"قَانُونُ الحَربِ فى نُصوصِ نثرِ صَدرِ الإِسلَامِ" فى العدد الجديد من سلسلة "مراصد"

الأربعاء، 03 يناير 2018 01:41 م
"قَانُونُ الحَربِ فى نُصوصِ نثرِ صَدرِ الإِسلَامِ" فى العدد الجديد من سلسلة "مراصد" مكتبة الإسكندرية
الإسكندرية جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الحادى والأربعون من سلسلة "مراصد" بعنوان "قَانُونُ الحَربِ فى نُصوصِ نثرِ صَدرِ الإِسلَامِ"، تأليف الدكتور أحمد عطية؛ الباحث بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية.

وقال بيان، إن الدراسة تهدف إلى استنباط واقع قانون الحرب فى الإسلام من خلال النص النثرى الذى قيل فى فترات الحروب.

ويقول الباحث إن النص الأدبى له  -بالإضافة إلى الإيحاءات اللغوية والأدبية - إيحاءاتٌ أخرى، أو عطاءاتٌ أخرى يمكن أن نستنبطها من خلال قراءته قراءة تحليلية أو تفصيلية، وهى ما يمكن أن نسميه بالإيحاءات الفكرية للنص الأدبي. وقيمة هذه الإيحاءات الفكرية أنَّها لو صح استنبطاها يمكن أن تُسهم فى حل قضايا فكرية كبرى دار حولها الجدلُ طويلًا فى تُراثنا العربى على مدى قرونِه الماضية التى هى عمر ذلك التراث. ومن أمثلةِ تلك القضايا الفكرية الكبرى قضية قانون الحرب فى الإسلام، وما دار حولها من شوائب كثيرة لعلَّ بعضها يتلخص فى ذلك السؤال: هل انتشرَ الإسلامُ فعلًا بحدِّ السيف كما يزعمون؟

ويحدد الباحث فى بداية الدراسة المحاور التى يمكن معالجة الموضوع من خلالها؛ وهي: الفترة الزمنية التى تنتمى إليها النصوص الأدبية التى سيعالج من خلالها قانون الحرب فى الإسلام، والمصادر التى يمكن من خلالها أن نقف على هذ اللون من النثر، والملامح العامة لقانون الحرب من خلال النصوص الأدبية فى فترة صدر الإسلام.

وتتمثل الفترة الزمنيةِ موطن الدراسةِ فى فترة صدرِ الإسلام، تلك التى تبدأ من بعثةِ النبى r، وتنتهى بنهاية الخلافة الراشدة، وتخصيص هذه الفترة الزمنية بالذات يرجع إلى أنها الفترة الأهم فى قضيةِ التشريع وتحديد الأُطر العامة والملامح التى سوف يسير فى ضوئها مجتمع المسلمين فيما بعد، ليس فى قضية الحرب والنزاع مع الآخر فقط، وإنما فى كل القضايا التى تهُمُّ المجتمع، سواء فى علاقاته الداخليةِ، أو فى علاقاته مع القوى الخارجيةِ المحيطة به.

وقد اعتمد الباحث على مجموعة من المصادر ليستقى منها نصوص الحرب فى صدر الإسلام، والمتمثلة فى خطب الصحابة الحربية، ورسائلهم ووصاياهم، وقد تنوعت بين المصادر التاريخية والمصادرِ والأدبية، بالإضافةِ إلى المصادِر التى تناولت سيرة النبى r، وتتمثل هذه المصادر في: كتاب السيرة النبوية لمحمد بن إسحاق، كتاب المغازى لمحمد بن عمر بن واقد الواقدي، كتاب فتوح الشام لأبى عبد الله الواقدي، كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم، كتاب المحن لأبى العرب، محمد بن أحمد التميمى المغربى الإفريقي، وكتاب الكامل فى اللغة والأدب لأبى العباس المبرد.

وفى المحور الثالث يتناول الباحث بالتفصيل ملامح قانون الحرب بالاعتماد على النثر الأدبى فى صدر الإسلام، وتتحدد تلك الملامح فيما يلي: مراعاة حقوق الإنسان فى الحروب، حسن معاملة الأسرى فى الإسلام، احترام معتقد الآخر، تحديد الهدف الأخروى أو الدينى من القتال، عدم الفخر أو البغي، إعلاء قيمة الشورى بين جنود الجيش الإسلامى وقادته، الحفاظ على حياة الجند المحاربين من المسلمين.

ويخلص الباحث إلى أن استنباط واقع قانون الحرب فى الإسلام من خلال النص النثرى الذى قيل فى فترات الحروب، والأولى منها بوجهٍ خاص، هو موضوع من الموضوعات الخطيرة والمهمة فى آنٍ واحد، وسبب تلك الخطورة والأهمية أنَّ هذا الأمر سيفتح بابًا آخر من أبواب الدفاع عن الإسلام بالاعتماد على واقع الحياة فى تلك الفترة، وهو أمر له أثره الكبير فى نفوس أصحاب الحضارات المادية من أهل الغرب.

ويؤكد أن النقطة المهمة التى يهدف إلى التأكيد عليها، والتى هى النتيجة الكبرى من نتائج هذا البحث، أنه يجب التنُّبه على أنَّ هناك سبلًا أخرى للحوار مع الطرف الآخر حول الإسلام، وقيمة هذه السبل أنها تفتح آفاقًا أخرى تكون أجدى فى عملية الحوار، وتعتمد على أدلة عقلية منطقية، مما يؤمن به الآخر ويُعلى من شأنه فى حياته كلها بحسب زعمه.

إنَّ حقائق التاريخ لا ينكرها منصف، وإنَّ النثر الفنى الناتج فى حروب صدر الإسلام، والتى هى جزء من تلك الحقائق التاريخية، ثابت فى كتب الأدب والأخبار الكبرى الموثوق بها، وإن استنباط قانون الحرب فى الإسلام من خلال ذلك النثر هو سبيل من أيسر السبل وأسهلها للإقناع من أقصر طريقٍ إن صح التعبير.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة