أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أنه رصد فى مؤشر الإرهاب الأسبوعى، الذى يهتم بتتبع العمليات الإرهابية ورصدها وإجراء تحليل لها، واستشراف مستقبل المناطق التى تشهد عمليات إرهابية - (17) عملية إرهابية تم تنفيذها خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر استهدفت (9) دول فى مناطق مختلفة أوقعت (186) ما بين قتيل وجريح، وقد رصد المؤشر تنامى نشاط (6) جماعات إرهابية خلال الأسبوع.
وأشار المرصد بأن الأسبوع الماضى يثبت محاولات تمدد الجماعات الإرهابية من خلال استغلال حالة الصراعات والنزاعات في أفريقيا، حيث شهدت خمس دول أفريقية هى، (الصومال، الكونغو، بوركينا فاسو، كينيا، مالى) 8 عمليات خلال الأسبوع، وهو ما يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لكبح جماح هذا التمدد خاصة بعد تراجع حجم الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط.
وتابع المرصد أن فروع القاعدة فى بلاد المغرب تعمل على تمدد نفوذها فى غرب إفريقيا فى ظل محاولات تنظيم داعش إثبات حضوره بالمنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع فى غرب ووسط إفريقيا، وتسعى تلك الجماعات إلى تركيز عملياتها ضد قوات الأمن الوطنية وكذلك قوات وأفراد بعثات حفظ السلام في المنطقة. وأوضح المرصد أنه بالرغم من أن سوريا قد حلَّت بالمركز الأول من حيث عدد العمليات خلال الأسبوع لكنها عمليات ذات مستوى منخفض الخطورة حيث أوقعت ما يقرب من (11) شخصًا ما بين قتيل وجريح، فيما حلت الصومال والعراق في المركز الثاني بواقع ثلاث هجمات لكل منهما وهو ما يرتبط بحالة الصراع والنزاع الأهلى فى تلك البلدان، فيما حلت بوركينا فاسو بالمركز الثالث بواقع هجومين استهدفا قوات الأمن ومدنيين أوقعت أكثر من ( 15) شخصًا ما بين قتيل وجريح.
فى نفس السياق أكد المرصد أن إيران بالرغم من كونها جاءت في المركز الرابع بواقع هجوم واحد فإنه يعتبر الأبرز خلال الأسبوع كونه يعتبر هجومًا (ذا مستوى شديد الخطورة)، ويرجح المرصد بأن الهجوم الذى سعى تنظيم داعش إلى تبنيه، بالرغم من تبنى جماعات أخرى له - في أكثر من إصدار خاص به خلال الأسبوع (فيديو تجهيز ما قبل العملية، كلمة صوتية للمتحدث الرسمي للتنظيم أفرد لها مساحة كبيرة فى مجلة النبأ) يثبت أهمية الهجوم النوعى بالنسبة للتنظيم فى محاولة لإثبات علاقة قطيعة التنظيم بطهران.
قال المرصد إن عددًا من الدول أيضًا مثل (الكونغو، باكستان، مالي، كينيا) قد أتت فى المراتب اللاحقة، حيث شهدت كل دولة هجومًا واحدًا نفذته جماعات مختلفة التوجه. فيما أوضح بأن فترة الرصد شهدت استمرار نشاط تنظيم داعش في (العراق، وسوريا، والصومال، وإيران)؛ حيث أتى التنظيم على رأس مؤشر الجماعات الأكثر قيامًا بالعمليات الإرهابية خلال الأسبوع بواقع 37% من عدد العمليات التي تم رصدها، فيما تأتي حركة الشباب المجاهدين بالصومال في المرتبة الثانية على مؤشر الجماعات الأكثر قيامًا بعمليات إرهابية خلال فترة الرصد.
كما أكد المرصد بأن قوات الأمن والجيش كانت الأكثر استهدافًا من قِبل الجماعات الإرهابية بنسبة (53%) من حجم العمليات، فيما استهدفت (47%) من العمليات تجمعات المدنيين. فيما ارتبطت أنماط العمليات بواقع تلك البلدان من حيث الصراعات وسيولة انتقال الأسلحة وتجارتها ومن ثم تركزت على استخدام الأسلحة الثقيلة مثل (قذائف، عبوات ناسفة، زرع قنابل، سيارات مفخخة.
واختتم المرصد مؤشره بتأكيد ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية في محاولة تحجيم أي تمدد جديد لنفوذ الجماعات الإرهابية في عدد من الدول، خاصة أن تلك الجماعات تعيش حاليًّا في حالة الصدمة والانحسار بعد الخسائر التي منيت بها خلال الأعوام الماضية، وأنها تعيش حالة من العشوائية وغياب الاستراتيجية وفقدانها القدرة على قراءة الواقع، وهو الأمر نفسه الذى يدعو للحذر من عشوائية العمليات التي تسقط كثيرًا من الضحايا.