"أمنية حياتى قبل ما أموت إنى أطمن على ولادى وأشوف الكعبة المشرفة".. بهذه الكلمات تلخص الحاجة سعدية سعد البكرى الشهيرة بأم عصام أشهر ماسحة أحذية بالبحيرة مطالبها البسيطة من الدنيا.
فعلى بعد عدة خطوات من مبنى مديرية الأمن القديمة بشارع عبد السلام الشاذلى بمدينة دمنهور، تستقر أم عصام التى تبلغ من العمر 65 عاما بصندوقها المتهالك الذى يضم كل رأس مالها من الورنيش والأصباغ وفرش التلميع ومعه توزع ابتسامتها الصباحية على المارة الذين تعرفهم عن قرب.
فى البداية، تروى أم عصام قصة كفاحها مع الزمن ومع هذه المهنة الشاقة التى استمرت بها طوال 20 عاما بعد وفاة زوجها، وتقول "بعد وفاة زوجى الذى يعمل ماسح أحذية لم يترك لى أى شىء فى الحياة غير 3 بنات وولد، وفكرت فى العمل للإنفاق على أولادى ولكن للأسف لم أجد أى فرصة".
وأضافت "قررت بدون تردد الشغل بدلا من جوزى واتعلمت بسرعة علشان أقدر أربى ولادى والحمد لله ربنا سترنا وجوزت بنتين من عرق جبينى"، مؤكدة على معاناتها الشديدة خاصة مع تعرضها لأمراض الشيخوخة ومعاشها الحكومى الذى لا يغنى ولا يثمن من جوع.
وأوضحت "بتحصل من الحكومة على 300 جنيه فى الشهر معاش وده ميكفيش العيش الحاف ولا حتى شراء دواء التهاب المفاصل وهشاشة العظام، "ومفيش حد بيسعادنى من المسئولين رغم معرفتى بيهم كويس وكله عايز يتصور معايا وخلاص".
وعن مهارتها فى تلميع الأحذية، قالت الحاجة سعدية "مفيش حد يقدر ينافسنى فى تلميع الأحذية، لأنى بقيت خبرة فى الشغلانه دى من جزم الفرنيه للشمواه وحتى الجزم الحريمى".
وعن أمنياتها الشخصية، أكدت أم عصام "نفسى اطمن على ولادى قبل ما أموت وأعمل عمرة علشان أشوف الكعبة المشرفة بعينى، ونفسى مصر تكون أحسن بلد فى الدنيا كلها".
وعن رأيها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة قالت الحاجة سعدية: "أنا مليش فى السياسة لكن كل اللى أعرفه إنى بحب الرئيس السيسى وحرشحه تانى فى الانتخابات علشان هو اللى أنقذ البلد من الضياع وبيحارب الإرهاب".
فيما أعربت أم عصام عن سعادتها لاختيار المهندسة نادية عبده محافظا للبحيرة كأول سيدة تتقلد منصب محافظ فى تاريخ مصر، قائلة "الست نادية عبدة المحافظ بتاعنا بـ 100 راجل وأثبتت مكانتها..يكفى أنها بتعرف تدور محافظة كبيرة بحالها من غير ما تقع".
وتابعت "بس عايزاها تهتم بالستات البسطاء اللى زى حالتى..هى ست وتقدر تحس بينا" وعايزاها تهتم كمان بالمناطق الشعبية زى مناطق شبرا وأبو الريش ومدينة ناصر علشان دول أصل البلد ومش كل الخدمات ياخدها سكان المناطق الراقية وبكده نحقق العدالة للناس كلها" .