زينب عبداللاه

عزيزى المسيحى هل تشعر بالاضطهاد؟

الأربعاء، 03 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عزيزى المسيحى الذى تبدلت مشاعره من الفرح بالعيد إلى الشعور بالحزن القلق، بعد تكرار الحوادث الإرهابية التى استهدفت الكنائس من البطرسية وحتى مارمينا بحلوان، هل تشعر بالاضطهاد؟

قد تدور برأسك أفكار كثيرة عن عيدك الذى يحمل ذكرى الدماء والأشلاء ورائحة الموت، عن فرحة يحاول قتلها إرهاب يدعى رفع راية الإسلام.

ربما شعرت بالقهر، وحاولت إخفاء مشاعر الخوف وأنت ذاهب إلى كنيستك مصطحبا أطفالك من أن يتحول يوم عيدك إلى مذبحة، وأن تتلطخ ملابس أطفالك الجديدة بدمائهم، ربما تساءلت لماذا وكيف أحتفل بالعيد بينما تسود أجواء التوتر والقلق الأمنى، وتدق أجراس الكنيسة بينما تمتلئ الشوارع برجال الأمن مدججين بالأسلحة يرفعون حالة الطوارئ، كى لا يتسلل إرهابى ليقتل فرحتك أنت وأطفالك، تسأل نفسك: لماذا لم يعد العيد عيدا".

قد تشعر بالاضطهاد حين ترى وتسمع الفتاوى التى تتزامن مع أعيادك حول جواز تهنئتك بالعيد من عدمه، وربما رأيت فى هذه الفتاوى بذورا تنمو لتزرع إرهابا يستبيح دمك، وربما شعرت بالاضطهاد حين رأيت الدماء تختلط بزعف العيد.

عزيزى المسيحى هل تشعر بالاضطهاد وأنت ترى كنيستك تتحول إلى سرادق عزاء فى العيد لتودع الشهداء، وحين ترى أقاربك ومنهم من فقد عددا من أفراد أسرته فى حادث البطرسية يحمل لهم العيد ذكرى أوجاع وآلام لن يمحيها الزمن؟

من حقك أن تسأل لماذا يستهدف الإرهاب المسيحيين وكنائسهم، ولماذا يصر على أن يحول بينك وبين الفرح، ويريد أن يتحول عيدك إلى مأتم كبير، وأن يصمت صوت أجراس الكنائس ليحل محلها صوت الرصاص والتفجير.

ولكن عزيزى المسيحى قبل أن تستسلم لهذا الشعور بالاضطهاد الذى تغذيه مشاعر الحزن وصدمات أعياد أريقت فيها دماء الشهداء، تأكد أن هذا الشعور هو ما يهدف إليه قاتلك وقاتل إخوتنا فى الكنائس والمساجد والكمائن وعلى الحدود وفى سيناء، يريدك أن تشعر بالاضطهاد، أن تكره وطنك، وتكره جارك، وتكره الحياة، وتكره نفسك، وتستسلم لليأس والحزن.

قبل أن تستسلم عزيزى المسيحى للشعور بالاضطهاد انظر كيف ساوى الإرهاب بين الكنيسة والمسجد، ولم يفرق بين المصلين سواء مسلمين أو مسيحيين، كيف استباح دماء المئات فى مسجد الروضة، ولم يفرق بين طفل وكهل وشاب، وكيف أبيدت عائلات بأكملها فى الحادث، وكيف تحول يوم الجمعة وهو يوم عيد للمسلمين إلى يوم دامٍ أريقت فيه دماء الأبرياء، وانتشرت فيه رائحة الموت والدماء فى قرية أصبحت مجمع للأرامل والأيتام.

انظر إلى الأطفال الذين استشهدوا فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية ستجدهم يشبهون هؤلاء الأطفال الذين ذهبوا إلى مسجد الروضة لأداء صلاة الجمعة، فتحولت جلابيبهم البيضاء إلى أكفان تضم أشلاء أجسادهم الصغيرة التى مزقها الإرهابيين برصاص غادر بلا رحمة.

لا تعبأ بفتاوى مشايخ الفتنة والتطرف الذين يريدون أن يسمموا حياتنا جميعا مسلمين وأقباط، وانظر إلى ما فعله الشيخ طه رفعت، إمام مسجد الدسوقى المتاخم لكنيسة مارمينا بحلوان، والذى أمسك بميكرفون المسجد وقت الحادث الإرهابى ليحث المسلمين على أن يهبوا للدفاع عن الكنيسة وعن إخوانهم الأقباط وحمايتهم.

انظر عزيزى المسيحى إلى عم صلاح الموجى ذلك الرجل الذى انقض على الإرهابى الذى هاجم كنيسة مارمينا بحلوان وشل حركته وأخذ منه سلاحه، ولم يعبأ بإمكانية أن يفقد حياته إذا أصابته رصاصة أو كان الإرهابى مفخخا بحزام ناسف أو معه قنبلة، عم صلاح انشغل فقط بكيفية إنقاذ جيرانه المسلمين والمسيحيين حتى وإن كان الثمن حياته، ومثل عم صلاح آلاف المصريين قد يفعلون ما فعله دون النظر إن كانوا ينقذون مواطنين مسلمين أو أقباط.

عزيزى المسيحى لا تجعل الإرهاب يفرح بما يفعل ويشعر أنه حقق أهدافه، ونشر الفتنة وشطر جسد الوطن إلى نصفين، من حقك أن تحزن ولكن تغلب على إحساسك بالاضطهاد، فرصاص الغدر والإرهاب لا يفرق بين دم مسلم يصلى فى مسجد أو مسيحى يصلى فى الكنيسة، بين أحد الزعف أو صلاة الجمعة، بين كنيسة مارمينا بحلون أو مسجد الروضة فى بئر العبد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة