قبل 3 أيام أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط عدد كبير من المواد الكيماوية الجاهزة للانفجار بإحدى الشقق السكنية بمنطقة دهشور.
صور المضبوطات من المتفجرات بحسب بيان وزارة الداخلية كانت كافية لإحداث انفجار كبير فى القاهرة الكبرى وقت الاحتفالات بأعياد رأس السنة لولا كرم الله الذى حمانا من هذا الحدث السيئ.
الجانب الصحفى من خبر ضبط المتفجرات بالشقة السكنية يحمل مزيدا من الدراما التى تستدعينا للتفكير فى الوسائل الشريرة التى يستخدمها الإرهاب الأسود لتحقيق أغراضه الخبيثة، فعلى سبيل المثال الشقة المضبوط فيها المتفجرات تبين أنها إحدى شقق الإسكان الاجتماعى بمدينة دهشور، وأن أحد الوسطاء أجر هذه الشقة للمدعو عمرو سعد وهو الإرهابى الأخطر فى مصر، هو العقل المنفذ لتفجيرات كنيسة طنطا والإسكندرية.
الأخطر أن عمليات البيع والشراء والإيجار فى المشروعات السكنية الجديدة لم يخضع لأى إجراءات احترازيه، وهو ما دفع عمرو سعد الإرهابى اختيار شقق الإسكان الاجتماعى دون غيرها، فضلا عن أنها غير مؤهلة بالسكان بعد، وبالتالى الخروج والدخول سيكون سهلا دون قيود أو مراقبة.
الصدفة وحدها هى من قادت أجهزة الأمن للتوصل لهذه الشقة، أحد أعضاء خلية عمرو سعد الإرهابية، وأحد المقيمين فى الشقة تقابل صدفة مع أحد سكان العقار، ودار بينهما حوار، كان اللافت فيه أن العضو الإرهابى كان يتحدث وهو يعطى ظهره للطرف الآخر وبتفادى بكل الوسائل إظهار وجهه، فضلا عن أنه لم يجب عن سؤال الطرف الثانى، أنت استأجرت الشقة دى من مين؟
هذه الواقعة أثارت الشك فى الساكن بالعقار، فأبلغ الأجهزة الأمنية التى استكملت تجميع المعلومات حتى شنت الحملة الموسعة على الشقة.
المفاجئ للأجهزة الأمنية وقت الهجوم على الشقة، هو حجم المضبوطات من المتفجرات والعبوات الناسفة، والأكثر دراما أن العبوات تم تصنيعها بطريقة احترافية، وهنا كان لابد من أجهزة الأمن للتعامل مع العبوات وتفكيكها وإحباط مفعولها، فاتخذ الأمن قرارا بإخلاء العقار تماما من السكان، لكى يبدأ ضابط الحماية المدنية وخبير المفرقعات فى التعامل مع العبوات الناسفة.
القرار السريع للقيادات الأمنية الموجودة بالعقار، إخلاء الجميع بما فيهم رجال الأمن، كل رجال الأمن ابتعدوا مسافة كافية عن العقار، ما عدا ضابط المفرقعات هو وحده فى الشقة، لا أعلم إن كان مسلما أم مسيحيا، هو مصرى كان يناجى ربه ويطلب السند وهو فى مهمته الشاقة.
المعلومات المنتشرة فى التقارير الصحفية والإعلامية أن ضابط المفرقعات مكث 4 ساعات، يتعامل، بكل حرص مع المفرقعات، لأن المفاجأة أن كميات كبيرة من المواد المتفجرة كانت موضوعة بحرفية داخل تجويف سخان كهربائى وجاهزة للانفجار السريع، وهو الأمر الذى زاد من المهمة الصعبة للضابط المقاتل ضابط المفرقعات.
استجاب الله له الدعاء، وانتهى بكل حرفية من إحباط كل المفرقعات، ومسك بجهاز اللاسلكى وأخبر قائد الحملة المنتظر على مسافة بعيدة من الشقة، وقال له: «الحمد لله.. كله تمام يا فندم».
ابتسم القائد ونظر لرجال الأمن من حوله، وأشار بيده: «يلا بينا يا رجالة».
وصلت إلينا الواقعة خبر مجرد ونشر فى المواقع والصحف وسط أخبار أخرى كثيرة دون تمييز، غير أنه يحمل فى التفاصيل، قصة بطولة لضابط مقاتل أعلن تقديم روحه من أجل مصر وهو يفك ويخبط العبوات الناسفة.
إلى ضابط المفرقعات المقاتل الدى لا أعرفه، شكرا لك وتحية تقدير لبطولتك وسأحكى لأولادى عنك يا صاحب الاسم المجهول.