عبد الفتاح عبد المنعم

إسرائيل تتحول إلى أكبر مخزن للسلاح الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط

الأحد، 07 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسيات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وطبقا للموسوعة السياسية العالمية التى رصدت تاريخ العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والتى مرت بعدة مراحل، لعب فيها اللوبى الصهيونى دوراً بالغاً ومؤثراً فى توجهات السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربى ـ الإسرائيلى فى الشرق الأوسط من قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948 وحتى الآن.
 
تشير الموسوعة إلى خطة جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكى لتحقيق السلام فى نوفمبر 1989 التى ترتكز على خمسة بنود بهدف التوفيق بين وجهتَى النظر المصرية والإسرائيلية من أجل بدء حوار فلسطينى - إسرائيلى. 
 
- اندلاع حرب الخليج الثانية عام 90 /1991، وتولِّى الولايات المتحدة الأمريكية قيادة التحالف الدولى من أجل إجبار العراق على الخروج من الكويت، وقد أدت هذه الحرب إلى نتائج أثرت تأثيراً مباشراً فى توازن سباق التسلح المطَّرِد قبل اندلاعها، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية استجابت لمطالب إسرائيل، وأرسلت نظام الصواريخ المضاد للصواريخ «باتريوت» للدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ العراقية، كما استجابت أيضاً لرغبتها فى الاشتراك فى برنامج مبادرة الدفاع الاستراتيجى S D I، حتى تؤكد للعالم بصفة عامة، وللدول الإقليمية بصفة خاصة، أنها قفزت لمصاف الدول العظمى فى مجالات التعاون، كما كشفت حرب الخليج الثانية لمخططى الاستراتيجية الأمريكية، ضرورة إنشاء مخازن طوارئ، ومناطق للوجود المسبق لاستخدامها كقواعد انطلاق داخل منطقة الشرق الأوسط، ففى الوقت الذى رفضت فيه كل من مصر والمملكة العربية السعودية فكرة الولايات المتحدة الأمريكية فى إنشاء هذه المخازن وتلك المناطق، قبلت كل من إسرائيل وتركيا هذين العرضين. 
 
- انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتى أَدَّيا إلى نشوء حاجة أمريكية إلى البحث عن إطار استراتيجى جديد للشرق الأوسط، بحيث ينطوى هذا الإطار الجديد على استبعاد تلك الجوانب التى تجاوزتها التحولات العالمية، كما أدى انتهاء الحرب الباردة إلى انهيار الإطار الاستراتيجى القديم الذى ظل يحكم العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية منذ الخمسينيات، الذى كان يستند إلى أن إسرائيل تمثل أفضل وسيلة لحماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط فى إطار المواجهة العالمية الكبرى ضد الاتحاد السوفيتى القديم، بما انطوى عليه ذلك من تصور وجود إمكانية لتوظيف إسرائيل كنقطة وثوب استراتيجية على الاتحاد السوفيتى فى حالة نشوب أى حرب معه، وكذلك توظيفها فى خلق سياج بالمنطقة لمنع نفاذ الاتحاد السوفيتى خارج حدوده، واستطاع الجانبان من خلال هذا التصور أن يبلورا تقويماً مشتركاً للأخطار والتهديدات، وبالتالى كان من الطبيعى أن ينهار هذا الإطار مع انهيار الاتحاد السوفيتى وانتهاء الحرب الباردة.
 
ثم تأكد استنفاد ذلك الإطار مع اندلاع حرب الخليج الثانية، بما لا يدع مجالاً عن تأكُّل القيمة الاستراتيجية لإسرائيل لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة، وبالرغم من المتغيرات السابقة، فإن التعاون الاستراتيجى بين الدولتين استمر فى العديد من المجالات مثل إشراك إسرائيل فى نظام الدفاع الكونى المضاد للصواريخ الباليستية، ومواصلة إمداد إسرائيل بالأسلحة المتطورة والحديثة، علاوة على تجديد العمل باتفاقيات التعاون الاستراتيجى التى سبق توقيعها بين البلدين وتخزين الأسلحة الأمريكية فى إسرائيل. 
 
- مؤتمر مدريد للسلام فى 30 أكتوبر 1991، جاء نتيجة مباشرة لحرب الخليج الثانية، وقد تحددت استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية قبل وخلال المؤتمر وبعده فى ثلاثة محاور رئيسية هى: 
 
«أ» تأمين المصالح الغربية والأمريكية فى المنطقة العربية خاصة منطقة الخليج لضمان تدفق البترول. 
 
«ب» إعادة صياغة هياكل ومضمون الاستقرار فى المنطقة على ضوء المعطيات الجديدة فى الوضع العالمى. 
 
«ج» تأمين وجود إسرائيل والتوصل إلى تسوية للصراع العربى ـ الإسرائيلى بعد انتهاء دور الاتحاد السوفيتى، مع إعادة هيكلة القوات الإسرائيلية بما يساعدها على الاستعداد للتصدى لأى هجمات برية واسعة النطاق قد تتعرض لها مستقبلاً وتعزيز القوات الجوية الإسرائيلية بصفتها الوسيلة الأكثر سرعة وحسماً للتصدى لأى عدائيات من قبل الدول المجاورة. 
 
«د» الحد من التسلح للعديد من دول المنطقة، حفاظاً على تفوق إسرائيل المطلق واستمرار انفراد إسرائيل بالتسلح النووى.
 
الفترة الرابعة: العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية فى ظل النظام العالمى الجديد «1993 – 2001»:
 
- مع انفراد الولايات المتحدة الأمريكية كقطب وحيد فى العالم، ووقوفها على قمة النظام العالمى، بدأت تتبنى سياسة خارجية لتحقيق مصالحها القومية والتى تؤدى إلى «تحقيق الأمن الوطنى الاقتصادى بتوفير أقصى قدر من حرية التجارة مع العالم، وإحراز التفوق العسكرى المطلق، والحفاظ على أمن إسرائيل كجزء لا يتجزأ من الأمن الأمريكى، ووفقاً للمفهوم السابق، يبرز أمن إسرائيل والبترول كمصالح رئيسية للولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط، وقد حددت بذلك الولايات المتحدة الأمريكية أهدافها الاستراتيجية تجاه إسرائيل، من خلال ضمان أمن وتفوق إسرائيل عسكريا وتكنولوجيا وحضاريا، لتصبح قوة مستقلة فاعلة قادرة على الاضطلاع بدورها الحيوى فى الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة.. «يتبع».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة