عبد الفتاح عبد المنعم

الشيعة.. حصان طروادة الذى ركبه الأمريكان لاحتلال الخليج والعراق

الإثنين، 29 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى فتره الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016»، وهو البحث الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، المركز الديمقراطى العربى، وأشرفت عليه الدكتورة نورهان الشيخ، ونشره المركز الديمقراطى العربى، قسم الدراسات العبرية والإسرائيلية، حيث تقول الباحثة فى الفصل الثانى من دراستها، الذى حمل عنوان «أثر قضية الملف النووى الإيرانى على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية»، وبدأتها بتطورات العلاقات الأمريكية الإيرانية، وبدأت بعدة نقاط: «فمن أهم القضايا الخلافية بين الولايات المتحدة وإسرائيل هى قضية الملف النووى الإيرانى، وتطورات العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث مثلت أحداث سبتمبر 2001 نقطة تحول فى العلاقات الأمريكية تجاه المنطقة العربية، خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التى عبرت عن عدم ارتياحها من الوجود العسكرى الأمريكى على أراضيها فى شهر يناير 2002، مما دفع بالقوات الأمريكية لبحث بدائل لها فى المنطقة، وفى غضون العقد الماضى تأسست الاستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربى على مجموعة من المعطيات الخاطئة، من أبرزها:
 
1 - يمثل الشيعة أغلبية سكانية فى منطقة الخليج العربى.
 
2 - يشكل التعاون بين المنظمات الشيعية وأمريكا فى حكم العراق قاعدة لبناء تعاون أكبر، يهدف إلى تنسيق المواقف، وتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الخليج العربى.
 
3 - على الرغم من وجود خلافات أساسية مع إيران حول برنامجها النووى، فإنه من الممكن التعاون معها فى حماية مصالح الطرفين فى الخليج العربى، على نفس النسق الذى تعاونت فيه الدولتان فى كل من العراق وأفغانستان.
 
4 - يتمثل الخطر على المصالح الأمريكية بمنطقة الخليج العربى فى ثلاثة عناصر، هى: الجماعات السنية المتطرفة، والفكر الوهابى المتشدد، وأنظمة الحكم الملكى ذات الطابع الشمولى.
 
- تطور العلاقة بين الإدارة الأمريكية والمنظمات الشيعية المرتبطة بإيران 2003-2009:
شكل الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 نقطة تحول فى المنطقة العربية، حيث تم اعتماد نظام سياسى يقوم على تقسيم الحكم بين الأكراد والشيعة والسنة، وأصبح الانقسام العرقى والطائفى فى المحافظات العراقية أمرًا لا يمكن تجاهله على أرض الواقع.
 
ومنذ ذلك الحين ارتبط المشروع الأمريكى فى الشرق الأوسط بترجيح كفة المنظمات الشيعية المرتبطة بإيران، والدعوة إلى زيادة تمثيلها فى أنظمة الإدارة والحكم، وذلك بعد أن قام الأمريكان بالدور الأكبر فى تدمير القدرات العسكرية العراقية، التى كانت تمثل آلة الردع فى وجه إيران ومشروعها التوسعى.
وفى المرحلة الممتدة ما بين عامى 2003 و2007 تبنت الإدارة الأمريكية سياسة «دعم الديمقراطية» فى الشرق الأوسط، باعتبارها إحدى أهم ركائز أمنها القومى، وبادرت إلى تنفيذ دورات تدريبية ومحاضرات تثقيفية وجلسات حوارية تستهدف المعارضة الشيعية المرتبطة بإيران فى دول الخليج العربية.
 
وبعد خمس سنوات من النشاط المكثف لبرامج دعم الديمقراطية، لاحظ الباحث الأمريكى ماكسميلان أن الأحزاب السنية التى تعاملت بحذر وريبة مع هذه البرامج قد ضعف دورها، بينما انتعش نشاط المنظمات الشيعية التى تجاوبت مع برامج دعم الديمقراطية، وكانت المستفيد الأكبر منها، حيث نظمت زيارات رسمية لزعماء الجماعات المتطرفة مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء فى الكونجرس، وتم ربطهم بالصحافة الغربية والمنظمات الحقوقية الرسمية والأهلية.
 
وبحلول عام 2007 تحدثت مجلة «ميدل إيست بوليسى» عن انتشار مشاعر القلق فى البلدان العربية من تنامى الجماعات المتطرفة المتعاطفة مع إيران، وتردد الحديث عن خطورة المد الإيرانى على لسان قادة كل من الأردن، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين. 
 
إلا أن الإدارة الأمريكية لم تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، بل ادعت أن حكام الخليج «السنة» يبالغون فى الحديث عن الخطر الإيرانى دون وجود أى دليل على وجود خلايا إيرانية نشطة فى بلادهم منذ منتصف التسعينيات، وفى الفترة التى كانت تواجه دول الخليج العربى تصعيدًا من قبل إيران والمنظمات الشيعية المحلية، كانت العلاقات الأمريكية الإيرانية تشهد تحسنًا ملحوظًا، ففى الأشهر الأخيرة من رئاسته، رفع جورج بوش مستوى العلاقة مع إيران عن طريق إجراء حوارات غير مباشرة، وما لبثت صحيفة «لوتون» السويسرية أن كشفت عن تفاصيل اجتماعات سرية كان يقوم بها ممثلون عن حكومتى واشنطن وطهران فى العاصمة السويسرية جنيف خلال الفترة 2003-2009، وذلك بهدف مد جسور غير رسمية للحوار بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ضمن مبادرة يطلق عليها «تراك 2»، التى تستلهم فكرها من اتفاقيات أوسلو.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الجلسة الأخيرة من هذه المبادرة قد تم عقدها فى الفترة الممتدة ما بين 6 و8 مارس 2009، وذلك فى سرية تامة بسبب طابعها غير المعلن، وشارك فيها عضو من الحكومة الإيرانية ودبلوماسيون مرموقون، وجاء خبر التسريب هذا ليؤكد انتقال العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون فى ظل إدارة باراك أوباما الجديدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة