عقب العديد من الضربات المؤثرة والناجحة التى تلقاها تنظيم «داعش» الإرهابى فى كل من سوريا والعراق فى النصف الثانى من العام الماضى، التى تسببت فى «تقليم أظافر» هذا الكيان الدموى، وتراجع مناطق نفوذه على الأرض، بشرنا الكثير من الخبراء والمحللين بأن هؤلاء «الأوباش» من كلاب وشياطين مرتزقة الإرهاب فى طريقهم إلى الزوال، ولكن يبدو أن هذه التحليلات ليست صحيحة بنسبة مائة فى المائة، فها هى السلطات العراقية تحذر من ظهور علم إرهابى جديد أبيض اللون ومرسوم عليه رأس أسد، فوق أجزاء من الأراضى التى كان يحتلها هذا التنظيم الحقير، وهو ما ينذر بموجة إرهاب جديدة تحمل نفس الفكر والبصمات الدموية والإجرامية التى اعتدنا عليها ولكن بثوب مختلف.
ومع كل الاحترام للآراء التى ترى قرب انحسار وتراجع التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم، أرى أن هذا الرأى قد جانبه الصواب، لأن المعركة الحقيقية ليست مع من نراهم أمامنا على الأرض، فأوباش داعش والقاعدة وغيرهم من أفراد هذه التنظيمات العميلة، ما هم إلا مجموعة من المغيبين المرتزقة الذين ينفذون فقط المهام الموكلة إليهم من الدول والأجهزة التى صنعتهم فى البداية، وتقف وراءهم طول الوقت بالتخطيط والتمويل والإمداد بالمعلومات والدعم اللوجستى وتوفير الحماية، لذا فالمعركة مع من لا نراهم لا تزال طويلة وصعبة، ولكننا واثقون من انتصارنا المؤكد فيها بإذن الله تعالى.