عبد الفتاح عبد المنعم

لعبة الخلافات الأمريكية - الإسرائيلية الوهمية التى أدارها «أوباما» مع اللوبى الصهيونى

الخميس، 18 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية فى فترة الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016»، وهو البحث الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، المركز الديمقراطى العربى، وأشرفت عليه الدكتوره نورهان الشيخ، حيث تقول الباحثة: «لا خلاف أن اليهود كجماعة وظيفية يمتلكون أقوى جماعات الضغط «اللوبيات» الأمريكية، وأكثرها تنظيماً وانتشاراً، وأعمقها صلة بصناع القرار فى الإدارة ووزارة الدفاع والأجهزة الأمنية المختلفة كما فى مراكز الأبحاث المعتبرة، وأن لهم وجودهم الفاعل فى الجامعات والمهن الحرة وأجهزة الإعلام، غير أنهم بكل ما لهم ليسوا من يقودون المجتمع الأمريكى، ولا من يحددون النخب «المركب الصناعى العسكرى»، اتجاه سيرهم، وإن كان تصور ذلك يخدم هذه النخب وييسر لهم تبرير سياستهم المنحازة لأداتهم الإسرائيلية وضد الأمة العربية، وما يوفر للنخب العربية المعتدلة ما تحتج به تجاه جمهورها الساخط على السياسة الأمريكية، لقد استطاع اللوبى الصهيونى انتزاع وظائف حساسة تمكنه من التأثير فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وتجييرها لخدمة الأهداف الإسرائيلية فى الشرق الأوسط.
 
وتشير الباحثة إلى أنه فى هذا الإطار فقد عمل الرئيس السابق باراك أوباما على إعادة ترتيب أولويات سياسته الخارجية فى الشرق الأوسط، من خلال عدم الاستمرار فى جعل العراق هى القضية الرئيسية كما فى الأعوام السابقة لحكم إدارته، لهذا عمد بصورة تدريجية على تخفيف الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق ونقل المسؤولية الأمنية إلى العراقيين، ولكن فى نفس الوقت أخذ فى الحسبان أن الوضع هناك ما يزال هشاً للغاية، لذا ركز أوباما منذ بداية إدارته فى البيت الأبيض على أربع قضايا رئيسية تتعلق بالجانب السياسى هى قضية الأزمة السورية وداعش، وفى الجانب الأمنى تشمل العراق وأفغانستان والملف النووى الإيرانى، إلى جانب العلاقات بين بلاده والعالم الإسلامى وعمليات التنمية السياسية فى الشرق الأوسط.
 
كانت هناك ضجة كبيرة حول انتقاد الولايات المتحدة الأمريكية لبناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وحول قلق إسرائيل ووصفها للولايات المتحدة بأننها تتصرف بـ«نعومة» فى التفاوض مع إيران، مما يجعل الأمر يبدو وكأن الجانبين يمران بنوع من سقوط فى علاقتهما أو عدم توافق بينهما، وهذا ليس صحيحاً تماماً، إذ يمكن لعلاقتهما أن تكون فى أوجها إلى درجة «معقدة»، وكان لابد من تبديد هذه الصورة النمطية عن أمريكا وإسرائيل علاقة «السيد ودميته».
 
وهذه الخطوة كانت بمثابة، كما يُقال، «حفظ ماء الوجه» أمام العالم، وهى نفسها تسمح للتحالف الأمريكى - الإسرائيلى باتخاذ خطوات رئيسية فى الشرق الأوسط وقال آرون ديفيد ميلر، مفاوض سابق فى الشرق الأوسط، وأحد العاملين فى مركز ويلسون فى واشنطن، إن خطاب نتنياهو فى مجلس الشيوخ «صنع شقاقا، وأفسح المجال لتوجيه درجة من الانتقادات لإسرائيل لم أرها من قبل خلال العمل فى وزارة الخارجية على مدار أكثر من 20 عاما»، كما قال جى جى غولدبيرغ، أحد أبرز المعلقين فى الشؤون الخاصة بإسرائيل والجالية اليهودية: «يصعب إخفاء شك الدوائر الحكومية الإسرائيلية فى إدارة أوباما، وبين حلفاء إسرائيل المقربين فى الولايات المتحدة، وكان لهذا الشك والتحفز أثره، بشكل أحبط إدارة أوباما ومسانديها، وأثار غضبهم وإحساسهم بالإهانة بسبب ازدراء إسرائيل لهم».
 
ولكن برغم ذلك استمر الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل رغم الخلاف الكبير بين حكومتى البلدين يرجع، لأن رؤية الرئيس أوباما لمصالح إسرائيل يختلف تماما عن رؤية نتنياهو، فأوباما يهتم كثيرا بأمن وبقاء إسرائيل، وينعكس ذلك فى دعم إسرائيل فى الرأى العام الأمريكى، وفى مجلس الشيوخ»، وأيضا عام 2010 استشاطت إدارة الرئيس «أوباما» غضبا من إسرائيل لإعلانها بناء مزيد من المنازل الاستيطانية حول القدس خلال زيارة لنائب الرئيس جو بايدن، ووصفت وزيرة الخارجية الأمريكية التحرك بأنه «إهانة» وفى عام 2012 شهدت العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية أزمة تعكس حالة من عدم الثقة بين كلا من الرئيس «أوباما» ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو وازدادت توترا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، لقد رأت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل أنها «موطئ قدم» استراتيجى جيولوجى سياسى ودينى مقرب منها، معتقدة بذلك أن إسرائيل ستكون حليفاً قوياً لها «وطويل المدى» أكثر من الدول العربية المجاورة، أى أن الولايات المتحدة أرادت من إسرائيل أن تكون مفوضاً فى المنطقة الذى يفرض إرادتها بالنيابة عنها. وبالمثل، أرادت إسرائيل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة «الأخ الأكبر الذى يحمى أخته» ويساندها.
 
فقد كانت الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة إحدى القوى الموازنة للاتحاد السوفيتى الذى شكّل دعماً رئيسياً للدول العربية، كما أن أمريكا تمتلك الثروة الكافية لتقديم الدعم اللازم لإسرئيل، لذلك فهى تستفيد إلى الحد الأقصى من «أخيها الأكبر»، بعيداً عن ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعملان يداً بيد من أجل تنفيذ مخطط «الشرق الأوسط الجديد» الذى أشارت إليه وزير الخارجية السابق كونداليزا رايس أثناء العدوان الإسرائيلى على لبنان عام 2006، والدليل الأمثل لذلك، هو أن كليهما تدعمان تغيير النظام فى سوريا «إسرائيل خرجت إلى المظاهرات ضد الحكومة السورية والولايات المتحدة ضد داعش».. يتبع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة