بعدما أثبتت الدراسة التى قام بها فريق بحث إيطالى وفلسطينى حول فتاة ارستقراطية كانت مدفونة منذ 3800 سنة فى مدينة أريحا القديمة "الفلسطينية" أن الزينة التى ترتديها الفتاة زينة مصرية، قدم عالم المصريات بسام الشماع، التأثير الثقافى الذى تمتعت به أريحا قديمًا.
وقال بسام الشماع فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن شعب أريحا تعلم فنون الزراعة واستفاد كثيرًا من ذلك، كما فعل المصريون القدماء أيضًا.
وتابع بسام الشماع، أن أريحا الفلسطينية واحدة من أقدم المدن فى التاريخ، وبالكشف والدراسات أثبتت أن شعب "أريحا" كان لديه معرفة بالزراعة ومزاولتها، واحتمالية ابتكار فكرة الرى.
وأوضح بسام الشماع، أن "أريحا"، تمتعت عبر تاريخها القديم، والذى ربما يرجع إلى حوالى 9000 سنة قبل الميلاد بالمبانى العالية والأبراج والبنايات المبهرة إذا ما قارناها بحضارات وأماكن ومبانى أخرى، وتم الكشف فى "أريحا" عن قمح وشعير ما يدل على مجتمع واعى لفكرة الزراعة، وعبر عصور وأزمنة تباينت وتطورت المنطقة فبنيت مدينة ذات أسوار ومدينة بها بيوت و أثاث منزلى التى تم اكتشافها فى المقابر، مضيفًا أن تاريخ "أريحا" يتناول من عصور ما قبل التاريخ وما قبل صناعة الفخار.
وأشار بسام الشماع، إلى أنه تم الربط أيضًا بتاريخ الأمويين، بأثر يرجع إلى القرن الثامن الميلادى، يقع حوالى 5 كم شمال أريحا، ذكرته المنقبة "كاثلين مارى كينيون" وهذا الأثر عبارة عن لوحة مصنوعة بطريقة ترتيب القطع الحجرية الصغيرة لهذا تسمى "الفسيفساء"، ويرجح البعض أن اللوحة لها علاقة تاريخية بموقع مبانى "هشام بن عبد الملك" و"الوليد بن يزيد"، وهى لوحة فسيفسائية رائعة تظهر منظر ملون رائع لشجرة كبيرة غنية بالأوراق الخضراء والأفرع و مناظر لغزلان وأسد ينقض على غزالة.
ولفت بسام الشماع، إلى أنه تم الكشف عن هذه الفسيفساء فى مكان يسمى "خربة المفجر"، تم احتلالها بعد دخول القوات العسكرية الصهيونية المغتصبة بعد 1967 ميلادية، ورجعت لفلسطينيين بعد اتفاقية أوسلو 1993 ميلادية، كان يقطنها فى عام 2007، 18,346 نسمة، ويؤرخ خبر لـ "CNN" أن الفسيفساء تم اكتشافها أول مرة فى عام 1935 ميلادية، بيد عالم الآثار الفلسطينى "ديميترى برامكى" ومعه البريطانى "روبرت هاميلتون" لكن تم طمرها بالرمال لحمايتها من عوامل التعرية الطبيعية، الفسيفساء تغطى مساحة فى أرضية القصر الأموى تبلغ 900 متر مربع، وهى مكونة من 7 ملايين قطعة، كل قطعة تبلغ سنتيمتر مربع فى حجمها.