غريب أن معظم الجرائم التى تقع فى بريطانيا، وراح ضحيتها بشكل دراماتيكى، شخصيات ونجوم شهيرة، فشلت المخابرات البريطانية فى حل لغزها حتى كتابة هذه السطور، ثم تفاجأ أن نفس المخابرات، ويا للعجب، لديها القدرة على حل أعقد الجرائم التى تقع خارج أراضيها، وبسرعة تفوق سرعة الصوت..!!
وندلل على ذلك بالأمثلة، وليس مجرد تنظير من نسج خيالنا، فخذ عندك سيدى القارئ، الفشل فى معرفة المجرمين الذين قتلوا كلا من أشرف مروان، والفنانة سعاد حسنى، والليثى ناصف، قائد الحرس الجمهورى الأسبق، فى قلب لندن، والثلاثة مصريون، ثم والأهم لم تستطع المخابرات البريطانية فك لغز مقتل الأميرة ديانا، وصديقها عماد الفايد، ويا للعجب للمرة الثانية والثالثة، أن عماد الفايد، مصرى الأصل، بجانب الفشل الأهم فى كشف ملابسات مقتل أبرز القيادات العسكرية البريطانية عام 2003، ورغم مرور 15 عاما كاملة، على الجريمة، لم تستطع المخابرات التوصل للجانى، كون أن هذا العسكرى اكتشف حقيقة كذب وفبركة تقارير الأسلحة الكيماوية والمحرمة فى العراق، والمشارك فى إعدادها البطل المصرى المغوار «الدكتور محمد البرادعى»، وبمجرد تهديد القيادة العسكرية البريطانية بكشف المستور، تخلصوا منه، وادعوا أنه انتحر بذبح نفسه بسكين فى حديقة عامة..!!
ناهيك عن الجرائم الأخرى التى تقع فى قلب عاصمة الضباب، ومع ذلك تضع المخابرات البريطانية ودنا من طين وأخرى من عجين، وكأنها من «بنها» بينما عندما وقع حادث الشاب الإيطالى «جوليو ريجينى» فى القاهرة، وبسرعة البرق، خرجت الذراع «الملاكى» للمخابرات البريطانية الـ«بى بى سى» ووكالة «رويترز» تؤكدان أن الاستخبارات البريطانية توصلت لفك لغز مقتل الشاب ريجينى، واتهمت أجهزة أمنية مصرية، وأن عملية القتل كان فى أحد أقسام الشرطة..!!
نفس السيناريو، طبقته الاستخبارات البريطانية فى قضية اختفاء الكاتب الصحفى الإخوانى جمال خاشقجى، فى تركيا، حيث خرجت مسرعة بأنها توصلت لحل لغز الاختفاء، مدعية وبطريقة فجة ووقحة أن «خاشقجى» قُتل داخل القنصلية السعودية، وقالت «رويترز» نصا: «المخابرات البريطانية مقتنعة بأن جمال خاشقجى قُتل داخل القنصلية بجرعة مخدرة زائدة».
وكأن الدنيا ضاقت على الأجهزة الأمنية السعودية للتخلص من خاشقجى، أن تقتله فى بيتها «القنصلية» وتقطعه بمنشار، وكأن القنصلية فجأة تحولت إلى ورشة «نجارة» وليس مؤسسة دبلوماسية ذات سيادة، ترمز لدولة الحرمين الشريفين..!!
الآن تتبنى فعليا، الاستخبارات البريطانية خطة توريط المملكة العربية السعودية، بكل الوسائل والطرق، فى مقتل جمال خاشقجى، مثلما حاولت بكل الوسائل القذرة، توريط مصر فى مقتل «ريجينى» وسقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وغيرها من القضايا.
المخابرات البريطانية، حولت لندن، إلى مقر يحتضن كل كاره وناقم من جهات وتنظيمات وجماعات وأفراد، على مصر، وتمنحهم الغطاء السياسى والأمنى، للعمل بكل أريحية لضرب مصر سياسيا واقتصاديا، والعمل على تقويض دور القاهر إقليميا ودوليا، مُسخرة كل الوسائل المتاحة لتنفيذ هذه المخططات، من منظمات حقوقية، ووسائل إعلام، مثل الجارديان، وتليفزيون وإذاعة الـ«بى بى سى» ووكالة رويترز للأنباء، الناطقة باللغة العربية، وتحت إشراف كامل من المخابرات البريطانية الـ«الإس آى إس».
ونرصد 3 وقائع صارخة تكشف هذه المخططات، الأولى، عندما سارعت لندن وأرسلت تقريرا أمنيا بعد وقوع حادث الطائرة الروسية على سيناء للكرملين، تؤكد فيه أن الحادث ناجم عن عمل إرهابى، وهو التقرير الذى سبق تشكيل لجان التحقيق، فى موسكو والقاهرة، واستطاعت أن تحول مسار القضية 360 درجة.
التقرير الذى أعدته لندن وأرسلته إلى موسكو، واكب توقيت إعداده زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ووجوده فى بريطانيا، وكأنها وضعت سيناريو إحراجه، وهو ما حدث بالفعل فى المؤتمر الصحفى، وشعر الرئيس بحرج شديد، ويُصنف المراقبون زيارة السيسى للندن بأقل الزيارات الخارجية توفيقا وتحقيقا للأهداف.
الثانية، تبنى لندن التصعيد فى قضية مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى» ومارست نفس سيناريو حادث سقوط الطائرة الروسية، بنفس التفاصيل، فقد سارعت لتوجيه دفة اتهامات القضية نحو مقر وزارة الداخلية المصرية، واتهمت الأمن بقتله، قبل بدء جهات التحقيق فى البلدين عملها، ثم طالبت المواطنين البريطانيين، بجمع 10 آلاف توكيل لمنح لندن شرعية التدخل ودعم إيطاليا فى قضية «ريجينى، وسكب البنزين على النار، وتأجيج الخصومة بين روما والقاهرة، وإيقاف كل وسائل التعاون الاقتصادى والسياسى بين البلدين.
الثالثة، التقرير الذى أذاعته قناة الـ«بى بى سى» عن الموت فى الخدمة، ووضع الأمن وإهانة جنود الأمن المركزى، الذى كان يهدف بالدرجة الأولى إلى زعزعة الثقة فى الأمن، وإحداث تمرد، رغبة فى مزيد من الانفلات الأمنى، وعدم القدرة على مواجهة العمليات الإرهابية، ومن ثم إسقاط البلاد فى مستنقع الجماعات المتطرفة، وتكرار السيناريو السورى والليبى واليمنى.
هذه عينة من وقائع صارخة وملموسة، تكشف بوضوح الدور القذر الذى تلعبه المخابرات البريطانية، ضد مصر، وفى القلب منها قضية ريجينى، وتسخير وسائل إعلامها، وذراعها الاستخباراتى الـ«بى بى سى» ووكالة رويترز، لتنفيذ مخططاتها.
الأمر نفسه، تكرره حاليا الاستخبارات البريطانية مع المملكة العربية السعودية، وتحاول توريط الرياض فى قضية اختفاء خاشقجى، وعلى المحور الثلاثى المهم، مصر والسعودية والإمارات، أن يدركوا حجم المخطط، ويقفوا بثبات وقوة لإحباطه..!!.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم محمد
تدمير الاوطان
صدقت ايها الكاتب المحترم هؤلاء لا يعنيهم مقتل خاشقجى او غيره و لا يعنيهم الحقائق او الاكاذيب كل ما يعنيهم هو تدمير الاوطان و يبدو انهم بعد ان دمروا السودان و ليبيا و اليمن و سوريا و العراق و استعصت عليهم مصر اتجهوا للسعوديه و لن ينالوا مرادهم باذن الله
عدد الردود 0
بواسطة:
Tarek
الامبراطورية التي غابت عنها الشمس
لن تنسي بريطانيا ابدا ان مصر هي التي اغابت الشمس عن امبراطوريتها لذلك علي مر السنين تحاول الانتقام وارجعوا بالذاكرة لكلمة مارجريت تاتشر بعد حرب اكتوبر ان العرب يجب ان يعودوا لسكنة الخيام وان ثرواتهم يجب ال تكون لنا وللاسف هرول العرب للاستثمار في بلادهم وبلاد الغرب كله واصبح هناك صعوبة لاسترداد ه1ه الثروات مرة اخري ولو رجعنا الي التاريخ لوجد ان سبب العنصرية والصراعات علي وجه الارض سببها بريطانيا الي جانب فرنسا ثم امريكا التي انشئتها بريطاني فلا تستغرب بلطجتها والحل فينا نحن العرب ولكن اسوا ما فينا الخيانة وخاصة من داخل بلادنا كالاخوان المفسدون رغم علمهم ان بريطانيا لن لتساعد اي بلد مسلم وكذالك الاشتراكيين الثوريين وكذبة ابريل والمنظمات الحقوقية والسياسيين الي اخره الحل فينا الحل فينا ويجب تفعيل المقاطعة لهم الي جانب قطر و تركيا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مفارقة سياسية سخيفة
بريطانيا اللى بعتت لروسيا ادلة اسقاط الطائرة الروسية عشان تسىء لمصر هى اللى دلوقتى اللى عاملة حملة مسعورة ضد روسيا وعايزة تلزقلها تهمة ساذجة بتاعة جاسوس دوره انتهى باى طريقة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد البربري
إمبراطورية الشر
لازالت بريطانيا تمارس هوايتها الدنيئة منذ عدة قرون فهي مصدر شرور سياسية و اقتصادية تفوق الحصر على نطاق العالم أجمع... لا أتوقع أن تتحلى بأية معايير أخلاقية و لكن أحيانا يبدو أنها تنشر شرورها لمجرد أن هذا دأبها.. أو و ياللعجب لتعود فتدعو المتضررين لمحاولة حل مشاكلهم بوساطتها أو على أراضيها.. لست مطلعا على خفايا السياسة البريطانية و لكن أكاد أتخيل أنها الشر المجسد و النابع من احساس بالتفوق على و الاحتقار الشديد لباقي العالم. لذلك و للأسف لايمكنني أن أصدق أي عمل خيري أو انساني يصدر عن مملكة الشر