كنت أعلم أن فريق الزمالك، بعد إعلان التعاقد مع إيهاب جلال مديرا فنيا، سيزداد النشاط والروح والدوافع لدى لاعبيه، ويحاول كل منهم أن يقدم نفسه للمدير الفنى الجديد، ليحوز على ثقته، وأنه جدير بحجز مكان فى التشكيل الرئيسى، سواء فى مباراة القمة أمام الأهلى، أو ما تبقى من مباريات فى الدورى العام.
وبالفعل، ورغم تقدم الأهلى فى وقت مبكر ومثالى من المباراة بهدف أحرزه مؤمن زكريا، فإن الزمالك فرض سيطرته الكاملة على المباراة، ووصلت نسبة استحواذه إلى %68 وهى نسبة مزعجة إذا كان الفريق المنافس هو الأهلى.
ويمكن أن نقولها، الحقيقة الموجعة، إن الأهلى فاز على الزمالك بأداء فاتر وباهت، لم يقدم كرة قدم حقيقية من المستنسخة من «الدربيات» المختلفة، وأنا كأهلاوى لم تبهرنى النتيجة الكبيرة بثلاثية، لأن الأداء كان سيئا، وروتينيا فاق روتين الموظفين فى الأحياء ومجالس المدن، رغم الميزات الكبيرة التى يتمتع بها النادى الأهلى من استقرار، وشعبية جارفة، وتاريخ مرصع بالبطولات، فى حين يغرق منافسه الزمالك فى تفاصيل المشاكل الإدارية، وعدم الاستقرار الفنى، وغياب روح البطولات عن لاعبيه.
ولو النادى الأهلى يمتلك مديرا فنيا بقيمة وقامة الساحر البرتغالى مانويل جوزيه، لكان للأهلى، أمس الأول، شأنا آخر، وربما كان سيعيد للأذهان تكرار الفوز الكاسح 6 مقابل هدف، ففريق الزمالك كان ضعيفا وخطوطه مفككة، ولا وجود نهائيا لعمرو السولية، أكثر لاعب فى فريق النادى الأهلى مجهول الأدوار، بجانب أن حسام عاشور لم يعد كما كان، فلا تسعفه لياقته ومرونته على أداء نفس الأدوار التى كان يؤديها من قبل.
ولا يمكن قبول تبرير أن النتيجة أهم من الاستحواذ والأداء، فالبطل لكى يحقق البطولات المختلفة، ويسجل الانتصارات المدوية محليا وقاريا، عليه أن يقدم كرة قدم حقيقية، تواكب التطور المذهل فى الخطط والسرعة، وارتفاع معدلات اللياقة البدنية، واللياقة الذهنية، وعدم التقيد بالمراكز فى الملعب، والتخلص من الفكر التقليدى من عينة وجود رأس حربة صريح، أو ليبرو، أو لاعبين ارتكاز، ولكن الفريق بالكامل يهاجم، ويدافع أيضا.
والدليل القاطع أن الزمالك أتيحت له فرصة العودة للمباراة بقوة، عندما احتسبت له ضربة جزاء واضحة، أهدرها كالعادة باسم مرسى، ولو تمكن من التسجيل، لعاد الزمالك بكل قوة وحقق انتصارا كبيرا على نادى القرن، وربما تصل إلى حد الفضيحة، فى ظل سيطرته الكاملة على وسط الملعب، وكان انتشاره رائعا، وخطوطه متقاربة، وأن الأهلى لم يستطع التسجيل إلا من الأخطاء الفادحة لحارس مرمى الزمالك الدولى أحمد الشناوى، الذى قدم أسوأ مبارياته منذ انتقاله لصفوف القلعة البيضاء على الإطلاق، ويدفع الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى للتفكير مليون مرة فى متابعة محمد عواد، حارس مرمى النادى الإسماعيلى، ومحمد الشناوى، حارس مرمى النادى الأهلى، واستبعاد كل من شريف إكرامى وأحمد الشناوى نهائيا من قائمة المنتخب لخوض نهائيات كأس العالم فى روسيا، ويتحمل حسام البدرى، المدير الفنى للنادى الأهلى، ما وصل إليه فريقه من أداء هزيل وضعيف وينذر بكارثة، فإذا كان قد تمكن وبخطط عبثية، واختيار عناصر خزعبلية، فإن عليه أيضا أن يقدم هدية ثمينة لحارس مرمى الزمالك الذى أهداه هذا الفوز على طبق من فضة، كما يقدم هدية أخرى لباسم مرسى الذى أهدر ضربة جزاء، لو تمكن من تسجيلها لكانت النتيجة قد تغيرت 180 درجة، كما عليه أيضا أن يتقدم باعتذار كبير وعلى الملأ لحارس مرماه محمد الشناوى، الذى ركنه طوال موسم كامل، واعتمد على شريف إكرامى المساهم الأول فى ضياع بطولة أفريقيا، التى كانت قريبة من أسوار القلعة الحمراء بالجزيرة، وعندما حصل محمد الشناوى على الفرصة أثبت أنه حارس مرمى بارع.
محمد الشناوى الذى عاد للحياة بعد تجميده فى ثلاجة حسام البدرى، يجزم بأن المدير الفنى يعتمد على مشاعره الشخصية فى اختيار التشكيل والدفع باللاعبين فى الملعب، بجانب عدم قدرته على الاختيار الجيد للعناصر المنتقلة لصفوف فريقه، فنجد هناك أكثر من 10 لاعبين تعاقد معهم فى مركز واحد وهو الجناح، بينما لم يتعاقد مع لاعبين لسد العجز والنقص الشديد فى ثلاثة مراكز حيوية، حراسة المرمى، والدفاع، وخط الوسط، وهى ثغرات يلاحظها الأعمى قبل المبصر!!
وبجانب إدارة حسام البدرى السيئة لمباراة القمة، بداية من التشكيل والخطة، فإن مخرج المباراة عذب المشاهدين، ونسأل المسؤولين عن تعيين المخرجين لنقل المباريات المهمة، ما هى معايير الاختيار، ولماذا دائما التجريب فى الأحداث الرياضية المهمة؟ فالمخرج ركز على وجوه اللاعبين، وأبدع فى رسم بورتريهات على الشاشة، تاركا المباراة وأحداثها للجمهور القليل للغاية من المتابعين فى مدرجات استاد القاهرة.
الأهلى حسم لقاء القمة بثلاثية، رغم أنف حسام البدرى، وعمرو السولية، وبمساعدة أحمد الشناوى، وباسم مرسى فقط، وليس بأداء وخطط القلعة الحمراء!!