على أعتاب إنجاز تاريخى جديد يقف محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى، ونحن فى انتظار إعلان الاتحاد الأفريقى "الكاف" لجوائز الأفضل عن عام 2017، الليلية يجب أن نسأل أنفسنا، كم شخص نحتاج فى مصر فى مختلفة المجالات مثل اللاعب الفذ ابن محافظة الغربية؟، وما الأسباب وراء طرحنا هذا التساؤل من الأساس؟.
الاحتذاء بنموذج محمد صلاح فى كل المجالات ليست مبالغة من مشجعى كرة قدم متعصبين لأيقونة فريقهم المفضلة أو نجم منتخبهم الوطنى، إنما الفكرة لها أبعاد أخرى متعلقة بقدرات الشخص نفسه ومسيرته الممتدة من محافظة الغربية المصرية إلى مدينة ليفربول الإنجليزية، وكيف اجتهد ليل نهار حتى ينجح فيما فشل فيه من سبقوه؟.. سواء بقيادة الفراعنة إلى المونديال عقب غياب دام 28 عامًا أو الاقتراب بقوة من تحقيق حلم أفضل لاعب أفريقى.
الحكاية أكبر من لاعب كرة قدم
القصة ليست كلام إنشائى أو جمل مديح فى حق نجم محبوب متميز فى لعبة شعبية يعشقها الملايين حول العالم، إنما انبهار بعقلية احترافية تتطور يوم تلو الآخر، فقد تربى وسط أسرة بسيطة تعيش فى قرية نجريج التابعة لمركز بسيون محافظة الغربية، وتعلم وآمن بقدراته حتى صار نجم لواحدة من أعرق المدن الإنجليزية وأيقونة ناديها التاريخى "ليفربول".
اللافت أن محمد صلاح لا يتحدث عن مسيرته باعتبارها قصة كفاح مثلما يفعل بعض المشاهير، على عكس تمامًا يستخدم مفردات بسيطة، وأحيانًا تقترب من العفوية حين يذكر كيف انتقل من اللعب فى الشارع مع رفاقه إلى بداية الحياة الاحترافية كلاعب قدم فى نادى المقاولون العرب، ومنه إلى الانطلاق إلى العالمية عبر بوابة بازل السويسرى وتتويجه بلقب أفضل لاعب بالدورى السويسرى، ومنه قفز إلى البريميرليج عبر بوابة تشيلسى الإنجليزى، ورغم عدم توفيقه لكنه لم يرم "الفوطة" مثلما يقول محبى الملاكمة بل استلهم روح المقاتلين العظام وعاد للتألق عبر الكالتشيو الإيطالى فى كل من فيورنتينا وروما الإيطاليين ليعود إلى المسابقة الكروية الأقوى فى العالم من خلال الانتقال إلى ليفربول الإنجليزى، ليؤكد للجميع أن الحكم على مستواه مع البلوز كان أكبر خطأ ارتكبه البعض.
عقلية احترافية بامتياز
الآن، صار محمد صلاح ماكينة أهداف متحركة كما يقول الكتاب، وينافس على لقب هداف الدورى الإنجليزى وسط حالة من الانبهار الكاملة لكل المصريين، وتنهال عليه أقوال الإطراء والمديح من أساطير اللعبة فأسماء مثل البرازيلى بيليه والأرجنتينى ماردونا والفرنسى زين الدين زيدان والإيطالى توتى والإنجليزى ستفين جيرارد كلهم تغنوا بمستواه، ووسط كل هذا التألق يجب أن نطرح تساؤل، ألم يكتف محمد صلاح بما حققه؟!.. خصوصا أن هناك مئات النماذج المصرية التى أنهت مسيرته بعدما سجل هدف مهم فى نهائى كأس مصر أو فى شباك القطبين الأهلى والزمالك، وهذا ليس تقليلاً من الكرة المصرية، إنما إشارة إلى الطموح الشخصى والسعى ورائه بدون تعب أو ملل.
وفى ظل إيمان النجم المصرى بأهمية العمل الدائم من أجل التطور البدنى وكذلك الفكر واكتساب عقلية احترافية قادرة على العمل وسط أى كم من الضغوط، وهذا ما أشاد به الأسطورة الإنجليزية ستفين جيرارد وقال فى أحد الاستوديوهات التحليلية :"أعتقد أن صلاح كتب اكتسب ثقة كبيرة بعد الفترة التى قضاها فى روما عقب رحيله عن تشيلسى، كما أنه تطور بدنيا وشكل جسده أصبح أفضل".
الخلاصة أن محمد صلاح نموذج لشخصية محترفة يعلم جيدًا ما يفعله ويدرس ويتطور يوم تلو الآخر، طموحه بلا حدود، نجح فى التخلص من كل الآفات كالكسل والتعالى والغرور، استطاع أن يحصل من الحياة فى أوروبا على أفضل ما فيها، وتمكن أيضًا من الابتعاد عن أسوأ ما فيها، لذا نحتاج المئات بل الآلاف من محمد صلاح فى كل المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة