بعد ازدياد حالات التحرش الجنسى، والاعتداء الجنسى بين الأطفال، والشباب، وانتشار حالات الراغبين فى التحول الجنسى أو المثليين، نتيجة الاضطرابات الجنسية، يرى بعض أطباء الذكورة أنه للتغلب على هذه الظاهرة لابد من تدريس الثقافة الجنسية بين الشباب لمنع ظهور هذه الحالات بين الشباب والأطفال كنوع من التوعية والفهم لهذه الأمور، التى قد تبدو غامضة للكثير من الشباب فى مصر، وخاصة عند وجود حرج للتحدث فيها.
وقد أثيرت هذه القضية من قبل، وفى أكثر من مناسبة، وانقسمت الآراء فيها ما بين مؤيد ومعارض، فالبعض يجد ضرورة توعية الطلبة فى المدارس، والجامعات بالأمور الجنسية، ولكن دون خدش الحياء، وبأسلوب بسيط بحيث يكون ضمن المنهج الدراسى، ويستندون فى رأيهم هذا إلى أن هذا يحمى الشباب من التحرش، والاعتداءات الجنسية، وأيضا من الانحرافات، والشذوذ الجنسى، وقد طالب أطباء الذكورة بضرورة أن يعى الشباب بالأمور الجنسية، وذلك لأن المعرفة بهذه الأمور يؤدى إلى حمايتهم من الاعتداءات الجنسية والتحرش الجنسى.
تدريس الثقافة الجنسية فى المدارس هل يحمى الاطفال من التحرش والاعتداءات الجنسية
تدريس الثقافة الجنسية يمنع الاعتداءات الجنسية والتحرش
من جانبه قال الدكتور إيهاب يونس، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب بنها، إنه يقترح وضع برنامج للثقافة، والتعليم الجنسى، موضحا أن الهدف من ذلك هو أننا نرى كثير من المرضى سبب مشاكلهم هو الجهل بأمور أساسة فى الجنس، وهم معذورين فى ذلك لعدم تثقيفهم جنسيا، ويقترح أن يتم تدريس المعلومات الجنسية فى المدرسة، والجامعة، موضحا أن هذا يختلف عن ما هو موجود حاليا لأن المنهج الحالى يهتم بتدريس التشريح، ووظائف الأعضاء التناسلية، ولكنه لا يجيب على أسئلة كثيرة فى أذهان الشباب.
وضع منهج لا يجرح أحاسيس الطلبة..
وأوضح أنه لكى نضع منهج يناسب المجتمع المصرى ولا يجرح أحاسيس الطلبة، وأولياء أمورهم وفى نفس الوقت يعطى معلومات عن أسئلة تدور فى أذهان الطلبة يكون فى مواصفات المنهج، وأن يكون موجه للطالبات لأنهم هم الذين يتحلمون الجهل بالمعلومات الجنسية، ولأنهم هم الذين يعلمون أولادهم فى المستقبل، ولهذا الغرض تم تصميم استبيان فيه أسئلة موجهة لـ 200 طالبة من طالبات جامعة بنها العام الماضى، و50 من أولياء الأمور و50 من الأطباء المتخصصين فى مثل هذه الأمور وطلبنا منهم أن يقولوا رأيهم لنا فى كل موضوع هل يجب أن يدرس أم لا، وفى أى مرحلة.
وأوضح أنه من أهم الآراء التى أجمع عليها الجميع خلال الاستبيان هو أن يتم وضع التشريح، ووظائف الأعضاء، بالإضافة إلى مشاكل ليلة الدخلة، ومشاكل الدورة الشهرية، ومشاكل الحمل والولادة، ومتى يمكن استئناف الجنس بعد الولادة، ضمن المنهج الدراسى، موضحا أنه تم توجية أسئلة عن معرفة بعض تفاصيل الأداء الجنسى بين الزوجين، والأمراض الجنسية المعدية، مثل الإيدز، وكانت النتائج أنه حدث موافقة بنسبة كبيرة على معظم الموضوعات التى تم طرحها، وقاموا بإجراء تقسيم لما يمكن تدريسه فى المرحلة الثانوية، والمرحلة الجامعية.
ويرى أنه يمكن تدريس ذلك فى المرحلة الثانوية والجامعية، موضحا أنه أصبح لدينا نواة لتدريس الثقافة الجنسية بناء ما يحتاجه الطلاب، ويوافق عليه أولياء الأمور.
الوعى الجنسى ضرورى للآباء والأمهات قبل الزواج
من جانبه قال الدكتور محمد عبد الفتاح، أستاذ الطب النفسى بجامعة بريتش كولومبيا فى كندا، إن الجنس الطبيعى يحدده المجتمع، وخبرات الإنسان وشخصيته، وعوامل اجتماعية أخرى، مشيرا إلى أن السلوكيات المكتسبة منذ الصغر سواء إيجابية أو سلبية تؤثر على العوامل البيولوجية بحيث يصعب التحكم فيها فى الكبر، موضحا أن المجتمع يحدد ما هو الطبيعى، وما هو غير الطبيعى، مثال ذلك فإن الخروج عن المألوف فى المجتمع يعد شىء غير طبيعى، حيث إنه من المهم تعليم الأطفال من الصغر الحقائق العلمية المرتبطة بالسلوك الجنسى كل حسب سنة، ومرحلة تعليمه، حيث إنه يجب عدم عقاب الطفل على بعض تصرفات قد لا يدركها، مؤكدا أنه من السهل تعليمه الصح، والخطأ بدون عقاب، باعتباره فى مرحلة الاستكشاف، والمطلوب من الآباء تحليل هذه المعلومات، ومعرفتهم بالسلوكيات الجنسية، وأن يكون هناك وعى جنسى يدرس للآباء والأمهات قبل الزواج.
وأشار إلى أنه يجب خلق الوعى الجنسى، باعتباره جزء أساسى من الوظائف الحيوية للإنسان، لا يمكن تجاهلها، موضحا أنه عند الكبر إما يحدث اضطراب جنسى، أو أن يكون الشخص سليما، مشيرا إلى أن تجاهل الجنس وعدم التوعية يؤدى إلى حدوث الشذوذ الجنسى، والاعتداءات الجنسية على الأطفال، وتحدث الخيانة الزوجية، والأمراض المنقولة جنسيا، والإدمان، ويساهم فى انتشار ممارسى الدعارة، موضحا أنه يتم انتشار أمراض أخرى كثيرة، نحن فى غنى عنها.
عدم النوم ليلا يؤدى إلى حدوث الاكتئاب
وأوضح أن تغيير طبيعة البشر يسبب الكثير من المشاكل والأمراض، مؤكدا أن 40% من الذين ينامون صباحا، ويسهرون طوال الليل يعانون من الاكتئاب، و50% أكثر عرضه للإصابة بسرطان الثدى فى النساء، والبروستاتا فى الرجال، لأننا جزء من الطبيعة نظرا لتغيير الساعة البيولوجية، موضحا أنه من 30 إلى 70 % من أمراض الاكتئاب مصاحبه لمشاكل جنسية لدى الرجال، والنساء، والعكس صحيح العلاقة وثيقة بينهما، موضحا أن هناك أمور كثيرة لابد من معرفتها فلدينا أطباء، والعلاج يستوجب تقييم العوامل النفسية، والإجتماعية، والبيولوجية، والعلاج لابد أن يضمن التعامل مع هذه العوامل الثلاثة، ولا يمكن تجاهم أحدهم.
تحول الشخص إلى مثلى قد يكون نتيجة تجربة قاسية مر بها
وتابع الدكتور محمد عبد الفتاح أنه جاء إليه أحد المرضى منذ 30 سنة، واسمه ريتشارد من كندا، وكان يعانى من مشاكل بالقولون، وكان يتم حقنه بالكورتيزون لعلاج القولون التقرحى، وكان شخصا شاذا "مثلى"، ويعيش مع صديقه، وأثناء العلاج النفسى، اعترف أنه كان يعانى من مشاكل بالقولون نتيجة أنه كان يعاقب نفسه لأنه غير راضى عما يفعله فاحضر الصودا الكاوية ليعقاب نفسه، كان يتم حقنها بالقولون فحدث انسداد بالقولون، لأنه أصبح يدمن هذا الأمر، ولا يستطيع أن يوقفه، وذهب إلى المستشفى، بعد أن حدث إنسداد للقولون، وقد سافر إلى مكان آخر وتم علاجه، ولكنه اعترف أنه أصيب بحالة نفسية، وأصبح شاذا "مثلى" لأن والده دخل عليه "دورة المياه"، واعتدى عليه، واستمر يعتدى عليه وهو عمره 6 سنوات إلى أن أصبح 12 سنة فاصبح "مثلى" وفى نفس الوقت كان يرفض ما بداخله، وتم علاجه، وأصبح إنسانا طبيعيا.
الاضطربات الجنسية تؤثر على الذكورة
من جانبه قال الدكتور نبيل مؤمن، أستاذ طب وجراحة الذكورة والعقم بطب قصر العينى، وأستاذ علاج الإضطربات الجنسية، أن الاضطربات الجنسية تؤثر على الانتصاب، والقذف، والقدرة الجنسية، وهى تحدث نتيجة لأسباب نفسية، نتيجة فشله ليلة الزفاف، وذلك نتيجة عدم وجود وعى جنسى لدى الزوجين، أو تقلصات المهبل والتى تمنع الدخلة، وسببها الجهل الجنسى، أو نتيجة لأسباب نفسية عند تخويف الفتاة قبل الزواج، موضحا أن الاضطرابات الجنسية تكون نتيجة وجود خلل فى الوظيفة الجنسية، حيث قد يصاب الشخص بالضعف الجنسى، أوسرعة القذف، أو ضعف الرغبة الجنسية، موضحا أن ذلك يظهر لدى الزوجة بصورة أخرى مثل عدم الاستجابة أو الإصابة بالبرود الجنسى، أو عدم وجود الرغبة، أو وجود آلام مصاحبة للعلاقة، أو نتيجة أسباب نفسية.
السماوات المفتوحة ادخلت الينا افكارا شاذة
وأوضح أن الإنترنت، والسماوات المفتوحة أدخلت إلينا أفكارا شاذة، وممارسات غريبة علينا، ودخيلة على مجتمعنا، موضحا أن انخراط بعض الشباب والشابات فى بعض هذه الأمور يعتبر علامة مرضية يمكن منعها فى وقت مبكر، إذا قمنا بتوعية جنسية سواء فى المدرسة أو فى المنزل، وأيضا زيادة نسب التحرش الجنسى نتيجة الإنترنت أو نتيجة عدم الزواج المبكر، أو عدم مراقبة الأبوين للطفل، وأيضا نتيجة دخول عقاقير الإدمان، التى أدت إلى التحرش، وارتفاع نسبة الطلاق، وسفر الزوج، وترك زوجته، أو سفر الزوجة، وترك الأولاد، مشيرا إلى أن جميع هذه العوامل أدت إلى تفكيك الأسرة، التى لعبت دورا فى زيادة نسب الانحرافات الجنسية، وأوضح أنه يجب عدم التشدد الزائد فى تربية الطفل، أو التخويف من العلاقة الصحيحة فيما بعد الزواج، وكذلك التوعية الجنسية لدى الزوجين بمجرد الإنجاب، لأن كل سن له مراحله فى التطور والوعى الجنسى.
وأشار إلى أنه فى الدول المتقدمة تعطى معلومات علمية صحيحة عن الأعضاء التناسلية، مشيرا إلى أننا نحتاج إلى أن ناخذ بالنا من أولادنا، ومحتاجين أن يتم توعية الأب والأم، واستشارة الأطباء فى أى مشكلة.
لا تنساق خلف أفلام الجنس حتى لا تفشل حياتك الطبيعية
وننصح بعدم الانسياق خلف أفلام الجنس، لأنها تفشل الزيجات، مؤكدا أن فشل الكثير من الشباب الذين يعيشون حياة طبيعية نتيجة الاستغناء عن الطرف الآخر، وانحراف البعض لاتجاهات وعلاقات جنسية شاذة، مطالبا بخلق الوعى الصحى فى المجتمع المصرى والثقافة الجنسية منذ الصغر.