عبد الفتاح عبد المنعم

الصعود الروسى وتأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية

الأحد، 21 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى فتره الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016»، وهو البحث الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، وأشرفت عليه الدكتورة نورهان الشيخ، ونشره المركز الديمقراطى العربى، قسم الدراسات العبرية والإسرائيلية، حيث تقول الباحث: وبتطبيق منهج تحليل النظم فى هذه الدراسة سوف يتم رصد وتحليل عمليات الاتصال التى تتم بين مختلف الأطراف المتفاعلة على كل المستويات، وتتمثل فى المحددات النابعة من النظام الداخلى فى الولايات المتحدة، وتحليل ودراسة توجهات المسؤولين بصنع وتنفيذ السياسية الخارجية الأمريكية، وأيضًا توجهات المسؤولين الإسرائيليين، ومدى تنفيذهم للأجندة السياسية الخارجية الخاصة بهم، ومدى إدراكهم لدور الولايات المتحدة فى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وفى تسوية الصراع العربى الإسرائيلى فى ضوء تغيرات البيئة الدولية، فالمدخلات تتمثل فى تصور إنهاء حربى العراق وأفغانستان، ومواصلة مكافحة تنظيم القاعدة، واستخدام عنوان الحرب على الإرهاب، وإعادة تنشيط الدور الأمريكى فى عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومحاولة إقناع سوريا وإيران بتغيير سلوكهما، وضبط العلاقات مع روسيا، والانفتاح على آسيا واجتذاب الصين للتعاون فى القضايا الإقليمية والعالمية، والمخرجات تتمثل فى شكل مبادرات لتسوية الملف النووى الإيرانى، وقضية المستوطنات، وغيرهما من القضايا، وطرح آلية للحوار بين البلدين، وبالنسبة للتغذية العكسية تتمثل فى ردود أفعال منطقة الشرق الأوسط والعالم الدولى والإقليمى لتلك المبادرات.
 
رصدت الباحثة عدة مبادرات ودراسات عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لعدد من الباحثين، هم:
1 - أحمد محمد متولى مسلم، «تأثير الصعود الروسى على السياسية الخارجية الأمريكية»: تعتبر الأزمة السورية من أعقد الأزمات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط، حيث مرت بعدة مراحل، ثم ظهرت بعد ذلك التنظيمات المسلحة، مثل فيلق القدس، وحزب الله اللبنانى، وهؤلاء مؤيدون للنظام السورى، ومن التنظيمات المناهضة الجيش السورى الحر، وجبهة النصرة، وداعش، وظهرت تداعيات لتلك الأزمة على الشرق الأوسط، لم تنحصر تلك التنظيمات فى سوريا فقط، بل امتدت إلى تركيا والسعودية ولبنان، مما أدى إلى زيادة العنف المسلح فى المنطقة، فبقاء بشار الأسد فى الحكم فترة أطول سوف يؤدى إلى زيادة التيارات الجهادية فى سوريا والمنطقة العربية، وأدى أيضًا إلى حدوث تأثيرات اقتصادية على بعض دول المنطقة، وأدت الأزمة إلى توقيع عقوبات دولية على سوريا، خاصة من جانب الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة، وجامعة الدول العربية.
 
2 - دراسة لرياض الرواى، «البرنامج النووى الإيرانى وأثره على منطقة الشرق الأوسط»: تتربع الولايات المتحدة على قمة النظام السياسى الدولى بقطبيته الأحادية، وهى نفسها التى اتخذت من أحداث 11 سبتمبر 2001 منطلقًا لاستراتيجيتها الدولية الجديدة، وهى الحرب على الإرهاب من جهة، ولتحديدها لإيران كواحدة من أقطاب محور الشر، ولا تقتصر فى تواردها على هذا النحو من الإصرار الإيرانى على استكمال بناء المشاريع النووية، وإرساء بنى تحتية لصناعة نووية، حتى وإن كانت لأغراض توليد الطاقة الكهربائية، وأيضًا إصرار إيران على استكمال دورة الوقود النووى لبرنامجها، حيث تتعزز المخاوف لدى الفريق الآخر نتيجة التناقضات التى وردت عدة مرات فى تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين، وإلى أبعد من ذلك تذهب الولايات المتحدة من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية فى المنطقة، وفى المقدمة الحفاظ على أمن إسرائيل، العدو الأول لإيران، فضلًا عن مصالحها والدفاع عن حلفائها التقليديين فى المنطقة، وقد توصل الكاتب إلى أن الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يقوم دون أن تشكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إحدى الركائز المهمة، وأن أحدًا من الأطراف الدولية لم يستطع أن يقدم دليلًا واحدًا بأن لدى إيران مسعى للحصول على السلاح النووى، حيث تعد روسيا من أكبر الدول التى قدمت مساعدات للجانب الإيرانى، الذى يمكن أن يشكل فى النهاية تهديدًا لأمنهم القومى.
 
3 - دراسة لمروان بشارة بعنوان «أهداف الولايات المتحدة واستراتيجيتها فى الوطن العربى»، وتوضح أن إدارة أوباما لا تختلف عن سابقتها كثيرًا، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها الاستراتيجية الجوهرية فى المنطقة العربية، فإنها تشكو من تناقض رئيس بين دبلوماسيتها العامة واستراتيجيتها، أو من التناقض الناشئ عن العمل، وفقًا لقيمتها الجوهرية بدلًا من مصلحتها الآنية، ولا تزال واشنطن تنكر وضعها الإمبراطورى الفعلى، وتفضل بدلًا من ذلك أن تضطلع بدور أخلاقى باعتبارها الوصى على الأمن والاستقرار والسلام وحقوق الإنسان، وقد تصرفت إدارة أوباما بصورة مغايرة لسابقتها، وبرهنت على أن القوة العظمى تدار بشكل أفضل وأكثر فعالية عندما تتصرف ضمنيًا بصورة أكثر تبجحًا وعدوانية وعنفًا، مع الحفاظ على مستوى الردع العسكرى والمصالح الجوهرية نفسها.. تميل الولايات المتحدة إلى تقليص تدخلها الخارجى، بسبب توسعها العسكرى المفرط، قياسًا بالتحديات الاقتصادية التى تواجهها، وتحقيقها الاكتفاء الذاتى فى مجال الطاقة بعد اكتشاف مكامن غاز محلية جديدة.، فإن انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان دون إعادة انتشارها فى منطقة الخليج أو فى أماكن أخرى فى المنطقة، فعلى الرغم من التشابه بين إدارة أوباما وسابقيه، تتيح تعددية براجماتية للتأثير فى سياسة الولايات المتحدة، ويستطيع العرب اغتنام الفرصة، ولابد لهم من ذلك. يتبع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة