أحمد إبراهيم الشريف

فيكتوريا وعبدول.. فيلم رومانسى فقط لا غير

الأحد، 21 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخذت الكاتبة البريطانية شارابانى باسو على عاتقها مهمة صعبة هى ملء ثغرات قصة العلاقة الغريبة التى جمعت بين الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا وإمبراطورة الهند وبين الخادم الهندى المسلم عبدالكريم الشهير بعبدول، واستطاعت الكاتبة العثور على المذكرات الشخصية لعبدول فى الهند، وأصدرت فى سنة 2011 كتابها «فيكتوريا وعبدالكريم»، وفى عام 2017 تحول هذا الكتاب إلى فيلم بالاسم نفسه تقريبا، لكن بعد الانتهاء من الفيلم، لم أمنع نفسى من طرح سؤال مهم هو: ما الذى يريده صناع الفيلم؟
 
فى رأيى الفيلم يضفى درجة كبيرة من الإنسانية على الملكة فيكتوريا التى تحاول أن تتمرد على أى شىء متاح لها، هى امرأة مسنة تريد أن تعيش حياتها، فهى تعرف أنها عصبية وبدينة وتصف نفسها بالمملة، لكنها متأكدة بشكل قوى أنها ليست مجنونة، كما أنها تدرك أن الحاشية التى تحيط بها لا تحبها، وأن أبناءها لا تنتهى أزماتهم ومشاكلهم وتناحرهم، الجميع يتجسس عليها وينتظر موتها، بينما عبدول شاب «على الفطرة» مسلم يحفظ القرآن عن ظهر قلب، ويؤمن أن رسالة الإنسان هى «صناعة الخير» لكنه فى الوقت نفسه يتفق مع الملكة فى أنه، مثلها، يحب التمرد ويرى أن «الحياة مغامرة» فهو جاء إلى بريطانيا من ولاية أجرا بالهند فى مهمة هى خدمة المائدة الملكية فى حفل اليوبيل الذهبى للملكة عام 1887، ورغم أن الجميع شدد عليه بألا ينظر فى عينى الملكة إلا أنه نظر إلى عينيها وابتسم وظل معها 14 عاما حتى رحيلها 1901.
 
اختارت الملكه عبدول صديقا لها، ورفعت من شأنه فصار المعلم الروحى لها، ومنحته نياشين وأوسمة وألقابا، جعلت المحيطين بها يظنونها فقدت عقلها، ومنحها هو الحكايات، التى كانت تحتاجها بشدة وسط كل هذا الخوف الذى يسكنها.
 
لكن هل حدث ذلك فعلا، المؤرخون حتما أكثر دراية بالظروف التى وقعت فى هذه الفترة، لكننى شعرت بشىء من المبالغة فى الحكاية، خاصة أن الفيلم اعتمد على مذكرات عبدالكريم، وبعيدا عن نظرية حب المستعمر، وهى نظرية حقيقية تماما، لكن تخيلوا أن عبدالكريم هذا اصطفته فيكتوريا التى كانت ملكة العالم فى ذلك الوقت ليصبح صديقا بدلا من خادم، ثم أتيحت له الفرصة ليكتب «مذكراته» فكيف كان سيرى كل ذلك، حتما سيراه من عينه الشاكرة لكل شىء وحتما لن يرى عيوبا فى الملكة ولا قهرا فى تصرفاتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة