من أهم الرسائل العميقة التى جاءت على لسان السيد رئيس الجمهورية، خلال جلسة «اسأل الرئيس»، ما أوضحه سيادته عن أسلوب اختيار المسؤولين، وأن هذا يتم وفق القدرة على تقييم المعلومات المتاحة، حيث أشار سيادته إلى إدراكه التام بأن بلادنا العظيمة تمتلئ بالكثير من النجباء، ولكن المشكلة تكمن فى آليات التقييم التى نعمل بها.
إذا فالجهات المسؤولة فى الدولة عن البحث والتقييم والاختيار تحتاج للتطوير الشامل لآليات عملها حتى نستطيع أن نتغلب على السلبيات الموجودة حاليًا فى هذه الآليات والتى تتسبب فى أننا قد لا نختار الأكفأ والأنسب.
وأمامنا من وجهة نظرى مثال حى على ما سبق وهو «وزارة السياحة»، فأنا قد تربيت فى مدرسة مهنية تؤمن بشدة بأهمية التأهيل التخصصى وتراكم الخبرات كمعيار أساسى لتولى المناصب، ولهذا فأنا أؤمن للغاية أن أعظم طبيب لا يمكنه أن يصمم مبنى، وكذا لا يمكن لأكفأ مهندس أن يشخص مرضًا، ولهذا عندما اطلعت على السيرة الذاتية الرائعة لوزيرة السياحة الجديدة السيدة د.رانيا المشاط، انتابتنى دهشة شديدة من تعيينها فى هذا المنصب، فسيرتها الذاتية المتميزة وخبراتها الواسعة تصب جميعها فى المجال المالى والاستثمارى، ولا علاقة لها على الإطلاق بمجال السياحة الذى يحتاج إلى خبرات تراكمية لا حصر لها، فكنت سأتفهم لو تم تعيينها كمحافظ للبنك المركزى أو وزيرة للمالية أو للاستثمار مثلا.
لهذا أرجو من الجهة المسؤولة عن وضع الاختيارات أمام السيد الرئيس أن تراعى مستقبلا ما وجه به سيادته فى هذا الشأن من حيث تطوير آليات عملها لأنه سيختصر علينا وقتا وجهدا كبيرا نحن فى أمس الحاجة إليهما لتحقيق النتائج المرجوة.