كشف فيس بوك فى وقت سابق من هذا الأسبوع عن عملية اختراق أصابت 30 مليون مستخدم وعرضت بياناتهم الشخصية الحساسة للسرقة، وكان بينهم 14 مليون شخص هم الأكثر تضررا من حيث كمية المعلومات المسروقة منهم، وتلك الحادثة تعد الأخطر والأكبر فى تاريخ الشبكة الاجتماعية العملاقة، ولكنها لم تكن الأولى، فخلال السنوات الماضية كان هناك سلسة من الحوادث التى جعلت الكثير من المستخدمين الذى يبلغ عددهم 2.2 مليار مستخدم حول العالم، يشعرون بالخطر وعدم الأمان على الموقع، ليس فقط بسبب حوادث الاختراق المباشرة، ولكن لأن البيانات الحساسة هى متاحة لعدة جهات على فيس بوك دون رقابة.
فيس بوك يتاجر فى معلوماتك الشخصية
عندما يرغب المعلنون فى استهداف مجموعة محددة من العملاء الذين، على سبيل المثال، يكونوا فى سن معين ولديهم انتماء أو اهتمام سياسى معين، يجعل فيس بوك ذلك ممكنًا، ويتم تجميع الأشياء التى تشاركها والاستنتاجات التى يقدمها فيس بوك عنك مع بيانات أشخاص مشابهين ويبيعها للشركات، ويسمح ذلك للأنشطة التجارية بوضع الإعلانات أمام الأشخاص الذين يتأكدون من قدرتهم على التأثير فيهم.
فالتخلى عن خصوصيتنا هو السعر الذى ندفعه مقابل استخدام فيس بوك مجانًا، وتقدم معظم الشركات إعدادات الخصوصية، والبعض الآخر يسمح لك بالخروج وأخذ بياناتك معك، لكنهم لا يجعلون الأمر سهلاً، ويقول النقاد إن الشبكات الاجتماعية وشركات الإنترنت يجب أن تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم فى البيانات التى ينتهى بها الأمر بين أيدى المعلنين.
فيس بوك غير آمن
حقيقة أن فيس بوك غير آمن لوضع بيانات حساسة عليه ليست حديثة، إذ حذرت المفوضية الأوروبية فى عام 2015 مواطنى الاتحاد الأوروبى من أنهم يجب أن يغلقوا حساباتهم على فيس بوك إذا كانوا يريدون الاحتفاظ بمعلوماتهم، خاص مع إيجاد أن تشريعات Safe Harbor لا تحمى بيانات المواطن.
بالإضافة إلى تلك التصريحات، كان هناك العديد من الحوادث المثيرة للقلق والتى كانت بمثابة جرس إنذار لعدم أمان الشبكة الاجتماعية، مثل فضيحة "كامبريدج أنالتيكا" التى تمكنت فيها شركة الاستشارات السياسية من الوصول لبيانات 87 مليون مستخدم، واستغلالها فى توجيه إعلانات سياسية خلال فترة الرئاسة الأمريكية للتأثير على الناخبين.
وأشار خبراء الأمن الإلكترونى إلى أن هناك مجموعة من البيانات التى يجب الحرص عند مشاركتها على فيس بوك لأن سرقتها يمكن أن تؤدى إلى مخاطر كبيرة، مثل رقم الهاتف خاصة إذا كنت تستخدمه ككلمة مرور لبعض الحسابات، والموقع الحالى الذى يسهل على بعض الجهات تتبع مكانك، بالإضافة إلى تاريخ الميلاد وبعض المعلومات الخاصة المرتبطة بالهوية، لأن الهاكرز يستغلونها للدخول على حساباتك المختلفة، بما فى ذلك حساباتك البنكية، حتى أن عنوان البريد الإلكترونى المسروق يساعد الهاكرز فى استهدافك بهجمات تصيد يمكن أن تجعلك عرضة للاختراق بشكل كامل إذا وقع فى فخها.
بيانات لا تشاركها على الموقع
وقال إن من الأفضل الاحتفاظ بالمعلومات الحساسة وبعض البيانات بعيدا عن فيس بوك مثل رقم الهاتف وتاريخ الميلاد والصور الخاصة التى يمكن أن يسبب سرقتها أزمة، وقم مجموعة من النصائح للمستخدمين حماية أنفسهم من مخاطر الهجمات الأخيرة، ففى البداية على المستخدمين الذين سبق وسجلوا بيانات بطاقة الائتمان على الموقع للدفع للإعلانات وقفها على الفور، بالإضافة إلى التأكد من عدم استخدام كلمة المرور نفسها فى أماكن متعددة، وأنشئ كلمة مرور جديدة وفريدة من نوعها إذا.
بالإضافة إلى تشغيل المصادقة الثنائية كلما أمكن ذلك، ولكن بشكل خاص على أكثر حساباتك حساسية أو القيمة، وعلى الرغم من أن حتى تلك الأنظمة يمكن أن تكون عرضة لهجمات القرصنة، لكنها تظل أكثر أمانًا من كلمات المرور وحدها.
وبغض النظر عما إذا كان حسابك قد تأثر بالهجمات الأخيرة أم لا، قد يكون عليك أيضًا فى حذف حساب فيس بوك الخاص بك أو إلغاء تنشيطه، خاصةً إذا كنت لا تستخدمه كثيرًا، وإذا كنت تنوى الاحتفاظ بحسابك، فيجب أن تفكر أيضًا فى تحديد ما تشاركه فيه، لأن هناك بيانات تاريخية عنك يمكن أن تستغل ضدك أو تستخدم فى اختراق حسابك أو اختراق أصدقائك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة