أحمد إبراهيم الشريف

لويس فرديناند سيلين.. اليهود لا ينسون أبدا

السبت، 20 يناير 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أكتب لأنى محتاج إلى المال، جاليمار، هذا المصّاص للدماء، أنا مدينٌ له بخمسة ملايين، إذن يجب على أن أنصاع، هل كنتُ سأستمر فى الكتابة لو كانت عندى أموال؟ سخافة! لو كانت عندى أموال، لأخذتُ تقاعدى، أنا فى سن الثالثة والستين، وليس لدى الحق فى التقاعد؟ كم أنا غبى كنت غبيا، طيلة حياتى، كنت أريد ألا نعود إلى الحرب، بعد ذلك، أردتُ أن تتحد أوروبا مع الجيش الألمانى وليس مع الجيش الروسى أو الصينى، ولكنْ أُلقى بى فى السجن، كان يتوجب على أن أغلق فمى، مثل الآخرين، وأهتم بنفسى، كنت غبيا، حقيقة.. لكن أية أهمية، فأنا، على كل حال، سأموت!..».
 
هذا الجزء نقلته عن مجلة «نزوى» وهو من الجمل الشهيرة التى قالها الكاتب الفرنسى الشهير لويس فرديناند سيلين، الذى مات فى سنة 1961 فقيرا مهملا متروكا بعد رحلة طويلة فى السجن والمنفى لم يقف معه أحد فيها سوى زوجته الوفية، ورغم مرور كل هذه السنوات لا يزال يعانى بقسوة من اليهود وتحكماتهم وسطوتهم القاسية على المجتمع الغربى.
 
منذ فترة قصيرة أعلنت دار نشر جاليمار الفرنسية الشهيرة عن خطتها لنشر ثلاث كراسات لـ فرديناند سيلين، المعروف بمعاداته لليهود والذى وقف مع النازيين ودعا إلى تطهير فرنسا من اليهود، هذه الكراسات كتبها سيلين فى ثلاثينات القرن العشرين، وكان المقرر لها أن تنشر فى مايو المقبل، لكن اليهود فى فرنسا لم يتقبلوا هذا الأمر وطالبوا بمنع نشرها، مما استدعى تدخل رئيس الوزراء إدوارد فيليب لصالح النشر مطالبا أن ترفق الكراسات بتعليقات.
 
لكن اليهود لم يصمتوا ولم يتقبلوا هذا الحل وطالب الناشط المدافع عن عائلات اليهود الفرنسيين الذين أُبعدوا خلال الحرب العالمية الثانية سيرج كلارسفيلد، دار جاليمار بالامتناع عن نشر الكراسات، وكانت النتيجة «تعليق النشر» تحت ادعاء «الظروف ليست مناسبة لنشر تلك النصوص».
 
تخيلوا أن السطوة اليهودية وصلت لدرجة استدعاء الناشر أنطونى جاليمار أمام رئيس لجنة مكافحة العنصرية ومعاداة السامية والمثليات والمثليين ومزدوجى الميل الجنسى ومغايرى الهوية الجنسية «إل جى بى تى»، الذى دعا، بحسب تقارير، دار النشر إلى تضمين ملاحظات لمجموعة من الخبراء، من بينهم مؤرخون، لكن جاليمار رفض.
 
فى هذه القصة ليس المهم هو التعاطف مع سيلين أو عدم التعاطف، فهو كتب ما أراد وتحمل نتيجة ذلك لكن ما لفت انتباهى بشدة هو التحكم اليهودى فى الشارع الثقافى الفرنسى وقدرته على مواجهة الأفكار التى تهدد وجوده، وأقارن ذلك بحالنا المتردى وموقفنا المتخاذل فى نصرة أنفسنا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة