تتزين الأسواق والمحلات التجارية بالزى المدرسى استعدادا للعام الدراسى الجديد الذى قارب على البدء، ويبحث أولياء الأمور عن الزى المناسب لأبنائهم دون اختلاف كبير بين طلاب المدارس الحكومية أو الخاصة، ولكن هذا العام يكون البحث عن الأقل سعرًا وليس شكلا فى ظل ارتفاع كبير فى الأسعار تخطى 30% عن العام الماضى.
لكل نوع من المدارس زى مخصص لطلابه، فالمدارس الحكومية ترتدى الزى البنى والزيتى فى المرحلة الابتدائية، والرمادى والكحلى بالنسبة للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وتعد منطقة العتبة والموسكى قبلة الباحثين عن شراء زى بسعر أقل من المحالات فى الأسواق بالخارج، وكثيرا ما يتردد عليها الزبائن من محافظات أخرى خارج القاهرة، وهنا كانت جولة "اليوم السابع" الأولى.
أمام محلات شارع الموسكى تراصت الأزياء المدرسية بألوانها وأشكالها المختلفة من مرايل وبدل وقمصان وجيبات أو بنطلونات منفردة لتختار كل أسرة ما يناسب أبنائها، وفى المقابل تقف الأمهات على وجه التحديد وقبل أن تتخير الملابس تبدأ فى السؤال على الأسعار حتى تنتقى ما يناسب "جيبها" ولكن فى النهاية تجد أن الأمر فوق طاقتها هذا العام، وهو ما جعل كثيرات منهم يلجأن لعدم شراء ملابس أو حتى حقائب جديدة على أن يرتدى الأبناء ملابس العام الماضى، ولكن هذا الوضع لا ينطبق على من هو مقبل على مرحلة تعليمية جديدة تماما كالإعدادية أو الثانوية مثلا والتى تتطلب ملابس بألوان جديدة كليا.
أمينة محمد أم لطالبة مقبلة على المرحلة الإعدادية، لا تجد بديلا عن شراء زى جديد تماما، كما أنها تحتاج على الأقل لقطعتين من كل نوع سواء بدلة أو قميص، ولكنها تجد الأمر فى منتهى الصعوبة حيث تبدأ أسعار البدلة من 180 جنيها والقميص ب 50 جنيها، وهو ما يعنى أنها فى حاجة لميزانية قدرها 460 جنيها على أقل تقدير لتوفير الزى فقط بخلاف الحقيبة والأدوات المدرسية والكتب الخارجية وخلافه، وهو ما يتخطى قدرتها المالية بكثير خاصة و أنها تعمل بائعة بالسوق أيضا.
حاولت أمينة الفصال مع البائع وانتقلت من محل لآخر دون أن تتمكن من الوصول بالسعر الذى يمكنها من الشراء، وانتهى الأمر لأن تصطحب ابنتها إلى المنزل دون حمل أى شئ فى يدها، ولكنها تفكر الآن فى بحث إمكانية تفصيل الزى أو الاكتفاء بشراء القميص الأبيض مع بنطلون أو جيبة بخامة متوسطة لا يزيد سعرها عن 90 جنيها والاستغناء عن فكرة ارتداء البدلة الكاملة هذا العام.
وداخل محل آخر تقف نورا محمد بصحبة أخت زوجها يبحثون عن ملابس للمدرسة لـ6 أطفال هم أبنائهما فى مراحل التعليم المختلفة، ليخبرهما البائع أن سعر المريلة للمرحلة الابتدائية 200 جنيه وسعر القميص 50 جنيها، أى أنه فى حالة شراء طقم واحد لكل طفل فهذا يكلفهما 1500 جنيه لأطفالهما الستة، وهو مبلغ ضخم للغاية بالنسبة لأسرتيهما.
وانتهت نورا وقريبتها إلى شراء طقم واحد لطفلين فقط من المقبلين على مرحلة تعليم جديدة، فى حين يرتدى باقى الأبناء ملابسهم من العام الماضى، أو ملابس أخوتهم الأكبر سنا، لأن شراء الجديد أصبح امرا صعبا للغاية.
أما دينا محمود فهى الأخت الكبرى لطالبتين فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، قالت أن أسرتها اعتادت كل عام شراء طقمين أو ثلاثة لكل طالبة، ولكن فى ظل هذه الأسعار المرتفعة للغاية ولم يعد فى مقدور أسرتها فعل ذلك حيث يصل سعر المريلة 250 جنيها، فاكتفت بشراء طقم واحد فقط لكل واحدة وأن ترتدى كل منهن أى بنطلون بنى من ملابس الخروج لتدخل ضمن الزى المدرسى تحايلا على غلاء الأسعار.
فيما أكد الباعة، على أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع كبير فى حركة الشراء هذا العام، وقال محمد عبد العاطى بائع بسوق الموسكى، أن الأسعار ارتفعت هذا العام بحوالى 30% على الأقل تقريبا عن العام الماضى.
ولجأ الباعة إلى تخفيض هامش الربح كثيرا لجذب المشترين – بحسب عبد العاطى – وقال: "نكسب فى القطعة 5 – 10 جنيهات فقط لأن الزبون مش معاه وبنراعى الناس الشقيانة ونعوضها من الزبون المستريح".
ويقول عبد العاطى، إنه اعتاد بيع ألف قطعة من الزى المدرسى فى الموسم، ولكن هذا العام يأمل أن يتمكن من بيع 500 قطعة فقط، بسبب تراجع القوة الشرائية للمستهلكين.
وحول أسعار الزى المدرسى، أوضح أن البدلة يبدأ سعرها من 180 جنيها وترتفع حتى 210 جنيهات المصنوعة من قماش "الجبردين" والقطن، ويصل سعر البدلة بخامة أقل فى الجودة من قماش الترجال الخفيف إلى 170 جنيها، مقابل 80 جنيها العام الماضى، وهو يعنى تضاعف السعر تقريبا.
أما البلوزة البيضاء فيبدأ سعرها من 75 جنيها حتى 85 جنيها، ويبدأ سعر الجيبة بمفردها من 90 جنيها ويصل سعرها حتى 140 جنيها بحسب نوع القماش والمقاس.
وأمام عربة خشبية لبيع قمصان المدرسة التى يرتديها الأولاد والبنات على حد سواء، يقف محمد البائع ينادى على بضاعته، ويتجمع الزبائن ولكن قليل منهم من يشترى عندنا يسمع السعر ويفشل فى عملية الفصال لتخفيض السعر إلى النصف.
ويقول محمد، أن هذا العام ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة لدرجة أدت لعزوف الناس عن الشراء، موضحا أن سعر القميص مقاس الأطفال كان يباع العام الماضى بسعر 20 جنيها أما هذا العام فسعر جملته وصل إلى 30 جنيها، أما القميص من المقاسات الكبيرة فيبدأ سعره من 40 جنيها، وهو ما يراه كثيرا على الفئة التى تتعامل مع سوق الموسكى التى تجتذب الزبائن من محدودى الدخل.
ويشير محمد، إلى أن الأسرة التى كانت تشترى قميصين أو ثلاثة لكل طالب أصبحت تشترى قميصا واحدا فقط لمواجهة ارتفاع الأسعار، وهو ما أثر كثيرا على حركة البيع خلال الموسم الحالى.
وشاركه فى ذلك محمود محمد بائع بنطلونات يقف بجواره، والذى قال أن سعر البنطلون الصغير مقاس الأطفال يبدأ من 100 جنيه، مقابل 60 جنيها العام الماضى أى زيادة الأسعار وصلت حوالى 40% عن الموسم السابق.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للأحذية والكوتشيات، فأمام المحلات والعربات يتجمع الناس، ولكن الوصول إلى مرحلة الشراء لم يعد قرارا سهلا، وبحسب محمد حامد بائع الأحذية فيبدأ سعر الكوتشى الصغير ذو الخامة الأقل جودة من 55 جنيها ويصل سعره حتى 150 جنيها بسوق العتبة، وجميعها صناعة مصرية، أما بالنسبة للمستورد فيبدأ السعر من 100 جنيها لأقل الأنواع جودة.
وقال حامد، إنه لم يعد يبيع الأحذية المستوردة لأن الإقبال عليها تراجع كثيرا بسبب ارتفاع سعرها، وفى المقابل رفعت المصانع المصرية أسعارها لأنه لم تعد هناك منافسة مع المستورد.
شراء الزى إجبارى فى المدارس الخاصة
هذا كان حال زى المدارس الحكومية، أما المدارس الخاصة والمدارس الدولية فالوضع فيها مختلفا إلى حد ما فيما يتعلق بمناطق البيع، ولكن ارتفاع الأسعار طال الجميع.
فعندما تذهب الأسرة لتقديم أوراق طفلها بمدرسة خاصة يكون السؤال حول المحل الذى تتعاقد معه المدرسة لشراء الزى، وفى بعض الأحيان تقوم المدرسة نفسها ببيع الملابس بسعر مقارب للسعر الموجود فى السوق، ولكن الاختيارات فى حالة المدارس الخاصة محدود فليس أمام أولياء الأمور سوى شراء الزى من المكان الذى أوصت به المدرسة وفى هذه الحالة عليها قبول نوع خامة القماش لأنه ليس هناك اختيارات متاحة.
ولأن للمدارس الخاصة نظاما مختلفا، فالزى أيضا يختلف كثيرا عن المدارس الحكومية، فتتألف ملابس المدرسة الخاصة سواء التعليم المصرى أو الدولى من تيشيرت يحمل شعار المدرسة محدد اللون يختلف من مدرسة لأخرى ومن مرحلة تعليمية لأخرى وهناك الصيفى ذو القماش الخفيف وآخر صيفى من القماش الثقيل، وبنطلون قماش، وجاكت للشتاء، وترينج مخصص للألعاب الرياضية يحمل شعار المدرسة أيضا، وتيشيرت للألعاب يحمل شعار المدرسة، وحذاء أسود، وشراب أبيض.
وتقول نورا بائعة بإحدى محلات أزياء المدارس الخاصة بمنطقة الزمالك، أن أسعار الملابس ارتفعت هذا العام بحوالى 20% عن العام الماضى، ولا تختلف أسعار زى المدارس المصرية "ناشيونال" عن المدارس الدولية "الإنترناشيونال".
وتتراوح أسعار البنطلونات من 125 إلى 195 جنيها بحسب المقاس، اما التيشيرتات الصيفى فيتراوح سعرها بين 100 – 125 جنيها، والشتوى يبدأ من 135 على 175 جنيها.
ويبدأ سعر تيشيرت الألعاب من 75 جنيها حتى 100 جنيه، والجاكت الشتوى يبدأ من 165 جنيها وحتى 200 جنيه، أما ترينج الألعاب فيبدأ من 165 جنيها وحتى 180 جنيها، ويتراوح سعر الجورب (الشراب) القطنى من 16 – 19 جنيها.
أما الحذاء الأسود فيبدأ من 100 جنيه وقد يتخطى السعر ألف جنيه إذا كان كوتشيا من ماركات شهيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة