد" لـ"اليوم السابع": القرار سيفرق جدًا فى حياتى، أنا مثلاً لم أتمكن من إدخال طفلتى الحضانة منذ شهور، لأن مواعيد عمل والدها غير مناسبة لمواعيدها والمسافة بعيدة، وكى أحجز بالتليفون فأنا أحتاج إلى لتأجير السيارات 4 مرات فى اليوم لأوصلها ثم أعود للمنزل وأذهب مرة أخرى لاصطحابها والعودة بها، وهو ما يعنى أنه سيكلفنا المرتب كله تقريبًا.
وأضافت "علياء": "لم يتضح بعد هل يطبق القرار على كل النساء بما فيهن المغتربات أم لا؟ لكن زوجى يرجح أنه ينطبق علينا أيضًا وسيفرق جدًا فى حياتنا".
تتفق معها "زينب مجدى" المقيمة أيضًا فى الرياض، والتى قالت: "هيفرق جدًا معايا"، مضيفة "ارتفاع درجة الحرارة مع عدم وجود شبكة مواصلات عامة جعل الوضع بالنسبة لنا صعب، وكنا فى انتظار قرار القيادة أو مشروع المترو ليصبح التنقل أكثر سهولة، خاصة أن المدن كبيرة والتاكسى أو حجز السيارات بالتليفون يكون مكلف وغير مريح بالنسبة لنا".
أما "غادة الدغيدى" المقيمة فى جدة فتقول: "القرار مش هيأثر أوى على حياتى لأننا لا نملك سيارة فى الوقت الحالى، لكن لو عندى سيارة هتبقى حاجة ممتازة جدًا وهيوفر لى راحة كبيرة".
فيما استقبلت "سمر خالد" القرار بالكثير من التفاؤل قائلة: "هيفرق جدًا معايا أنا شخصيًا ناوية أتعلم سواقة وأعمل رخصة وأسوق"، بينما تقول "أسماء عبدالعزيز" إحدى المصريات المغتربات داخل المملكة العربية السعودية: "شفت فى القرار فرصة إنى أتعلم السواقة، خاصة إن الطرق كويسة جدًا وتقدرى تسوقى فيها بأمان، وقوانين المرور رادعة ما ينفعش الاستهانة بها، واعتقد أنه سيكون فارقًا فى حياة الكثير من النساء خاصة، وبالنسبة لى شخصيًا سيكون من الجيد أن أكون حرة الحركة بالأولاد بين المدارس والنوادى فى وقت عمل زوجى خاصة فى الأيام التى يمتد عمله فيها لأكثر من 12 ساعة".
وترى "روضة عفيفى"، أن القرار سيكون فارقًا أكثر مع المغتربات، موضحة أن وسيلة المواصلات المتوفرة فى أماكن كثيرة هى التاكسى، وغالبا يكون السائق هندى أو باكستانى لا بيتكلم عربى ولا إنجليزى والتفاهم يكون صعبًا فى أغلب الأوقات، غير أن المسافات بعيدة والتكلفة المالية كبيرة جدًا لدرجة أن مشوار واحد قد تصل تكلفته لـ100 ريال.
وأضافت: "من لديهم أطفال ويذهبون للحضانة أو التدريب تكون أمامهم خيارات محدودة وكلها صعبة، فإما يضطرون لاستخدام التاكسى أو يتفقوا مع سائق يوصلهم وهذا خيار صعب وبالنسبة لى مرفوض، أو أن يرتبوا مواعيد الحضانة حسب مواعيد عمل الزوج كى يقوم هو بتوصيل الأولاد"، واستطردت قائلة: "القرار هيريح الرجالة أكثر كمان لأنه هيوفر عليهم مشاوير كتير مدارس وتدريب وسوبر ماركت".
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين قد أصدر الثلاثاء الماضى، أمرًا ملكيا يسمح بإصدار رخص قيادة سيارات للمرأة فى المملكة العربية السعودية مع تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة، وهو القرار الذى قوبل بترحيب كبير على المستوى المحلى والعربى والعالمى، لاسيما أن النساء فى السعودية يطالبن بالسماح لهن بقيادة السيارات منذ عام 1990.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة