كما أعلنت قبل أسبوعين أن مقال الثلاثاء من كل أسبوع سيخصص لنشر الأبحاث العلمية وقصص علماء مصر، ضمن المبادرة التى أطلقتها بغرض توسيع دائرة انتشار الأبحاث العلمية الهادفة التى تصب فى صالح الوطن، وترفع من قيمة العلم والعلماء، ولأن للأرقام دلالات فى فهم وتحليل أين نسير فى ملف البحث العلمى، سأعرض عددا من المعلومات المهمة الرسمية لعام 2017 عن البحث العلمى، أبرزها وصول براءات الاختراع إلى 98 براءة بزيادة 36% عن عام 2016، وتقدم مصر فى مرتبة نشر المقالات العلمية فى الدوريات العلمية العالمية، حيث وصلت للمرتبة الـ35 من ضمن 233 دولة على مستوى العالم وارتفاع عدد الباحثين فى القطاعات العلمية المختلفة الى 127 الف باحث برزيادة 15.3 % عن العام السابق.
الأرقام الأولية لبراءات الاختراع والنشر فى الدوريات العلمية وإعداد الباحثين مؤشر طيب للبحث العلمى فى مصر، ولكن يتبقى مقارنته بالدول الأخرى والوقوف على العوائق التى يواجهها باحثونا سواء فى الإمكانيات أو التمويل، ويتبقى أيضا كما ذكرنا من قبل وسنذكر لاحقا الاهتمام الإعلامى بالأبحاث المهمة والباحثين المحترمين أصحاب النتائج المختلفة الجديدة فى دائرة البحث العلمى، لأنه لك أن تعلم أنه فى الشهور الأخيرة هناك فريق علمى مصرى نجح فى زيادة إنتاجية القمح فى الحقول الاسترشادية إلى 24 إردبا ولم يهتم به الإعلام، وفريق ثانٍ نجح فى زيادة إنتاجية الأرز من خلال تطوير هجن جديدة بنسبة 30 % ولم يهتم به الإعلام أيضا، وفريق ثالث نجح فى تصنيع محطة تحلية مياه متحركة بشكل كامل تعمل بالطاقة الشمسية بسعة 21 لترا مكعبا ولم يهتم بهم الإعلام، وفريق رابع نجح فى التوصل لتكنولوجيا جديدة ومبتكرة فى مجال تحلية المياه بالأغشية عند درجات منخفضة، سيقلل من فاتورة تكلفة تحلية المياه وأيضا لم يهتم بهم الإعلام.
الواقع أننا أمام فرق علمية جادة، تصل بمشروعاتها البحثية لنتائج إيجابية ومهمة فى ملفات تتعلق بشكل أساسى باهتمامات المواطن المصرى، اهتمامات من نوعية الغذاء والماء والطاقة، ولابد من توجيه الشكر لهم جميعا.
أما الجزء الثانى من المقال، أخصصه لنشر قصة باحثه مصرية شابه، هى نموذج للطموح العلمى وأعتقد أنها ستفاجئنا بالمزيد فى المستقبل، هى نانسى كارم توفيق، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، ووقع الاختيار عليها من معهد السرطان فى فرنسا لترشيح بحثها عن السرطان ضمن أفضل ١٠ مشروعات بحثية للطلاب فى مؤتمر شباب العلماء لعام 2017، وكانت هى أول مصرية وعربية تشارك بالمؤتمر، والمفاجأة أنها حازت على المركز الأول، لأنها اكتشفت دواءً لعلاج مرض السرطان بتقنية النانو تكنولوجى، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية بدلا من استخدام جرعات كيماوى بكميات كبيرة.
التطبيق العملى لاكتشاف نانسى كارم سيكون له فائدة كبيرة عمليا لمواجهة مرض السرطان والقضاء عليه، وزيادة فرص العلاج من مرض قاتل، خاصة أن حل المواجهة الأساسى فى أمراض السرطان كانت الجرعات الكيماوية التى تلحق ضرر بالمريض وتترك أعراض جانبية كبيرة.
اللافت هنا أن شابة مصرية تدرس فى جامعة مصرية وتعيش على أرض مصرية، لم تكمل عامها الـ 22 بعد، سبقت باحثين مرموقين فى مراكز وجامعات أجنبية فى الوصول إلى النتيجة البحثية المهمة المتعلقة بالتدخل النانوتكنولوجى فى الخلايا السرطانية، وهو أمر يدفعنا من جديد للتفتيش فى جامعتنا المصرية عن 1000 «نانسى كارم»، منهم من سيكون فى نفس المجال أو سيتحرك فى مجال بحث آخر بالزراعة أو الصناعة أو الطب أو الطاقة، بالتأكيد ستجد من نتائج أبحاثهم العلمية ما يفيد الدولة المصرية.
انتظر مشاركة العلماء والباحثين أصحاب النتائج البحثية المهمة لنشرها كل يوم ثلاثاء ضمن مبادرة نشر الأبحاث العلمية.