أبدت الإعلامية شريهان أبو الحسن، مقدمة برنامج «ست الحسن»، على قناة ONE الفضائية، اندهاشها من قرار وزارة الأوقاف بإحالة الشيخ المبتهل «إيهاب يونس» للتحقيق، بسبب إلقائه مقطعا غنائيا للسيدة «أم كلثوم»، خلال حلقة برنامجها الاثنين الماضى الموافق 18 سبتمبر الجارى.. وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا وتسبب فى إحالة يونس للتحقيق معه من قبل وزارة الأوقاف، وبالتزامن مع ذلك أصدر مرصد الأزهر، بيانا أكد احترامه لكل أنواع الفنون الراقية، التى تهدف لتهذيب النفس وتوعية المجتمع، ولكن الزى الأزهرى الذى ارتداه يونس أثناء الحلقة ارتبط فى أذهان الشعب والعالم الإسلامى بأنه زى علماء الدين وطلابه وأهل الفتوى، وليس زيا يلتحف به عند الغناء أو مزاولة أى نوع من الفنون، حتى لو كانت هادفة وراقية.
شريهان أبو الحسن: حاكموا أصحاب الفتاوى العشوائية ولا تحاكموا إيهاب يونس.. يونس قال إنه اشترك فى بعض الفرق الموسيقية عندما كان صغيرا.. وغناؤه فى أكثر من مناسبة للسيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب قديم
السبت، 30 سبتمبر 2017 01:55 م
شريهان أبو الحسن وإيهاب يونس
كتبت هدى زكريا - محسن البديوى - عامر مصطفى - محمد عبد الرحمن
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقالت أبو الحسن خلال حوارها مع «اليوم السابع» إنه كان من الأولى لوزارة الأوقاف أن تلتفت لما هو أهم وأن تعقد لجان تحقيق مع مطلقى الفتاوى العشوائية بدلا من محاسبتها للشيخ إيهاب يونس ومحاسبته بسبب مقطع غنائى قدمه خلال حلقة فى برنامج تليفزيونى.. وفيما يلى نص الحوار:
كيف تلقيت نبأ إحالة الشيخ إيهاب يونس للتحقيق من قبل وزارة الأوقاف بسبب مقطع غنائى قدمه معك فى برنامج «ست الحسن»؟
فى الحقيقة اندهشت كثيرا من هذا القرار ولم أجد أى مبرر منطقى لما حدث، لأنه ببساطة الشيخ لم يقل أو يقم بأى فعل يستدعى ذلك وفى رأيى كان ينبغى على الأوقاف أن تلتفت لأمور أكثر أهمية على سبيل المثال أن تعقد لجان تحقيق وتستدعى مطلقى الفتاوى العشوائية، الذين يطلقون على أنفسهم «شيوخا» ويطلون علينا بين الحين والآخر بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان بدلا من استدعاء شيخ جليل قدم مقطعا غنائيا راقيا للسيدة أم كلثوم للتحقيق معه رغم أنه لم يسئ لمهنته كإمام مسجد، أو يدنس العمامة الأزهرية بفتاوى شاذة.
ولا أتخيل أن تنشغل وزارة الأوقاف بمنشد دينى كان يتحدث فى برنامج تليفزيونى عن مشاركته فى فيلم (الكنز) السينمائى بثلاثة مقاطع غنائية ألفها الشاعر أمير طعيمة، وإلقائه لمقطع غنائى من الأغنية الشهيرة لكوكب الشرق (لسة فاكر)، على الهواء، وتحيله للتحقيق بدلا من أن تتفرغ لأمور أكثر أهمية مثل تجديد الخطاب الدينى وإيقاف الفتاوى العشوائية ونشر الوسطية».
المرصد الأزهرى أصدر بيانا صرح فيه احترامه للفن بكافة أشكاله ولكن للزى الأزهرى هيبته، لا يجوز أن يستخدم فى غير موضعه.. فما تعليقك؟
الرجل لم يتغن بكلمات خارجة، ولم يفعل أو يقل شيئا مخلا بزيه الأزهرى، هل غناؤه للسيدة أم كلثوم أمر مخالف؟ أليست كوكب الشرق جزءا من ثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا المصرية؟ وأبجل الزى الأزهرى، فهو بالتأكيد له هيبته ووقاره، ولكن الرجل لم يفعل أو يقل ما هو عيب أو حرام، وكل ما طلبته منه هو غناء مقطع للسيدة أم كلثوم، ولم أقل له غنيلى (علمنى العوم والنبى يا أحمد)»..
على الهواء ذكر الشيخ إيهاب يونس مشاركته عندما كان صغيرا فى بعض الفرق الموسيقية، وغناءه فى أكثر من مناسبة للسيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب كان حافظا لكتاب الله، ورغم ذلك يغنى لأم كلثوم وعبد الوهاب فما الخطأ هنا ؟»،
لكن أليس من حق أى جهة أن تفرض مظهرا محددا على المنتسبين إليها؟
الشيخ إيهاب يونس رجل عادى بسيط من حقه الخروج مع أسرته وأطفاله فى أى مكان وممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعى دون التقيد بشىء ولا يعقل أن نمنعه على سبيل المثال من دخول دور السينما أو حضور عروض فنية فى دار الأوبرا المصرية لمجرد أنه يرتدى الزى الأزهرى»، قائلة: «نريد معرفة كود الأماكن التى لا يجوز للشيخ وغيره الظهور فيها بزيهم الأزهرى، هل ستمنعونه على سبيل المثال من الذهاب لدار الأوبرا لحضور عرض فنى لمجرد أنه يرتدى هذا الزى».
البعض يقول إن الأزهر لم يمنع «يونس» من الغناء وإنما منعه من إمامه المسلمين فقط لأن لم يغن أغانى دينية وإنما تغنى أغانى عاطفية فما رأيك؟
كما قلت لك فإن أغنيات أم كلثوم تحديدا هى جزء كبير من ثقافتنا، وفى الحقيقة لا يوجد عيب فى أن يغنى يونس أغنيات «الست» العاطفية، لأن العاطفة النبيلة ليست ضد الإسلام فى شىء، بل على العكس العاطفة أساس أى إيمان، وفى الحقيقة كنت أنتظر أن تصدر الوزارة بيانا تعرب فيه عن احترامها وتقديرها للفن والسيدة أم كلثوم، ولا تجرم ما فعله الشيخ إيهاب بدلا من إحالته للتحقيق، وأخيرا أريد أن أعرف هل المشكلة فى غنائه للسيدة أم كلثوم بالتحديد أم ماذا ؟، وهل لو طلبت منه الغناء لأى شخص آخر كان الأمر سيمر؟».
عودة الشيخ إيهاب للإنشاد الدينى.. مكسب للفن والأزهر.. الأوقاف تراجعت عن عقاب الشيخ والأزهر دافع عن الفن وانتقد الغناء بالزى الأزهرى.. والأزمة صنعها متطرفون أرادوا ابتزاز المؤسسة الدينية
انتهت تقريبًا أزمة الشيخ إيهاب يونس، بطل القضية، الذى تم وقفه بعدما أدى أغنية «لسه فاكر» لأم كلثوم، مرتديًا الزى الأزهرى ببرنامج ست الحسن بقناة ON E، مع الإعلامية شريهان أبو الحسن.. وقد انتهت الأزمة بعد اعتذار الشيخ إيهاب، خاصة أن بيانات الأزهر والأوقاف أكدت أن الإسلام لا يحرم الفن الراقى.
لكن قضية الشيخ إيهاب فتحت باب الجدل حول دور مواقع التواصل، الذى يكون أحيانا دورا سلبيا، لأن الأزمة لم تبدأ مع غناء الشيخ إيهاب فى برنامج ست الحسن، الذى قدمته الإعلامية شيرهان أبو الحسن بشكل راق، ثم إن الغناء لاقى إعجاب المشاهدين، لكن الأزمة بدأت من أصوات متطرفة سارعت بابتزاز الشيخ والأوقاف وعمل ضجة، أدت إلى القرارات العقابية، التى لم تكن مناسبة. ومن الجيد أن الأوقاف سارعت بقبول اعتذار الشيخ إيهاب وأعادته إلى عمله.. خاصة أن الشيخ يمتلك صوتا، يمكن أن يقدم لفن التواشيح الكثير، فضلا عن الغناء.
الأزمة أن بعض المتطرفين سارعوا على مواقع التواصل بالتعليق على ظهور الشيخ وغنائه، وهاجموا الأوقاف، وهو ما اضطر المسؤولين للخضوع للابتزاز، وتم وقف الشيخ ومنعه من الخطابة.. وبعد أن ظهرت ردود الأفعال، التى رأت أن الشيخ لم يخطئ، خاصة أنه يمتلك صوتا جميلا. بدأت ردود أفعال مختلفة، وأعلنت وزارة الأوقاف أنها لا تخاصم الفن، وبرروا التصرف بأن المرحلة لا تحتمل الدخول فى مسائل جدلية تفتح أبوابًا لا تسد، اللافت أن وزير الأوقاف قال فى أحاديث ومداخلات على هامش الأزمة، إن الدين لا يتعارض مع الذوق الراقى.. وأضاف: «تصرفنا بمنتهى العقل والمنطق والموضوعية وبيان الأزهر كان واضحًا فى احترام الفنون الراقية، ومن أراد أن يعمل بالفن من خطباء المساجد أو الأزهريين فعليه أن يختار بين الخطابة والفن».
وأكد أن بيان الأزهر الشريف يحترم الفن الراقى ورسالته لكن الإمام والخطيب لهما مكانة خاصة، واعتبر أن غناء الشيخ بالزى الأزهرى عدم التزام بالتقاليد الخاصة بالأزهر..
أما الشيخ إيهاب يونس، المنشد الدينى، الذى غنى لأم كلثوم، وتم منعه من الخطابة والدروس الدينية، قال إن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، تقبل التماسه الذى تقدم به، بعد منعه من الخطابة والدروس الدينية، ووافق على عودته إلى الخطابة مرة أخرى، وأيضًا الدروس الدينية فى المساجد.
وأكد «يونس» فى تصريح خاص لـ«اليوم السابع»: «أنه مستمر فى الإنشاد الدينى، لافتا إلى أنه جزء مهم مثل الدروس الدينية، وأنه يشكر وزير الأوقاف على تفهمه الأمر، وقبوله الالتماس وعودتى للخطابة والدروس الدينية»، وقال إن طريقه منذ البداية هو الإنشاد الدينى والدعوة، والغناء كان مجرد أمر عابر من قبيل المصادفة، لافتا إلى أنه سيعود للدعوة والإنشاد الدينى.. واتفق الشيخ إيهاب مع من رأوا أن غنائه بالزى الأزهرى كان غير لائقًا.. وأنه تقدم بالتماس للإدارة تم إيصاله لوزير الأوقاف، كما تقدم باعتذاره عن الخطأ وعن مخالفة قوانين العمل، وقبل الوزير الالتماس، لأنه اعترف بخطئه».
ومع الاحترام لتقاليد الأزهر والزى الأزهرى، فإن الشيخ إيهاب يمثل مكسبًا للفن، مع الأخذ فى الاعتبار أن فن الإنشاد من الفنون العظيمة وتكفى الإشارة إلى أسماء مثل الشيخ النقشبندى ونصر الدين طوبار وغيرهما.
الغناء فى ميزان الفقهاء وعلماء الشرع.. فقهاء: لم يرد فيه نص حسنه حسن وقبيحه قبيح.. والشيخ محمد الغزالى استدل بـابن حزم
«إن الفن محاكاة للجمال الذى أبدعه الله فى آفاق العالم.. وكل جمال فى العالم تدركه العقول والأبصار والأسماع وسائر الحواس من مبتدئ العالم إلى منقرضه ومن ذروة الثريا إلى سفوح الثرى، فهو ذرة من خزائن قدرته سبحانه» هكذا قال الإمام محمد الغزالى عند حديثه عن الفن والجمال الذى تدركه الأبصار والأسماع.
والغناء أحد أهم الفنون التى ترتبط بالإنسان للتعبير عن حبه وانتمائه وعاطفته تجاه نجواه، ورغم أن القرآن الكريم لم يذكر فيه بشكل صريح وواضح آيات لتحريم الغناء فإن البعض يستند إلى تفسيرات عدد من الشيوخ والأئمة التى تحرم ذلك، ربما أغلبها تستند إلى الآية الكريمة «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ» (6 لقمان)، وذلك وفقا لرؤية عبد الله بن مسعود، وبحسب موقع الفتاوى «إسلام ويب» قال يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنى يزيد بن يونس، عن أبى صخر، عن أبى معاوية البجلى، عن سعيد بن جبير، عن أبى الصهباء البكرى أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية: «ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم» فقال عبد الله: الغناء والذى لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات.
وهو التفسير الذى اختلف معه بحسب موقع «إسلام ويب» أيضا الشيخ محمد متولى الشعراوى حيث قال تفسير الآية السابق ذكرها: «لا تقُل الغناء، لكن قُلْ: النص نفسه إنْ حثَّ على فضيلة فهو حلال، وإنْ أهاج الغرائز فهو حرام وباطل، كالذى يُشبِّب بالمرأة ويذكر مفاتنها، فهذا حرام حتى فى غير الغناء»، وهو ما يتفق عليه الشيخ المسير أيضا.
الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الشريف قال فى كتابه الشهير «فقه السنة» فى باب بيع آلات الغناء «فإن الغناء فى مواضعه جائز؟ والذى يقصد به فائدة مباحة حلال وسماعه حلال، وبهذا يكون منفعة شرعية يجوز بيع آلاته وشرائها لأنها متقومة»، وعدد الكتاب أشكال الغناء الحلال وكان من ضمنها «تغنى النساء لأطفالهن وتسليتهن، تغنى أصحاب الأعمال وأرباب المهن أثناء العمل للتخفيف عن متاعبهم والتعاون بينهم، الغناء فى الفرح إشهارا له، التغنى فى الأعياد إظهارا للسرور».
الدكتور محمد عماره تطرق فى كتابه «الغناء والموسيقى حلال.. أم حرام؟» إلى حرمانية الغناء حيث قال «إذا كان الغناء فى جوهره: صوت جميل تصاحبه ألحان وأنغام مؤتلفة تزيده جمالا، فلقد عرض الفكر الإسلامى لهذا الغناء باعتباره فطرة إنسانية تحاكى بها الصنعة الإسلامية الخلقة الإلهية التى أبدعها الله وخلقها فى الطيور والأشجار، فالصوت الجميل الصادر من حنجرة الإنسان هو محاكاة للأصوات الجميلة الصادرة من حناجر البلبل والعندليب والكروان.. ومعزوفات الأوتار التى تثمر الألحان المؤتلفة والجميلة هى محاكاة الصنعة الإنسانية لما تعزفه الأشجار والأغصان والأوراق فى الحدائق الغناء عندما تهب عليها الرياح والنسمات، وإذا كان غير وارد ولا جائز ولا معقول تحريم الأصوات الجميلة إذا جاءت من حناجر الطيور، فلا منطق يحرمها إذا صدرت من حنجرة الإنسان».
المفكر الإسلامى الشيخ محمد الغزالى قال فى كتابه السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث» والحق أن الغناء كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح! هناك أغان آثمة، تلقى فى ليال ظالمة مظلمة وإن آثرت فيها الأضواء، لا تسمع فيها إلا صراخ الغرائز أو فحيح الرغبات الحرام.. وهناك أغان سليمة الأداء شريفة المعنى قد تكون عاطفية وقد تكون دينية وقد تكون عسكرية تتجاوب النفوس معها، وتمضى مع ألحانها إلى أهداف عالية»، «الغزالى أيضا قدم عدة دلال وأسانيد للإمام ابن جزم تدعم إباحة الغناء، من خلال التأكيد على ضعف وعدم صحة بعض الأحاديث النبوية التى تم نسبها فى تحريم الغناء لعل من أبرزها حديث نقل بن مالك عن النبى محمد يقول «من جلس إلى قينة فسمع منها صب الله فى أذنيه الآنك يوم القيامة» والذى قال عنه ابن حزم إن موضع فضيحة ولم يعرف لأنس بن مالك أن يقول هذا قط.
الموضوعات المتعلقة
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د جاد الجاد
يجيب احترام زي علماء الدين
من شاء ان يقلد فليقد ويتحمل ذلك عند ربه ولكن لا يسيء الي زي او رمز من رموز رجال وعلماء ‘فقهاء الدين المتمثل في منسوبي الازهر الشريف ووزاره الاوقاف والمذيعه يجب ان تراعي عدم اثاره من يشاهدونها فهي تتحمل وزرها ووزر من يفتن بها فهي تدعوا الي السفور والتبرج المخالف لنص القران وبجب الا يتدخل احد في قررات الموسسه الدينيه ولا ينطع جاهل علي عالم اذ انه في الحديث النيوي الشريف ( لعن الله اقواما لم ينزلوا الناس منازلهم )