يبدو أن العالم الإسلامى شرقا وغربا مشكلاته واحدة وأزماته متشابهة، فهو يعيش وضعا مأساويا بسبب الصراع الثقافى الذى يجد نفسه فيه طوال الوقت، بسبب أفكار عدد من رجال الدين الذين توقفت حياتهم عند القرن الأول الهجرى وهذا ما يناقشه فيلم «من أجل الله»، الذى أنتج فى 2007، وهو فيلم باكستانى أشبه بمجموعة من المناظرات حول الثنائيات التى تحيط بنا، التشدد والاعتدال، المنح والمنع، الحب والكراهية.
فى الفيلم لا فرق بين «حسين شاه» الرجل الذى ترك أسرته وذهب إلى «لندن» ليعيش مع امرأة دون زواج، لكنه فى الوقت نفسه لا يسمح لابنته بأن تتزوج من رجل غربى ويرى فى ذلك ارتدادا على دينها فيدبر ويمكر بها حتى يأخذها إلى باكستان وهناك يجبرها على الزواج بابن أخيه «سرمد» الذى كان هو وأخوه «منصور» يغنيان ويشكلان فريقا موسيقيا قبل أن يتعرف على رجل دين متشدد يحرم الغناء والموسيقى، ويؤكد له أنه سيخدم الدين بزواجه من ابنة عمه، ثم يدفعه إلى اغتصابها عندما ترفض أن تسمح له بمسها، كما يبرر له قتل الآخرين تحت اسم الجهاد.
بينما الوجه الآخر من شباب باكستان «منصور» يسافر إلى أمريكا ليدرس الموسيقى، لكنه يدفع ثمن النظرة العنصرية من الغرب للإسلام، فهناك بعد أحداث 11 سبتمبر تمارس عليه الاستخبارات الأمريكية ظلما شديدا فيتهمونه بلا دليل ويعذبونه ويضربونه حتى يفقد عقله تقريبا، رغم أن زوجته الأمريكية ظلت تدافع عنه لكن بلا طائل.
فى النهاية ينتهى الفيلم فى محكمة باكستانية فى مناظرة بين شيخين أحدهما متشدد والآخر معتدل، الأول يحرم كل شىء، والثانى يقدم الأدلة من القرآن والسنة على أن الأصل فى الدين هو الحلال، فيحل الموسيقى والغناء ويؤكد أن إجبار البنت على الزواج يعد «لاغيا» وأن زواجها من غير المسلم غير محبوب لكنه ليس حراما، ويقول إن الإسلام لا علاقة له باللحية فـ «الرسول عليه السلام كانت له لحية، وكذلك أبو جهل كانت له لحية»، ويقول «هناك لحية فى الدين لكن لا دين فى اللحية».
والآن بعد أكثر من 10 سنوات على إنتاج هذا الفيلم، الذى شاهدته مؤخرا للمرة الأولى، وبعد نحو 17 عاما على أحداث 11 سبتمبر للأسف ليس هناك جديد فى أى شىء فلا يزال الشيوخ المتشددون يفرضون كلمتهم ولا يزال الغرب ينظر إلينا بتربص ولا يزال الإرهاب يمارس عمله.