إن لم تجد الجانى.. ابحث عن المستفيد".. حال تطبيق هذه القاعدة السهلة البسيطة على ما يحدث فى دول القارة السمراء ستجد أمير قطر تميم بن حمد، ضالعا بقوة فى انقسامات وحروب أهلية طغت على المنطقة وأصبحت من أبرز الظواهر الإفريقية؛ حيث لا يكاد يخلو إقليم من أقاليم القارة الإفريقية من صراع وحروب أهلية عنيفة الشدة كان لها آثارها العميقة ليس على الحياة السياسية فحسب إنما على كافة مناحى الحياة فى القارة الإفريقية، فحل مكان الاستقرار الاضطراب، والشغب والعنف مكان الهدوء، والموت مكان الحياة، والخوف مكان الأمن، مما تسبب فى وفاة وإصابة وتشريد الملايين، والآن توجد حالات من عدم الاستقرار السياسى فى أغلب أنحاء القارة، حيث يستعر العنف والاضطرابات فى جنوب السودان وبوروندى والصومال بالإضافة إلى الدول غير الآمنة الأخرى، بينما دول أخرى مرتقبة بسبب ما يحدث من الحروب فى الدول المجاورة.
قطر تحت قيادة تميم ابن حمد، تعتبر أفريقيا محصن النفوذ الحقيقى على خلفية تصور مفاده أن كل قوة رغبت فى التمدد وخلق نفوذ خارجى كانت تؤمن لها حضورًا ونفوذًا قويًا بالدول الافريقية وبالبلاد العربية، وقطر وإيران وتركيا باعتبارها القوى التى تسعى لوراثة نفوذ الاستعمار القديم وتسعى لاقتسام النفوذ فيما بينها بالشرق الأوسط بجانب إسرائيل فهى تضع أفريقيا فى مرمى أهدافها منذ سنوات عدة وقد حقق كل منهم منفردًا أهدافا عديدة فى امتلاك أدوات النفوذ فى القارة السمراء بنسب متفاوتة عبر إقامة علاقات استراتيجية واقتصادية وإقامة قواعد على البحر الأحمر.
ووضعت قطر أفريقيا هدفا لها موظفة البعد الدينى بتقديم نفسها كدولة ترعى الإسلام السياسى وتصعيد وتمكين القوى السلفية والإخوانية وتروج لنفسها كحامية ومدافعة عن قضايا المسلمين وتوظف جهاز دعاية قوى عبر شراء صفحات فى صحف هذه الدول وتمويل كتاب وإعلاميين وشراء ساعات بث فى فضائياتها للترويج لدعاياتها بهدف خلق نفوذ وحضور قوى لها على الأرض.
وبجانب توظيف البعد الدينى، تمول قطر المليشيات، ففى نيجيريا والكاميرون يفتح "أبن موزة" قنوات اتصال بجماعة أهل السنة والجماعة أو ما يعرف بـ"بوكو حرام" التى تأسست فى نيجيريا عام 2002 على يد محمد يوسف وشهرته "محمد على" من مجموعة من الشباب الذين كانوا طلاب يدرسون الشريعة الإسلامية، و اتخذت إحدى مساجد مدينة ميدوجورى النيجيرية مقرا لها، ولم تستح إمارة الإرهاب من فتح قنوات اتصال بمليشيا "أنتى بالاكا" فى أفريقيا الوسطى المنتشرة فى جمهورية أفريقيا الوسطى، وقد تأسست عام 2009 من طرف قرويين مسيحيين ضد من تصفهم المليشيا بـ"العصابات المسلحة" و"اللصوص وقطاع الطرق"، وظهرت عام 2013 مناصرة للرئيس بوزيزيه الذى أطاحت به حركة "سيليكا" التى تأسست عام 2012.
وبسبب الوفرة المالية لدعم قائد نظام الحمدين، تمول الدوحة مليشيات "الموقعون بالدماء" هى أحدث كتائب الإسلاميين ظهورا فى مالى، وجماعة سيليكا المسلحة فى أفريقيا الوسطى وحركة أزواد المسلحة فى شمال مالى.
وفى الدول الأفريقية التى لا تتصاعد فيها وتيرة أعمال العنف لا تعتمد قطر على الميلشيات، بينما تعتمد على حاجة الدول الافريقية للشراكة مع انظمة تمتلك وفرة مادية وغنية اقتصاديًا لدعم المشاريع ورعاية الاستثمارات بالنظر لما تعانيه هذه الدول من فقر وظروف اقتصادية صعبة.
وستظل قطر وقوى الشر تتلاعب فى المنطقة طالما لديها وفرة من المال وعقول متطرفة وتبعية لرأس الفتن.