حسن تقسيم الوقت بين المنزل كزوجة وبين العمل كامرأة عاملة تحقق ذاتها، وتبلى بلاءً حسنًا فى مجالها مهما اختلف منصبها من الأمور التى تجد الكثيرات فى تحقيقها صعوبة، والبعض الآخر يتمكن من القيام به.
ففى ظل ذلك تحتاج الكثيرات لبعض التنسيق وترتيب الأمور لعدم إهمال المنزل والأسرة، خاصة إذا ما كان هناك أطفال، وهنا يختلف الأمر كليا، فتظل الأم تفكر فى حلول لتقسيم وقتها بين رعاية أطفالها، وبين إنجاز مهماتها فى العمل، لكن الوضع يختلف باختلاف أعمار الأطفال.
أطفال
فإذا كان الأطفال دون سن الالتحاق بالمدرسة، أو المراحل التمهيدية للحضانة فالأمر يحتاج لتفرغ بشكل أكبر للرعاية بهم، أو تلجأ الكثير من الأمهات لترك أطفالهن عند أمهاتهن، أو الاستعانة ببعض المربيات للجلوس مع أطفالهن فى وقت تواجدهن فى العمل، وهو ما يكلفهن المزيد من المصاريف بالطبع، وفى أحيان أخرى تلجأ بعض الأمهات لاصطحاب أطفالهن معهن إلى مكان العمل، وهو ما بمقدوره التأثير على نفسيه الطفل، وطرق إدراكه على المدى البعيد.
فبحسب ما يقول الاستشارى النفسى "أحمد سعيد"، لـ"اليوم السابع"، فإن عقل الطفل دائمًا ما يحتاج لمناخ خاص به فى البيئة المحيطة به، والتى تشكل تفكيره وإدراكه لمن حوله، وفى تلك المرحلة يحتاج لوجود الأب والأم بجانبه باستمرار، ليتمكن من تشكيل وعيه من خلالهما، ويضيف الاستشارى النفسى أن اصطحاب الأطفال لمكان العمل من أكثر الأفعال الخاطئة التى من الممكن أن تقبل عليها الأم، وذلك لأنه مع مرور الوقت يؤثر على وعى الطفل بطريقة سلبية.
أم
مصطلحات صعبة
أثناء تواجد طفلك معكِ فى مكان عملك، تلتقط آذانه مصطلحات تفوق استيعابه وتفكيره، ويتعرض لبعض التجارب والمناخ الذى يشكل عبئا على حالته النفسية، وهو ما يؤثر على تفكيره سلبًا مع مرور الوقت، فالأفضل أن يعيش الطفل كل مرحلة فى حياته بشكل سليم، دون تخطى لمرحلة عن الأخرى.
أم وطفلتها
وقت فراغه
يحتاج الطفل فى سنوات ما قبل الدراسة، أو حتى سنوات ما قبل الدخول فى مرحلة المراهقة لقضاء وقت فراغ منضبط وملائم لمرحلته العمرية، فبدلًا من أن يقضى طفلك ذلك الوقت فى الرسم، أو التعرض لمن هم فى مثل سنه، فإنه يجلس فى بيئة لا يوجد فيها من يشبهه، حتى أنه يظل يبحث عمن يشبهونه فى مكان عملك.
دائرة معارفه
مع مرور الوقت ووجود طفلك بصحبتك فى مكان عملك، تصبح دائرة معارفه من أصدقائك، والذين يكبرونه فى السن بالطبع، ويختلفون عن الفئة التى من المفترض أن يتعرض لها طفلك فى ذللك الوقت، ويتعامل معها، ذلك يجعله يفتقد لاكتساب خبرات وتجارب مختلفة مع من يشبهون نفس مرحلته العمرية.
إدراكه لدور أمه فى حياته
يحتاج الطفل دائمًا لرؤية أمه بمفهوم الأم الحنونة، التى ترعاه وتدفعه دائمًا نحو اكتساب الخبرات والمهارات، وهو الجانب الذى يتأثر برؤية الطفل دائمًا لأمه أثناء عملها، وهو ما يشكل اختلافًا بطبيعة الحال بين شخصيتها فى العمل وشخصيتها كأم فى المنزل.
تفكير ما بعد العودة للمنزل
بعد العودة إلى المنزل يفكر طفلك فى كل ما تعرض له على مدار اليوم، ويبدأ فى استعادة ما مر على تفكيره من مشاهد، وأشخاص، ويصبح لا يفكر إلا فى بيئة عملك، بدلًا من أن يفكر فى كيفية تنمية مهاراته، وممارسته للهوايات المفضلة له، أو التعرض للتجارب التى يقبل عليها الأطفال بشكل عام، وهو ما يسبب مشكلات عديدة فى تنشئة الطفل بطريقة سليمة ومناسبة للمرحلة العمرية التى يمر بها.
ومن الممكن أن ينشأ الطفل على كره العمل، والوقت الذى يقضيه فى مكان يرتبط بالعمل، لأنه دائمًا يرى أن تواجده فى ذلك المكان يمنعه عن ممارسته لما يحب فى المنزل، أو خارجه، كما يمنعه من الجلوس مع أمه بالشكل الذى يشكل شخصيته بطريقة سليمة.
ومن جانبها تقول خبيرة العلاقات الأسرية "أميرة كامل"، لـ"اليوم السابع"، إنها كثيرًا ما مر عليها شكاوى من الأمهات اللاتى يطصحبن أطفالهن فى مكان عملهن، بأنهن يعانين من تغيرات فى سلوك الأطفال، والشعور بالكبت والملل على المدى البعيد، وترى حلا فى ذلك أن تتجنب الأمهات اصطحاب أطفالهن لمكان العمل، أو إذا ما اضطررن لعمل ذلك لبعض المرات القليلة على مدار الأسبوع، أن تحرص كل أم على تعويض طفلها بالذهاب لمكان مفضل له، أو الجلوس معه وممارسة بعض الأنشطة البسيطة، كالرسم أو ممارسة هواية مفضلة لديه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة