تواجه المرأة المصرية تحديات كثيرة على الصعيد الاجتماعى، مسئوليات كثيرة تسند لها بمجرد حتى قبل أن تصبح أم مسئولة عن بيت وأسرة، تعافر وتجاهد الكثير من المواقف الصعبة، والعقبات التى تقابلها وتكمل طريقها، لكن تظل هناك بعض العبارات التى يفرضها الأهل والمجتمع على المرأة خاصة عندما تتعرض لخلافات مع زوجها بعد الزواج.
تبدأ العبارات المعتادة تنهال عليها بمجرد أن تعبر عن وجود خلافات بينها وبين زوجها، أو مجرد عدم راحة فى بيت الزوجية، لتبدأ آذناها فى التقاط عبارات من قبيل "استحملى" و"عيشى عشان ولادك" و"ماتفكريش فى نفسك بس" و"ماعندناش بنات تطلق" و"الطلاق دى جملة عمرها ما اتقالت فى العيلة" وعبارات أخرى كثيرة تعطى نفس المعنى، وكلها تشكل قيودا على حرية المرأة، وتمنعها من السير فى طريق راحتها التى تكون فى أحيان كثيرة كامنة فى الانفصال عن زوجها.
تأثير تلك العبارات
تقول هدى محمد صاحبة الـ36 عاما إنها وقعت ضحية تلك العبارات الراسخة فى ثقافة الأهل والأسر المصرية، حيث وقفت أسرتها ضدها عندما أخبرتهم أنها تريد الانفصال عن زوجها لقسوته فى التعامل معها، لتجد اللوم ينهال عليها، حتى أنها كانت تسمع عبارة "استحملى وعيشى عشان ولادك" لآلاف المرات من أفراد عائلتها يوميًا.
أما "منى فوزى" صاحبة الـ40 عاما تقول إن مثل تلك العبارات كانت السبب خلف استمرارها فى علاقة زوجية مشوهة بحسب وصفها، وخلافات دائمة مع زوجها أدت لمشكلات نفسية كثيرة لأولادها لما يرونه يحدث بين شد وجذب بين والديهما، ونماذج أخرى كثيرة تأثرت سلبيًا بشكل واضح بسبب اعتقاد الأهل فى تلك العبارات، والقيود المجتمعية الواهية التى تفرضها مثل تلك الطرق فى التفكير.
الانفصال
من أين جاءت تلك العبارات؟
لأنها تسرى على ألسنة الكثير من الأسر المصرية عند التعامل مع مشكلات بناتهن بعد الزواج، تطلب الأمر البحث عن مصدر تلك العبارات، وكيف تمكنت من السيطرة على تفكير الكثيرين بهذا الشكل، فيقول عمر عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع لـ"اليوم السابع"، إن مثل هذه العبارات التى يطلقها الأهل نحو بناتهن فى تلك الظروف ترتبط بثقافة وعادات أكثر من كونها ترتبط بحالة عامة، حيث إنها وليدة نظرة الأهل للمجتمع، وخوفهم من اللوم على المرأة المطلقة ونظرة المحيطين بهم لها، ويضيف أن كلها عبارات يمكن التخلص منها والتغلب عليها بإدراك الأهل لمصلحة بناتهن، وعدم النظر لما يضعه المحيطين بهم من قوانين اجتماعية ليس لها أساس من الصحة، موضحًا أنها راسخة لا تتغير إلا بتغيير فكر الأهل ونظرتهم للأمور نظرة أكثر شمولية.
أثرها النفسى
يقول الاستشارى النفسى أحمد سعيد ، لـ"اليوم السابع"، إن تلك العبارات لا تعتبر حروفا تنطق فقط، بل يمتد أثرها النفسى والاجتماعى لما هو أبعد من ذلك، حيث تؤثر سلبيًا على نفسية المرأة، وتجعلها تشعر أن راحتها الذاتية والنفسية مهملة، فكل المحيطين بها يتحدثون عن نظرة المجتمع، وعن اهتمامها بأولادها، وعن محافظتها على استقرار الأسرة مهملين فى طريقهم البحث عن راحتها الشخصية، والطريقة التى تسبب لها استقرارًا نفسيًا.
كيفية التعامل مع تلك العبارات
وعن التعامل مع تلك العبارات تقول خبيرة العلاقات الأسرية أميرة كامل، لـ"اليوم السابع"، أن التعامل الأفضل من المرأة مع تلك العبارات يكون عن طريق الإيمان بقدراتها، وتنمية ثقتها فى نفسها، والدفاع عن حقها فى المعيشة المستقرة الآمنة على حياتها الشخصية والنفسية، وهو ما يعود بالطبع بشكل إيجابى على أسرتها وأطفالها.
وتضيف خبيرة العلاقات الأسرية أن استقلالية المرأة والدفاع عن أفكارها الشخصية يمهد لها الطريق للوقوف فى وجه مثل تلك العبارات، ويساعدها ذلك على تشكيل حياتها وفقًا للصورة التى تراها أكثر راحة لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة