أحد أبرز الفخاخ ضمن حروب الجيل الرابع التى سقطنا فيها جميعا، كانت عملية إطلاق مجموعة من الرموز الزائفة والشخصيات ذات الحيثية الاعتبارية وتنجيمهم عبر منحهم جوائز دولية، أو عبر استضافتهم فى مؤتمرات وفعاليات عالمية وتكريمهم، ثم استخدامهم كأبواق لنشر الأفكار والخطط والبيانات والتعليمات المراد بها قصف العقول العربية من المحيط إلى الخليج.
توكل كرمان اليمنية الإخوانية التافهة التى تحمل دائمة صفة «الحائزة بالمشاركة على جائزة نوبل للسلام»، أحد هذه الفخاخ الكبرى التى أطلقها علينا مصممو المشروع الصهيوأمريكى لتفتيت المنطقة، شأنها شأن محمد البرادعى وأيمن نور ووائل غنيم وغيرهم، ومنحوهم مجموعة كليشيهات يتاجرون بها مثل الدفاع عن الديموقراطية بحسب الوصفة الغربية، أو الدفاع عن أجندة الحقوق بترتيبها الشائه الذى يقدم حقوق المثليين على ضحايا الحروب وحقوق الحيوانات على الحق فى الصحة والأمن والتعليم والسكن والدواء والعيش بكرامة.
لا بأس أيضا من استخدام قيادات الحرب على العقول العربية، توكل كرمان كمنصة للشتائم والقصف للرموز العربية المغضوب عليها من الاستعمار الجديد وأذنابه، ثم الاحتفاء بما تنشره من شتائم وقذارات فى صحف ومواقع موجهة، وكذلك اعتبار اللجان الإلكترونية إياها على مواقع التواصل الاجتماعى مانشرته من قذارات موقفا يستحق التأييد، وإعادة النشر والترويج، مثلما حدث مع شتائمها الأخيرة للرئيس السيسى.
ولعلكم تذكرون عندما اجتمعت توكل كرمان فى باريس 2015 مع أيمن نور ومنصف المرزوقى والإخوانى التونسى عماد الدائمى، لتأسيس سبوبة الهيئة التأسيسية العليا للمجلس العربى للدفاع عن الثورات والديمقراطية، برئاسة المرزوقى، وساعتها تنطع الذيل الاستخباراتى أيمن نور، بتصريحات مفادها أن المنصة الجديدة «المجلس العربى للدفاع عن الثورات والديمقراطية» هدفه تشكيل لجنة حكماء عربية للوساطة فى حل الأزمات، والدعوة ليوم عالمى للديمقراطية فى العالم العربى، غافلا عن أنه يكشف باجتماعه إحدى واجهات الحرب على المصريين والعرب.
لن أسأل عن المبالغ التى تقاضاها أيمن نور المعروف بأنه حوت السبوبات الاستخباراتية من وراء المركز الوهمى، ولن أسأل أيضا عن المخصصات المعتمدة للمركز الوهمى وجهات تخصيصها، سواء من الاتحاد الأوروبى أو من المعهد الجمهورى والمعهد الديموقراطى الأمريكيين ولا تاريخه المفضوح مع منظمة «NED» ونشاطها معروف كواجهة لعديد من المؤسسات الأمنية الأمريكية حتى إغلاقها بعد انكشاف أمرها.
لكنى أسأل عن الرابط الذى جمع هؤلاء الأربعة لتدشين مركزهم الوهمى؟ وما قيمة وتأثير وتاريخ التافهة توكل كرمان؟ الرابط اتضح لنا بعد سنوات، عندما انكشفت تفاصيل مرعبة عن ذيول وأبواق المشروع الصهيو أمريكى الرامى إلى تخريب الدول العربية وتفتيتها وإشعالها بحروب الفوضى الأهلية التى تقضى عليها لعقود مقبلة.
وفى هذا السياق، أعود إلى توكل كرمان التى تجلس على خرائب اليمن وأنقاضها، بعد أن أسهمت هى وغيرها فى هذا الدمار الشامل، ثم توجه شتائمها إلى الزعماء العروبيين الحقيقيين الذين دافعوا عن تماسك الدول العربية وحقها فى مواجهة نعرات التفتيت وحروب الإرهاب ومشروعات الفوضى لهدم الدول والمجتمعات.
يا توكل كرمان، أمثالك من الأبواق العملاء المفضوحين، لا يستحقون إلا الإعدام بالجزم القديمة جزاء ما جلبوه على أوطانهم ومواطنيهم من دمار وشقاء ولدورهم الشيطانى فى تسويغ مشروع الفوضى والحروب الأهلية تحت المسميات الكاذبة من الديموقراطية والحرية إلى حقوق الإنسان، أمثالك يا توكل كرمان ستنكشف أدوارهم الحقيقية ولو بعد حين عندما تفرج الأجهزة والحكومات عن وثائقها السرية أمام الدارسين والصحفيين، وأتمنى أن تكونى على قيد الحياة لتتجرعى عارك قطرة قطرة مثل أى خائن لبلده وأمته.