لا يمكن أن يصف ناقد محايد ما فعله وأنجزه المصريون خلال السنوات الأربع الماضية إلا بالمعجزة، بل إن هذا الوصف أقل فى التعبير عن حجم ما تحقق إذا أخذنا فى الاعتبار العوامل الداخلية والخارجية غير المواتية والعقبات الكبرى التى اعترضت طريقنا، وكيف أننا دولة فى حالة حرب فعلا لا قولا وتحت الحصار فترات طويلة.
لابد وأن نتذكر نحن المصريين ما استطعنا إنجازه فعلا، حتى نستطيع تخيل أين كنا وفى أى مكان أصبحنا وكيف انفتح المستقبل أمامنا، لابد وأن نضع الإنجازات إلى جوار بعضها البعض وأن نقول لأنفسنا إننا مضينا فى أصعب وأشق طريق وحفرنا فى الصخر وتحملنا أشد الصعاب لأننا صدقنا قائدنا ورئيسنا وفوضناه لاتخاذ القرار ورسم السياسات وآمنا يقينا أنه قادر على إنقاذنا مما نتعرض له من مؤامرات وحروب وحصار وحماية بلدنا من المصير المظلم الذى كان الأعداء يخططون ويرصدون المليارات، حتى نسقط فيه، ويتحقق برنامجهم التدميرى للمنطقة. ذاكرتنا الحاضرة هى الكفيلة بمنحنا مزيد من الثقة والطموح والإصرار للمضى فى طريقنا المرسوم، وكفيلة أيضا بالرد على القصف الإعلامى المكثف المفتوح علينا من فضائيات للأسف محسوبة على العرب، وبعضها يصدر بوضوح عن العجم، سواء كانوا أتراكا عثمانيين أو أوروبيين استعماريين.
ولابد أن نتيقن أننا إذا كنا حققنا كل هذه الإنجازات ونحن فى حالة الحرب وفى أقسى ظروف الاستقطاب الداخلى ومحاولات ضرب الجبهة الداخلية وتحطيم الروح المعنوية للمصريين وإفقادهم الثقة فى نفوسهم وفى قيادتهم، فما بالكم إذا استطعنا حسم الجبهات المفتوحة علينا من كل ناحية وكسرنا أنواع الحصار الاقتصادى الذى نتعرض له.
لا يجب أن ننسى للحظة أن مخطط ضرب مصر وإسقاطها، ضمن خطط تفتيت وإعادة تخطيط المنطقة العربية بالكامل، مازال يتلقى الدعم والتمويل من دول كبرى ومن أجهزة استخباراتية غربية وعربية، الأمر الذى يفتح علينا ثلاث جبهات، الجبهة الشرقية الشمالية والعدو التقليدى والجبهة الغربية الخطيرة، حيث يجرى نقل المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا عبر تركيا وقطر وتسليحهم بأحدث المعدات لارتكاب جرائم جماعية مروعة داخل الأراضى المصرية، والأمر نفسه بالنسبة للجبهة الجنوبية.
ويترافق مع هذا المخطط الجهنمى الذى استطاعت قوات الجيش والشرطة إجهاضه وكسره، يجرى تحويل الأموال من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية إلى خلاياها النائمة وفصائلها المسلحة ومكاتبها السرية بجميع محافظات مصر، للعمل على بث الفتنة واستهداف الأقباط وكنائسهم والنخب من الإعلاميين والقضاة ورجال الشرطة والجيش، وقبل ذلك وبعده ترويع المستثمرين الراغبين فى القدوم إلى مصر وإطلاق مشروعات جديدة على أراضيها.
كان هدف أعدائنا واضحا: «لن تنهضوا وسنحاصركم وسنعمل على تفجيركم من الداخل»، وكان رد المصريين عظيما: «لن تنجحوا، نحن نعرف عناصر قوتنا جيدا ونعرف كيف نوظفها فى خدمة وطننا».
وبالفعل، تحطمت كل المؤامرات والهجمات الإرهابية وموجات الحرب الإعلامية القذرة والضغوط الاقتصادية، على صخرة اتحاد المصريين ووعيهم وإيمانهم بالنصر على أعدائهم وثقتهم بقيادتهم، وكلما اشتدت موجات الهجوم والتشويه والدعاية المضللة والحصار، مضى المصريون فى طريق الإنتاج والعمل ومواجهة الظروف الصعبة، بل وشد الحزام على غرار ما حدث فى حرب الاستنزاف بعد قرارات الإصلاح الاقتصادى الحتمية.
وللحديث بقية