مع اقتراب موعد تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية التي تطال القطاع النفطى الإيرانى، يخوض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب معركة للوصول إلى الرقم "صفر" فى صادرات إيران ومنعها من بيع نفطها بحلول نوفمبر المقبل، وإثناء الدول المستوردة للنفط الإيراني عن الشراء وخفض تعاملاتها مع هذا البلد، وذلك فى إطار استراتيجية أمريكية لتقويض سلوك طهران بالأدوات الاقتصادية، فى الوقت نفسه يجد ضغط أوروبى للإلتفاف على العقوبات الأمريكية وتجاهل صينى، ورفض من أوبك لخفض الأسعار وزيادة الإنتاج.
#ترامب: النظام الإيراني أكبر راع للإرهاب في العالم#علوم_الدار pic.twitter.com/Qy7qKz8jlf
— علوم الدار (@oloumaldar) September 27, 2018
وعلى قدم وساق، تسارع طهران وشركاءها الأوروبيين ومستوردى النفط الزمن لإيجاد حيل جديدة تمكنها من ئراء النفط دون الوقوع تحت طيلة قانون العقوبات الأمريكى، وسط تقارير تشير إلى احجام بعض المشتريين، ورغم ذلك بات أمرا مزعج للغاية بالنسبة للبيت الأبيض وساكنه الذى لن يأنوا أى جهد فى تصفير صادرات طهران النفطية التى قال أن قادة هذا البلد نهبوا ثروات الأمم عبر بيع النفط لنشر الفوضى فى العالم، وبات السؤال حول الحيل التى ستقوم بها طهران لبيع نفطها؟.
طهران التى تصدر ما يقرب من 800 ألف برميل يومياً، تجد نفسها اليوم مجبرة على اللجوء لحيلها القديمة لبيع النفط، الأمر نفسه أكده وكان وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنجنة قد أشار فى تصريح سابق له إلى الأساليب التي كان تستخدم في الماضي بقوله إن طهران ستجد "طرقا أخرى" للحفاظ على مستوى صادراتها النفطية، ومن خلال البحث فى هذا الطرق، يمكن القول أن المقايضة والتهريب وإغراء المشترين بالبيع بأسعار أقل من بين خطط إيران التي قد تعتمد عليها إيران للحفاظ على مستوى انتاجها، بعد استئناف العقوبات الأمريكية في نوفمبر.
وبرزت حيلة جديدة، سوف تعتمد عليها طهران، هى "طاقية الإخفاء" أى تخفى طهران ناقلات النفط عبر اطفاء أجهزة الإرسال لإخفاء مسارها والنقطة الأخيرة لتسليم النفط ويغدو من الصعب تحديد موقعها، الأمر نفسه أيده صحيفة "أوراسيا ديلي" التى قالت أن إيران تحول أسطولها من ناقلات النفط إلى "ناقلات شبح" في محاولة لتخليص مستوردي "الذهب الأسود" الإيراني من الضغط والعقوبات الأمريكية المستقبلية. تقوم سفن شركة ناقلات النفط الوطنية بإطفاء المرسلات لإخفاء مسارها والنقطة الأخيرة لتسليم النفط.
ووفقا لبيانات بلومبرج، بلغت صادرات النفط الإيرانية في أبريل 2.5 مليون برميل يوميا، تراجعت في سبتمبر إلى 1.6 مليون، ويمكن أن تتراجع إلى 1-1.3 مليون برميل في اليوم. ففي وقت سابق، أعلنت كوريا الجنوبية واليابان والشركات الأوروبية التوقف عن استيراد النفط الإيراني، وحتى شركات هندية خفضت مشترياتهما، وقالت EADaily أن إيران عرضت على الصين والهند نقل النفط لهم في ناقلات خاصة بها مع مكافأة – عدم حساب تكلفة التوصيل. "إلا أن ذلك لم يفد"، كما تقول Gulf Times.
وتظهر الحيل الإيرانية، بينما صدم الاوروبيين الرئيس ترامب هذه الأيام من خلال اعلانهم إنشاء كيانا قانونيا لتسهيل المعاملات المالية المشروعة وتجارتهم مع إيران والإفلات من العقوبات الأميركية، وسيتيح النظام للشركات الأوروبية مواصلة التجارة مع إيران وفقا للقانون الأوروبي، ومن الممكن أن ينضم إليه شركاء آخرون في العالم، بحسب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديركا موجيريني.
وتستهدف العقوبات التى ستسرى نوفمبر المقبل قطاع النفط الايرانى، وتشمل فرض عقوبات ضد الشركات، التى تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة فى الشحن البحرى وصناعة السفن. وفرض عقوبات شاملة على قطاع الطاقة الإيرانى، وخاصة قطاع النفط. وعقوبات على البنك المركزى الإيرانى وتعاملاته المالية.
انهيار العملة وتجاهل روحانى ينذر بسقوط اقتصادى
ومع التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وتشديد الحرب الكلامية بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والرئيس حسن روحانى، تأثر سوق العملة فى إيران، وسجل بالأمس عملته الوطنية (التومان) انخفاضا جديدا وفقدت جزءا من قيمته أمام الدولار الأمريكى، وبقي المواطن الإيرانى بين مطرقة العقوبات وسندان ضعف فريق الحكومة الاقتصادى.
وضع سوق العملة الملتهب وتهاوى سعر التومان الإيرانى، اعزته صحف اقتصادية إيرانية لعوامل سياسية، فيما لم تبرئ حكومة روحانى من ضعف الآداء الاقتصادى، واعتبرته نتيجة للمواجهة بين طهران وواشنطن فى نيويورك، حيث تخطى الدولار الـ 19ألف تومان، وارتفع أيضا سعر الذهب إلى 5 ملايين و500 ألف تومان.
واعتبرت صحيفة "جهان صنعت" أن ذلك جاء كرد فعل لسوق النقد على المواجهة بين روحانى وترامب فى نيويورك، وقالت إن التذبذب فى سوق العملة لا نهاية له، والسعر يتغير كل لحظة، متهمة المسئولين بنفض أيديهم عن سوق العملة وتركه للشعب وتجار العملة، لافتة إلى ارتفاع سعر الدولار إلى 18 ألف تومان، وبالتوازى كشفت عن ارتفاع حجم الطلب علي العملة، حيث اصطف الإيرانيون خلف أبواب محال الصرافة.
وأدت محاولات إظهار قوة إيران فى الأمم المتحدة إلى تشديد العبء النفسى للعقوبات الأمريكية ضد إيران واعتبرت الصحيفة الإيرانية أن ذلك مهد لإرتفاع أسعار سوق العملة، قائلة فات الأوان، ينبغى ربط الأحزمة والاستعداد لمواجهة ارتفاع غير مسبوق للأسعار فى تاريخ البلاد وعلى مدار 4 عقود ماضية.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات ترامب الحادة اقتربت باقتصاد إيران خطوة نحو عقوبات نوفمبر المقبل، ورأت أن تشديد المخاوف فى الداخل الإيرانى من عودة العقوبات الاقتصادية كانت المحرك للإيرانيين ولجأوا لشراء العملة الأجنبية من الأسواق باعتبارها أموال ذو قيمة.
وقالت الصحيفة الإيرانية إنه علينا أن نعد أنفسنا لموجة جديدة من إرتفاع فلكى فى الأسعار، متهمة الحكومة بالصمت فى وقت يحتاج فيه السوق الاقتصادى إلى انتباه الحكومة أكثر من ذى قبل للأسواق، مشيرة إلى أن الأمر لن ينتهى إلا بالسقوط الاقتصادى والشعب وحده هو من سيحمل العبء الثقيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة