36 عاما على شرارة الخلاف بين طهران و"الشيطان الأكبر".. تعرف كيف عقدت إيران اتفاق لتحرير الرهائن الأمريكيين بـ"وساطة جزائرية".. الأزمة حرمت كارتر من "الولاية الثانية".. وفتحت الباب لـ4 عقود من العقوبات الأمريكية

السبت، 20 يناير 2018 11:00 م
36 عاما على شرارة الخلاف بين طهران و"الشيطان الأكبر".. تعرف كيف عقدت إيران اتفاق لتحرير الرهائن الأمريكيين بـ"وساطة جزائرية".. الأزمة حرمت كارتر من "الولاية الثانية".. وفتحت الباب لـ4 عقود من العقوبات الأمريكية تحرير الرهائن الأمريكية
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 36 عاما، وتحديدا فى الـ 20 من يناير عام 1981، انتهت أزمة الرهائن الأمريكية، أشهر أزمة سياسية فى العصر الحديث بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية فى إيران، بتحرير كافة الرهائن، الذين تم احتجازهم فى الرابع من نوفمبر عام 1979، داخل مقر السفارة الأمريكية بطهران، من قبل مجموعة من الطلاب الثوريين فى إيران، أطلق عليهم "أتباع خط الإمام"، نسبة إلى الإمام آية الله الخمينى قائد الثورة، قاموا باقتحام السفارة واحتجزوا 52 رهينة من موظفى السفارة ودبلوماسيون أمريكيين لمدة 444 يوم، وأطلق عليها تاريخيا أزمة "احتجاز الرهائن الأمريكية".

 

الرهائن الأمريكيين فى يد المتظاهرين
الرهائن الأمريكيين فى يد المتظاهرين

 

فى حين كانت ثورة إيران الإسلامية تطوى سنواتها الأولى، استهدف ما أصبحوا يلقبون بـ "الثائرون على نهج الخمينى" السفارة الأمريكية، فى محاولة من جانبهم للضغط على الإدارة الأمريكية بقيادة "جيمى كارتر" (1977- 1981)، من أجل تسليم شاه إيران "محمد رضا بهلوى" الذى هرب من طهران ودخل الولايات المتحدة لتلقى العلاج من مرض السرطان بأحد مستشفياتها، إضافة إلى دوافع أخرى جعلت الثوار يخرجون للإحتجاج أمام مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية آنذاك كان أبرزها ما وصفه الإيرانيون بـ"تدخل الولايات المتحدة السافر فى الشئون الإيرانية".

 

قفز المحتجين على اسوار السفارة
قفز المحتجين على اسوار السفارة

 

شكلت عملية الاقتحام أكبر أزمة واجهتها إدارة الرئيس الـ 39، للولايات المتحدة "كارتر"، الذى قام بمحاولات عدة لتحريرهم، كلها باءت بالفشل حتى إن التفاوض بشكل مباشر مع الإيرانيين لإطلاق سراح الرهائن لم يؤتى ثماره، ما جعل الولايات المتحدة تخاطر وتقدم على عملية عسكرية لإنقاذهم فى 24 إبريل 1980 لكنها باءت بالفشل وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل 8 جنود أمريكيين وإيرانى مدنى واحد. لكن مع مطلع العام 1981 انتهت الأزمة وتم تحرير الطاقم الدبلوماسى الأمريكى بالكامل.

 

المحررين الأمركيين فى طهران
المحررين الأمركيين فى طهران

 

كيف تم تحرير الرهائن الأمريكيين؟

تمكن مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين من الفرار، وأشارت بعض التقارير الأجنبية إلى أن 6 منهم تمكنوا من الفرار واللجوء إلى منزل الدبلوماسى الكندى جون شيردوان، المسؤول السابق عن القنصلية الكندية فى إيران، الذى تواصل، فى سرية غير عادية مع وزيرة الدولة الكندية للشؤون الخارجية فلورا ماكدونالد، ومع رئيس الوزراء الكندى جو كلارك، للمساعدة. وفى الحال، أعربا عن دعمهما للجهود، وتقرر تهريب الـ 6 فى رحلة جوية دولية باستخدام جوازات سفر كندية.

 

وبالفعل أمر رئيس الوزراء الكندى، بإصدار جوازات سفر كندية للدبلوماسيين الأمريكيين. فقام شيردوان بمغامرة دبلوماسية خطيرة بإصدار جوازات السفر، وفيها مجموعة من التأشيرات الإيرانية المزورة، أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية CIA، كما قامت بإعداد ملابس مناسبة ومواد تغير مظهر الأمریكيين، وتمكن الدبلوماسيون الستة من مغادرة إيران فى يناير 1980، بفضل جوازات سفر كندية.

 

 

اطلاق سراح الرهائن الأمريكين
اطلاق سراح الرهائن الأمريكين

 

 

أما القسم الأخر من الطاقم الدبلوماسى وعددهم 52 أمريكيا، وقع فى أيادى الطلاب، وظل محتجزا داخل مبنى السفارة الأمريكية بطهران لمدة 444 يوما بين عمليات الاستجواب وشعارات الثوار، ولم تفلح الجهود الدبلوماسية أو العسكرية فى تحريرهم، إلى أن توصلت واشنطن إلى اتفاق مع طهران بوساطة جزائرية سمى بـ "اتفاق الجزائر".

 

اعضاء السفارة الأمريكية المحررين
اعضاء السفارة الأمريكية المحررين

 

وأفرج عن الرهائن الأمريكيين الـ 52 فى 20 يناير 1981 وكان آخر يوم للرئيس كارتر فى البيت الأبيض، وأول يوم في حكم الرئيس رونالد ريجان، حيث لم يتمكن كارتر من الفوز بولاية رئاسية ثانية، رغم تفوقه فى المناظرات على منافسه ريجان والتوقعات التى أشارت بفوزه، لكن جاءت المفاجأة الكبرى وغیر المتوقعة بفوز ریجان بتأیید نحو 44 ولایة له من أصل 50، وساهمت هذه الأزمة فى انخفاض شعبية كارتر بشكل كبير فى الأشهر الأخيرة لحكمه.

 

 
جيمي كارتر والخمينى
جيمي كارتر والخمينى

 

ومثلما كانت سببا فى هزيمة  كارتر فى الانتخابات الرئاسية، كانت أيضا الدافع الذى عزز من مكانة آيات الله وانعكست على وضع الخمينى العائد من منفاه بباريس، كما أنها فتحت باب فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.

 

 

جيمي كارتر وشاه ايران
جيمي كارتر وشاه ايران

 

 

اتفاق "الجزائر" بين واشنطن وطهران

أما عن تفاصيل الاتفاق بين طهران و "الشيطان الأكبر"، قالت السفارة الأمريكية فى العاصمة الجزائرية، فى بيانها أن نائب وزير الخارجية الأمريكية "وارن كريستوفر" قام برحلات مكوكية بين الجزائر وواشنطن آنذاك  أفضت في النهاية إلى الوصول إلى اتفاق يقضي بتحرير الرهائن مقابل تجميد العقوبات المفروضة على إيران، ووقع الاتفاق وارن كريستوفر ووزير الخارجية الجزائري آنذاك محمد بنيحيى.

 

ويوم الخميس الماضى، أصدرت السفارة الأمريكية بالجزائر  بيانا قالت فيه أن واشنطن ستستمر في الامتنان للجزائر على وساطتها للجهود الذي بذلتها عام 1981 وقادت إلى تحرير 52 دبلوماسيا أمريكيا، حسب ما نشرته السفارة الأمريكية بالجزائر، بحسب CNN الإخبارية.

 

 

ريجان وكاسنجر
ريجان وكاسنجر

 

ونشرت السفارة نسخة من الرسالة التى وجهها وارن كريستوفر إلى بنحيى، وجاء فيها تعبيره عن عميق امتنانه واحترامه للرئيس والحكومة والشعب الجزائريين إثر الوصول إلى اتفاق تحرير الدبلوماسيين وعائلاتهم، مضيفًا أن الجهود الجزائية "عبرّت عن التزام ملهم بالقيم الإنسانية، وقدمت للعالم مثالا متفردا لفن الدبلوماسية ".

 

ويوم الخميس الماضى، أحيت السفارة الأمريكية بالجزائر الذكرى، واحتضن مقر إقامة السفيرة الأمريكية بولاشيك بالجزائر العاصمة حفلا بهذه المناسبة، وجرى تنظيم مأدبة غداء بالإقامة على شرف الديبلوماسيين الجزائريين الذين ساهموا في العملية، وأكدت بولاشيك أنه "لولا التدخل الجزائري ما كان ممكنا الوصول إلى ذلك الاتفاق".

 

26 فدانا أمريكيا تحول إلى متحف لإدانة واشنطن فى طهران

وخلال زيارتنا فى أحد الأعوام لمقر السفارة الذى شهد واقعة الاحتجاز، ويطلق عليه الإيرانيون الآن (وكر الجاسوسية)، تفقدنا المقر المقام على حوالى 26 فدان وكان يوما ما أرضا أمريكية، وقد حولته طهران إلى متحف للزائرين، حاولت أن توثق بداخله وسائل التدخلات الأمريكية فى قرارات الشاه آنذاك الذى لقب بشرطى الخليج، كانت أبرزها الغرف الصغيرة ذات الحوائط الخرسانية ويبلغ قطرها 20سم، واستخدمت هذه الغرف للتجسس على مكالمات القصر الحاكم، فضلا عن التنصت على بعض هواتف مسئولى البلاط الملكى.

 

 

ماكينة فرم الوثائق
ماكينة فرم الوثائق

 

واحتفظت طهران داخل المتحف بماكينة "فرم الوثائق" والتى حاول الدبلوماسيين الأمريكيين خلال الدقائق الأخيرة لهم وأثناء الاقتحام فرم الوثائق الهامة داخل السفارة، لكن الوقت كان قد أزف، وتعطلت الماكينات بسبب كميات الأوراق الضخمة التى وضعت بداخلها، ووقعت بعض الوثائق الأخرى فى أيدى المتظاهرين، الذين استعانوا بفنيين لتجميع قصاصات الوثائق وقراءتها، فضلا عن احتفاظها بمحتويات السفارة، من أساس وهواتف وماكينات تشفير الرسائل التى كانت مستخدمة فى فترة السبعينيات من القرن الماضى، ومعدات أمريكية أخرى.

 

محتويات السفارة- أجهزة تنصت
محتويات السفارة- أجهزة تنصت

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة