أدين بشدة قرار كلية الطب بجامعة المنصورة بالاكتفاء بحرمان 1200 طالب وطالبة يمثلون قوام السنة النهائية بالكلية من درجات الامتحان التحريرى لمادة «الجراحة العامة»، إثر قيامهم بشكل جماعى بتمزيق أوراق الإجابة، ومغادرة قاعات لجنة الامتحانات بعد مرور 35 دقيقة فقط من بدء الامتحان، بحجة صعوبة الأسئلة، على حد قولهم. وقد برر السيد الدكتور أشرف عبد الباسط، «نائب رئيس الجامعة، هذا القرار الضعيف للغاية، والمتخاذل، الذى يضرب جوهر وأساس العملية التعليمية فى مقتل، بأنه اتخذ فى إطار الحرص على مستقبل الطلاب!
أنتم بهذا القرار «المائع» يا سادة تضرون المجتمع كله ضرراً شديداً، وتضربون عرض الحائط بكل القيم والمثل والمبادئ التى تربينا عليها، وتفتحون باباً لن ينسد يحمل الكثير من نذر الخطر لو كنتم تدركون، ويرسخ لثقافة شريرة يمكن أن تعصف بالأخضر واليابس لو لم نتعامل معها بالجدية والحسم الواجبين، فهذا القرار ينطبق عليه القول المأثور «تمخض الجبل فولد فأراً»، لذا فإننى أرجو من مجلس جامعة المنصورة المحترم أن يصحح هذا الخطأ الجسيم باتخاذ القرار التربوى السليم الذى يتناسب مع فداحة الخطأ الذى تم ارتكابه.
أعلم أن كلامى هذا لن يرضى أبناءنا من شباب الطلبة وأولياء أمورهم الكرام، ولكنى آليت على نفسى ألا أكتب أبداً إلا ما يتوافق مع مبادئى وقناعاتى، ولا أجد ختاماً أجمل مما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى: وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً.