لو عبده عبدالسميع السباك أراد أن يخطب السيدة لواحظ بنت «فوزى بتاع الجاز» لفعل أكثر من هذا، فالطريق إلى خطبة ست الحسن والجمال لابد أن يمر بعدة مراحل، الأولى مرحلة «تكوين النفس»، التى تتطلب أن يبذل «عبده» الكثير والكثير من أجل أن يصبح مقبولا «اجتماعيا»، فلابد أن يحافظ على سمعته بألا يظهر فى صورة مشينة، ولابد أن يبتعد عن أصدقاء السوء لكى لا يصبح مثلهم، ولابد أن يعمل باجتهاد لكى يظهر فى صورة «الصنايعى الكسيب»، الذى يستطيع أن يفتح بيتًا، ولابد بعد كل هذا أن يوفر مسكنًا مناسبًا أو على الأقل الموارد، التى يستطيع من خلالها توفير مسكن، ثم نأتى إلى المرحلة المهمة فى المسألة، وهى مرحلة «جس نبض» سيدة الصون والعفاف، بأن يرسل لها المراسيل، ويكتب لها المكاتيب، ليستطلع رأيها ويستميل قلبها، بعد هذا كله يتقدم لخطبتها، وفى أثناء الخطبة– أن قبلت خطبته– تقرر السيدة «لواحظ بنت فوزى بتاع الجاز» إن كانت ستستمر فى مشروع الارتباط أم لا، لكن للأسف، جميع من تقدموا حتى الآن للترشح إلى منصب رئيس الجمهورية– باستثناء الرئيس عبدالفتاح السيسى- تعاملوا مع مصر بطريقة مهينة، لا تدل على هوان المنصب، الذى تقدموا له وإنما تدل على هوانهم وضعفهم وخبلهم.
أنا غاضب حقا من هذا التمثيل «المقرف» ومن هذه الأجواء السيئة لانتخابات كبيرة من المفترض أن يتصارع الجميع فيها بكل آليات الصراع وكل خطط الاستحواذ، فعيب على هؤلاء المرشحين الذين أعلنوا نيتهم للترشح ثم تراجعوا أو الذين أعلنوا ومنعوا أو الذين أعلنوا وتقدموا للجنة الانتخابات الرئاسية أن يفعلوا هذا، فغالبيتهم تبدوا كما لو كانت استيقظت من النوم فجأة ولم تجد ما تفعله فقررت أن تترشح لمنصب رئيس الجمهورية على سبيل التغيير ليس أكثر.
سيقول قائل: إن الأجواء غير ملائمة، أو الظرف التاريخى لا يسمح بتنافسية حقيقية، أو أن فكرة الترشح ذاتها لن تجد لها ظهيرًا سياسيًا أو إعلاميًا، بل قد يتجاوز أحدهم متخطيًا كل هذا ليقول إن المناخ غير ديمقراطى، أو أن بعض المؤسسات غير حيادية فى تعاملها مع العملية الانتخابية، وبصرف النظر عن تفنيد هذه الادعاءات أو بحثها، فهنا يجدر السؤال: هل يظن أحد أن حكم مصر «بالساهل»؟ ثم أين النضال السياسى والاجتماعى، الذى من المفترض أن يبذله المرشح؟ وفوق كل هذا: أين كنت طوال السنوات الماضية من الشارع والناس واهتمامات الشعب وآلامه؟