يبدو أن أزمة التحيز الجنسى، سوف تظل لعنة مستمرة تطارد الأكاديمية السويدية، المانحة لجوائز نوبل، فى كل عام ينتقد عدد من المتخصصين والمعنيين بمجالات الجائزة، المسئولين عن النظر فى الترشيحات المقدمة للجائزة وفقًا لنتائجها منذ انطلاقها وحتى يومنا هذا.
ففى تقرير نشره موقع abcnews أشار إلى أنه لا تزال جوائز نوبل تعانى من التفاوت الكبير بين الجنسين، والتى تعد هى أرفع الجوائز على مستوى العالم، لكن الهالة التى تحظى بها هذا العام تراجعت بسبب التساؤلات حول سبب النسبة القليلة للنساء الفائزات بالجائزة، وبخاصة فى مجال العلوم.
فمنذ منح الجوائز الأولى فى عام 1901، فاز بالجائزة 892 شخصًا، من بينهم 48 فقط كانوا من النساء. ثلاثون من هؤلاء النساء فزن بجائزة نوبل فى الأدب أو جائزة السلام، ما سلط الضوء على الفجوة الواسعة بين الجنسين فى الحائزين على الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء / الطب. بالإضافة إلى ذلك، فازت امرأة واحدة فقط بجائزة الاقتصاد.
ومن المحتمل أن يعزى بعض التباين إلى أسباب هيكلية كامنة، مثل انخفاض تمثيل المرأة فى العلوم عالية المستوى. فعلى سبيل المثال، يقول المعهد الأمريكى للفيزياء، فى عام 2014، و10% فقط من الأستاذية الكاملة للفيزياء كانت تحت سيطرة النساء.
لكن النقاد يشيرون إلى أن التحيز الجنسى يسود عملية الترشيحات، والتى تأتى إلى حد كبير من أساتذة مثبتين.
فى هذا السياق، قالت مارى امافيدون، رئيسة مؤسسة ستيميتيس البريطانية، والتى تعمل على تشجيع الفتيات على ممارسة مهن فى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات: "المشكلة هى عملية الترشيح بأكملها، لديك هؤلاء الأساتذة المثقفين الذين يشعرون بأنه لا يمكن المساس بهم. يمكن أن يفلتوا من كل شيء من التحرش الجنسى إلى الاعتداءات الصغرى، التى تتمثل فى تجاهل دور المرأة فى العلوم".
وأضاف: "لا عجب فى أن هؤلاء الناس لا يضعون النساء فى مقدمة الترشيحات. نحتاج لأن نكون أفضل فى سرد قصص النساء فى العلوم اللواتى يقمن بأشياء جيدة ويحصلن على الاعتراف فى الواقع".
وأشارت مارى امافيدون إلى أن الاعتراف التاريخى فى جائزة نوبل حدث عام 1903 عندما أوضح بيير كورى أنه لن يقبل جائزة الفيزياء ما لم يتم تكريم زوجته وزميلته مارى كورى، وكانت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، لكن امرأة واحدة فقط فازت بجائزة الفيزياء منذ ذلك الحين.
بعد أكثر من 70 عامًا، تم التغاضى عن جوسلين بيل، وهى طالبة دراسات عليا فى جامعة كامبريدج، لجائزة الفيزياء على الرغم من إسهامها الحاسم فى اكتشاف النجوم النابضة، فى حين حصل مشرفها، أنتونى هيويش، على نوبل.
وقال بريان كيتنغ، أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا سان دييجو، ومؤلف كتاب "فقدان جائزة نوبل: قصة الكوسمولوجيا والطموح ومحيط الشرف العالى للعلوم": على مؤسسة نوبل رفع القيود المفروضة لتحقيق انفراجة فى أزمة التجاهل بشكل مجمل، كما يجب النظر فى منح الجوائز بعد الوفاة ولا ينبغى أن يكون هناك أى قيود على عدد الأفراد الذين يمكنهم المشاركة فى الجائزة. اليوم الحد الأقصى هو ثلاثة أشخاص لجائزة واحدة.
وأضاف: "هذه الإجراءات ستقطع شوطًا طويلاً فى معالجة الظلم الذى لم يتم التغاضى عنه سوى عدد قليل جدًا من النساء اللامعين الذين ساهموا كثيرًا فى العلوم عبر السنين".
ورأى بريان كيتنج أن غياب جائزة نوبل للآداب هذا العام، والتى فازت بها 14 امرأة، يضع تركيزًا أكثر دقة على الفجوة بين الجنسين فى الجوائز العلمية.
فى هذا السياق، علق جوران هانسن، الأمين العام للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ونائب رئيس مؤسسة نوبل على الانتقادات: "إننى أتطلع لرؤية المزيد من الترشيحات للنساء حتى يمكن النظر فيها.. لقد كتبنا وطالبنا من المسئولين التأكد من أنهم لا يفوتون النساء أو الأشخاص من الأعراق الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة