الأمراض النفسية تختلف نسب انتشارها ما يبين عام وآخر ، ولذلك ففى نهاية ككل عام يتم تحديد الأمراض التى شهدت انتشارًا بشكل أكبر فيه، وفقا لمختلف الإحصائيات.
وفى نهاية عام 2017 تم إعلان كان لمرضى الاكتئاب وانفصام الشخصية، النصيب الأكبر من الأنتشار حول العالم، فى إطار ما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية، ومجموعة من الأطباء النفسيين.
دكتور محمد على أخصائى الصحة النفسية، قال إن منظمة الصحة العالمية WHO أقرت لأول مرة فى تاريخها بإنتشار مرض الأكتئاب والقلق عام 2017.
وأوضح أن المنظمة أقرت فى تقريرها الصادر لعام 2017 أرتفاع نسبة الوفيات والانتحار بسبب الأكتئاب وخاصة فى السن ما بين 15 و 29 عاما، وسجل الأكتئاب ثانى الأسباب التى أدت للوفاه عام 2017 بعد حوادث الطرق والمواصلات.
كما قدرت نسبة الخسارة عالميا بسبب انتشار مرض الأكتئاب العام الماضى ترليون دولار ويرجع ذلك إلى ضعف الإنتاجية والشعور بالكسل وعدم القدرة على الأبتكار والأنجاز فى العمل.
فقد تم أطلاق حملة عالمية تحت شعار " دعونا نتكلم " للأيمان بأن الحديث من شخص مقرب إليك سواء كان صديق أو أحد أفراد أسرتك يخفف من حدة الأكتئاب ويساعد على طرد المشاعر السلبية ويساعد فى تجاوز الأزمات التى يعانى من الفرد.
فقد أشار دكتور محمد على أخصائى الصحة النفسية أن المشاكل الأسرية والضغوط النفسية التى يتعرض لها الشخص فى حياته اليومية قد يكن هو السبب فى تلك النسبة التى أقرتها منظمة الصحة العالمية، بالأضافة إلى أن نظام الحياة “ life style” الذى يعيشه الأنسان فى العصر الحالى من إحباطات وضغوطات و ظروف حياتية واقتصادية صعبة، فالمواصلات والأصوات العالية فى الشوارع والميادين وكذلك السوشيال ميديا بجميع وسائلها، وعدم تنظيم ساعات النوم جميعها أسباب تدفع للأكتئاب.
كما أشار دكتور شاهين رسلان أستاذ الصحة النفسية أن الأكتئاب وانفصام الشخصية أكثر الأمراض التى تعرض لها عام 2017 وخاصة بين فئة الشباب والمراهقين وكذلك بين المتزوجين حديثا، وقد يرجع ذلك إلى ضعف الأيمان وسوء التنشئة وعدم القدرة على مواكبة العصر وسرعته.
وقد أرجع سبب ارتفاع نسبة الاكتئاب بين الشباب لعدة أسباب منها ضعف الإمكانيات وعدم وجود مهارات بجانب المشكلات الأسرية، كما أن نسبة عالية بين المتزوجين حديثا لعدم القدرة على الموازنة بين الرغبات الشخصية والمسئوليات الملقاه على عاتقة فى المرحلة الجديدة.
كما أضاف دكتور محمد أن عام 2017 سجل أعلى أقبال على العيادات النفسية وأطباء العلاج النفسي، وكثرة القراءة فى كتب ومجلات وموضوعات صحفية فى هذا المجال ويرجع ذلك إلى الوعى بالامراض النفسية وضرورة دراستها وعدم الخجل من الذهاب للعيادات النفسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة