على العكس من كثيرين يرون أن تقرير التسريبات الكوميدية الذى نشرته نيويورك تايمز خطأ من الصحيفة، فالواقع يؤكد أنها جزء من سياسة لمنصات إعلامية غربية كثيرة، تمارس الفبركة عمدا، وضمن صفقات مدفوعة. ويبدو مستبعدا أن تكون نيويورك تايمز ضحية لنصاب التسريبات الذى باع لهم «التروماى»، فقد سبق ونشرت الصحيفة ونفس مراسلها أخبارا وتقارير مفبركة بالكامل ثبت كذبها، ولم تعتذر عنها.
وبالتالى فإن من صدمتهم فكرة تسريبات نيويورك تايمز الساذجة، هم أنفسهم الذين يعيشون فى عقدة الخواجة، وينسحقون أمام أى اسم أجنبى على تقرير، حتى لو كان مجرد هراء فكاهى.
لو كانت صحيفة مثل نيويورك تايمز تهتم بسمعتها لاعتذرت عن تقرير اتضح كذبه، حول وجود اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، فى السعودية، وأنه يعمل مستشاراً أمنياً لمحمد بن سلمان، وهى شائعات انتشرت على «فيس بوك»، مثل الكثير من الشائعات والأخبار المفبركة التى تملأ الفضاء الافتراضى، لكن مراسل الصحيفة التقط التسريبات المزعومة وصنع منها قصة ساذجة، نسبها إلى مصادر مجهلة، ونشرتها نيويورك تايمز دون أى نوع من التدقيق أو مراجعة مصادرها، وأكدت أن اللواء حبيب العادلى سافر للسعودية بالرغم من أنه مطلوب فى مصر، وأنه يعمل هناك مستشارا أمنيا وهو الذى أشرف على اعتقال الأمراء المتهمين بالفساد، أيام وظهر العادلى أمام المحكمة، واتضح أنه لم يغادر، ولم يسافر، وكان يمكن للصحيفة الأمريكية العريقة أن تتعامل بالمنطق وتسأل عن مدى الخبرة التى يملكها وزير غادر السلطة قبل 7 سنوات.
لكن الصحيفة لم تعتذر ولكنها عادت لتنشر تقرير التسريبات الكوميدية، للمسؤول الأمنى المزعوم هو يوجه ويتصل ويسجل ويبيع لهم السيناريو الفكاهى، وبالرغم من أن التسريبات المزعومة كوميدية وتفتقد للكثير من التماسك فقد احتفت بها الصحيفة، وتركت نصوص التسريبات لقنوات تركية وقطرية، الأمر الذى يكشف عن فريق عمل تلعب فيه نيويورك تايمز دورا.
قد يرى البعض أن نيويورك تايمز وقعت ضحية لنصاب باع لها أحاديثه، خاصة أن التسريبات تتضمن مكالمات مع سعيد حساسين صاحب قناة سابق باعها وتوقف عن تقديم برنامجه، أو الأستاذ مفيد أو الفنانة يسرا، وهى ليست مقدمة برامج ولا علاقة لها بالموضوع، وأعلنت أنها ستقاضى الصحيفة.
السياق هنا ينفى فكرة أن تكون نيويورك تايمز ضحية نصاب التسريبات، خاصة مع تكرار نشر التقارير المفبركة، أو الخالية من المصادر، خاصة أن القنوات التركية صنعت فرحا وهاص مذيعوها وهم يقدمون فتوحاتهم الرهيبة فى عالم التسريبات المضحكة، وهو ما يضاعف الشكوك حول تعمد الصحيفة وسوابقها.
والفكرة فى مثل هذه التقارير أنها تكشف عن أنه ليس كل ما تنشره هذه المؤسسات صحيح، وأنها يمكن أن تفبرك من أجل المال، ولدينا تجربة الجارديان عندما اعتذرت عن نشر عشرات التقارير الكاذبة لمراسلها السابق بالقاهرة وحذفتها، ولدينا أمثلة لوكالات ومنصات عالمية تروج الكذب بلا محاسبة، وحتى ما تسميه وثائق، هو مجرد تقارير كتبها مخبروها فى السفارات ولا تخلو من تناقض، وآخر مثال الوثائق والبرقيات البريطانية والأمريكية التى هى مجرد أوراق يتعامل البعض معها على أنها وثائق، لمجرد نسبتها لأجهزة مخابرات.
ويكشف التاريخ القريب كيف ساهمت الصحف ومنصات الإعلام الأمريكية فى ترويج الكذب قبل وأثناء غزو العراق، وباعتراف قادة الغزو، وعزف الإعلام الأمريكى أكبر سيمفونيات الكذب بتدخل مباشر من البنتاجون والسى آى إيه والبيت الأبيض.
القضية وما فيها أن تكرار نشر الكذب بلا اعتذار قد يعنى الضلوع فى صفقات سياسية، ويكشف منصات إعلامية شريكة تترجم وتنشر هذه التقارير المجهلة المصادر بلا أى تعليق التى يتضح أنها مصادر غير موجودة إلا فى خيالات مفبركى التقارير.
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور سامح كامل
يجب البحث عن العميل الأخوانى الذى تنكر فى دور ضابط مخابرات و سجل المكالمات لمفيد فوزى و يسرا و غيرهم
و تم ذلك بالأتفاق مع قطر الممول الأساسى للجريدة المشبوهة نيويورك تايمز و التى تشوة سمعة مصر بأنتظام و قامت بنشر التسجيلات .. عملية مفضوحة تماما و مكشوفة تماما