قبل عرضها.. ننشر نص مقدمة أوبرا "اللوتس والبردى" لكاتبها زاهى حواس

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 07:00 م
قبل عرضها.. ننشر نص مقدمة أوبرا "اللوتس والبردى" لكاتبها زاهى حواس غلاف أوبرا اللوتس والبردى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ننشر نص مقدمة أوبرا "اللوتس والبردى"، الإيطالية التى كتبها عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس، ومن المقرر عرضها بمكتبة الإسكندرية يوم 10 سبتمبر الجارى، بحضور مؤلفها فرانشيسكو سانتوكونو ونخبة من الممثلين الإيطاليين، وسيتحدث الدكتور زاهى حواس عن المسرحية، وسيعلن اشتراكه مع المؤلف الإيطالى لعمل أوبرا توت عنخ آمون، من المقرر عرضها عند افتتاح المتحف المصرى الكبير، لافتا إلى أن المسرحية تحكى قصة كفاح سقنن رع وعائلته ضد الهكسوس، وكذلك قيام الملكة اياح حوتب بمواصلة الكفاح مع أبنائها كامس وأحمس حتى طرد الهكسوس من مصر.

وجاء نص المقدمة :

قصة سقنن رع وعائلته تعتبر من أهم القصص فى التاريخ، دائما عند زيارتى للمتحف المصرى، أذهب إلى حجرة المومياوات وانظر إلى جمجمة سقنن رع وأثر الجرح فى رأسه والذى جعل جميع الباحثين فى الثار يعتقدون أنه قتل فى معركة ضد الهكسوس الذين احتلوا مصر لـ 150 عاما.

 كنت فى غاية السعادة عند ظهور هذه الرواية لفرانشسكو سانتوكونو الحائز على جائزة جيارا الفضية فى الصحافة، لقد نجح فرانشسكو فى كتابة سيمفونية عن قصة سقنن ع التى يجب أن تصبح فيلما سينمائيا ليعلم أطفالنا أهمية عائلة سقنن رع القادمة من الجنوب و التى استطاعت أن توحد المصريين ضد عدوهم الهكسوس "حكام البلاد الأجنبية"، إذ دمروا معابد الآلهة و لم يحترموا إله الشمس رع.

اتحد أمراء الجنوب وبدأوا المقاومة ضد سلطة هؤلاء الحكام الأجانب الساكنين بمدينة افاريس بالدلتا. آمن أمراء طيبة بضرورة التخلص من الهكسوس فبدأوا أسرتهم الحاكمة الخاصة بهم فى طيبة وأصبحوا ملوك طيبة، يعتبرهم الباحثون فى الآثار الأسرة الحاكمة السابعة عشر فى حكم جنوب مصر وهم أجداد الملوك الأوائل للأسرة الثامنة عشر، بدأت المقاومة عندما رفض الملك فى طيبة بدفع الجزية، وتسرد البردية المعروفة باسم بردية ساليه أ قصة سقنن رع و أبوفيس، ملك الهكسوس.

Papyrus and Lotus
 
من أهم الأجزاء فى تلك القصة الجزء الخاص باستلام الملك سقنن رع لرسالة من الملك الهكسوسى ابوفيس و يخبره فيها باستياء أن أصوات فرس البحر فى مياه النيل بطيبة تزعجه فى قصره بالدلتا ويطلب من سقنن رع إسكاتها، هذه الرسالة عجيبة وغير مفهومة إذ أن المسافة بين افاريس و طيبة 800 كم، ولكن كان فحوى الرسالة الحقيقى هو أن أبوفيس قد وصلته أخبار اتحاد المقاومة فى طيبة لطرد الهكسوس، الفصل الثانى فى تلك القصة نراه فى الجرح العميق الموجود براس سقنن رع بالمتحف المصرى، من الواضح أنه قتل فى معركته ضد الأعداء و كتب بدماءه صفحة جديدة فى تاريخ مصر.

يوجد لدينا العديد من المصادر التى تحكى لنا عن كامس، ابن سقنن رع، الذى استكمل الصراع ضد الهكسوس من بعد ابيه و نهاه اخوه أحمس عندما استطاع أخيرا أن يخلص البلاد من حكام البلاد الاجنبية ولاحقهم إلى خارج الحدود وحتى شاروهين بفلسطين.

بالإضافة إلى سقنن رع وأولاده، سنتعرف أيضا فى هذه الرواية على أبطال آخرين الذين خدموا وساندوا الأسرة الحاكمة بطيبة، منهم أحمس ابن ابانا وهو أحد قائدى جيوش الملك أحمس من أبناء الكاب بالقرب من أدفو وظل بجانب أحمس حتى تمكنوا من تدمير افاريس، وهناك أيضا اياح-حتب، زوجة سقنن رع، وتتى-شيرى جدة أحمس والملكة أحمس- نفرتارى والتى تزوجت الأخين، كل هؤلاء لعبوا أدوارا مهمة فى الحرب ضد الهكسوس الذين احتلوا مصر للمرة الأولى فى تاريخها، لم ينس المصريون تلك الفترة وسنظل نتذكر تلك الأيام السوداء الصعبة ونتعلم من تلك المحنة من أجل مستقبل أفضل.

ليس عجيبا أن يتاثر فرانشسكو بالدروس التى تعلمها فى جامعة كاتانيا مما جعله يختار قصة هذا الملك العظيم لتخلد فى روايته، أن خبرته فى الكتابة والتحرير فى عدة مجلات ثقافية يتضح من خلال هذه السيمفونية الكتابية الرائعة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة